أعلم أن هناك عدم تكافؤ بين المقاومة وأهل غزة المحاصرين وبين هذا الغول والآلة الحربية الصهيونية الباطشة، وأنه لا وجه للمقارنة بين قوة الطرفين، ولكن أهمية ضربات المقاومة أن الصهاينة "يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ" وأكثر لأنهم لم يعتادوا مثل أهل غزة على هذا؟! تخيلوا أن تل أبيب التى يصفونها بأنها "المدينة التى لا تنام وتعمل بلا توقف"، يقول عنها التلفزيون الإسرائيلى: إنها "تبدو الآن مدينة أشباح بدون مارة أو سيارات"، بعدما استهدفتها حماس والجهاد بأربعة صواريخ فقط!. غزة– كما يقول أهلها– ينطبق عليها المثل "لا يضر الشاه سلخها بعد ذبحها".. ولكن تل أبيب والقدس التى يرتع فيها الصهاينة وتعتبر عاصمة اقتصادية واستثمارات بالملايين توقفت وأصبح ما ينشر عنها هو صور الصهاينة فى المخابئ والمجارى أو منبطحين أرضا يصرخون من سقوط صاروخ عليهم، وصفارات الإنذار تدوى لأول مرة منذ عام 1991 عند ما سقطت عليهم صواريخ سكود من العراق فى عهد صدام حسين. تخيلوا.. حركة الفلسطينيين الداخلين لغزة الآن تزداد عبر معبر رفح رغم القصف المستمر، وبالمقابل حركة الخروج من إسرائيل كلها أو سفر المستوطنين الهاربين بالقطارات من الجنوب إلى الشمال لا تنقطع.. ماذا يعنى هذا؟ لا يعلن الصهاينة دائما عن خسائرهم، ويخفونها، وعند ما قصفهم صدام حسين لم يعلنوا ولم نعرف ما جرى سوى بعدها بسنوات.. والآن يؤكد المراسلون الأجانب فى تل أبيب أن الرقابة الإسرائيلية تحظر نشر معلومات حول سقوط صواريخ المقاومة على مرافق صهيونية بالغة الحساسية مثل المطارات وتل أبيب والقدس والكنيست، وينشرون فقط خبر سقوط ثلاثة قتلى مدنيين فى قصف مبنى بصواريخ حماس ليستدرّوا عطف العالم ضد "إرهاب" حماس!! نجاح المقاومة فى كسر الخطوط الحمراء الصهيونية وقصف تل أبيب والقدس ومطارات عسكرية رغم الغارات اليومية، سبب إحباطا للصهاينة ودفعهم لانتهاج سلوك إجرامى نازى متزايد تمثل فى تدمير بيوت الآمنين على رءوسهم، وفى ليلة واحدة (مساء الجمعة كما يقول زميلنا فى غزة د. صالح النعامى) دُمرت عشرة منازل دفعة واحدة! والأغرب أنهم قصفوا استاد فلسطين الرياضى للكرة بخمسة صواريخ، رغم أنه مكان للعب لا للحرب، وقصفوا مبنى حكومة غزة بعد مغادرة رئيس وزراء مصر له، وقصفوا مساجد وقتلوا أئمتها دون ذنب. إحدى المستوطنات اليهوديات فى القدسالمحتلة خرجت تصرخ أمام تلفزيونهم قائلة: "فى أكثر الكوابيس قسوة لم أتصور أن تصل صواريخ غزة إلى قرب بيتى".. ورئيس الكنيست يقول: إنه مصدوم لأن حماس أطلقت صاروخا قرب مبنى الكنيست". ومستوطنون غاضبون ظهروا على التلفزيون يقولون: إن جيش الاحتلال أبلغهم أن الحرب على غزة ستستمر 7 أسابيع، وعليهم أن يتحملوا ضغط صواريخ المقاومة. أكثر ما يزعج الصهاينة– كما أشار لهذا أكثر من 40 معلقا تلفزيونيا صهيونيا مساء الجمعة- هو "التحول الهائل فى الموقف المصرى"؛ الذى قالوا إنه يقيّد العدوان الصهيونى، ويولون اهتمامًا كبيرًا لتهديدات مرسى لإسرائيل ويناقشون تداعياتها. أمس قلت: إن الصهاينة منزعجون لأن "مصر عادت".. واليوم أنوّه بأنهم مع الأمريكان أشد انزعاجا لأن الرئيس مرسى ألمح للرد على عدوانهم، وأن هذه فرصته– كما يقول مارتن أنديك- لتعديل كامب ديفيد!.