أثار تحذير وزارة الصحة بحكومة الانقلاب من وجود عقار ألبومين مغشوش في الأسواق، ذعر عدد كبير من المرضى، لاسيما أنهم يتناولوه باستمرار طوال الفترة الماضية. وأصدرت الإدارة المركزية للشؤون الصيدلية بوزارة صحة الانقلاب البيان رقم 100 لعام 2017، حذرت فيه من انتشار عبوات من عقار هيومان ألبومين، الخاص بمرضى الكبد، مغشوشة في الأسواق، وطالبت بتحريز العبوات المدون عليها إنتاج شركة باكستر واستيراد شركة مالتي فارما، التشغيلات paaiq033، كما أوضح البيان أن سحب العينات المغشوشة جاء بناء على طلب الشركات المنتجة نفسها.
وأبدى عدد كبير من المرضى مخاوفهم من أثار تناول العقار طيلة الفترة الماضية، بعد علمهم أن هناك عبوات مغشوشة غزت الأسواق.
تحذيرات دون بديل
تحذيرات الوزارة جاءت دون تقديم بديل للمرضى الذين يتناولون العقار بصورة مستمرة. وكانت آلاف الشكاوى من قبل المرضى ترددت في الفترة الأخيرة، وواجه المرضى أزمة كبيرة بعد اختفاء العقار من الصيدليات، مما اضطر البعض إلى اللجوء إلى شرائه عبر صفحات الإنترنت بأضعاف سعره الأصلي.
وسبق أن حذر المركز المصري للحق في الدواء منذ عدة أشهر، من انتشار عقار ألبومين مغشوش في الأسواق، مؤكدا وجود عبوات مغشوشة غزت الأسواق، مما تسبب في وفاة أحد المرضى بالمنصورة.
وأوضح المركز أن العقار يباع في مخازن بمنطقة الهرم وأكتوبر وعلى شبكات الإنترنت، مشيرا إلى أنه تم تحرير محاضر ضد مخزن أدوية ثبت بيعها عبوات مغشوشة من العقار، تسببت في دخول المريض غيبوبة كبدية بسبب احتواء العبوة على مادة السافلون المطهرة.
وأكد الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الأورام بمعهد الكبد، وجود عقار ألبومين مغشوش بالأسواق منذ فترة ليست قليلة، موضحا أنه يتسبب في أعراض جانبية للمرضى تصل إلى حد الوفاة، مضيفا أن نقص الأدوية في السوق يؤدي إلى تضاعف أسعارها أو ظهور الأدوية المغشوشة بالسوق السوداء، وللأسف، بعض مخازن الأدوية غير المرخصة تقسم عبوة ألبومين واحدة على أكثر من زجاجة، مع إضافة مواد أخرى مثل النشا والسافلون، ما يمثل خطورة على صحة المرضى.
وطالب عز العرب، المرضى بالتعامل مع الصيدليات فقط؛ لضمان سلامة الحصول على عقار سليم، خاصة أن إدارة التفتيش الصيدلي، تأخذ عينات لفحص الأدوية، وإذا تبين وجود مخالفات، سواء في تركيبة الأدوية أو الخواص الدوائية، يتم عمل منشور من قبل وزارة الصحة للصيدليات ويتم سحب العينات، مشددا على ضرورة تغليظ العقوبة على من يغش الأدوية، تصل إلى حد السجن المشدد.
أدوية خطيرة
يشار إلى أن الأدوية المغشوشة أصبحت ظاهرة تهدد آلاف المرضى الفقراء، الذين يشترونها بسبب انخفاض أسعارها، وأدت إلى وفاة الكثيرين، وتأثرت صناعة الدواء المحلية بها بشكل سلبى...وذلك لغياب هيئة للرقابة على الغذاء والدواء أسوة بتلك الموجودة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، والمعروفة باسمFDA.
يشار إلى أن مصر تستورد أكثر من 60% من مستلزمات إنتاج الدواء من الخارج. وتتم عمليات التهريب عبر تهريب الأدوية من الخارج إلى مصر وهذه هى المشكلة الكبرى، حيث يتم تهريب الكثير من الأدوية غير الصالحة للاستخدام أو الرديئة، لكن يقبل الناس على شرائها بسبب رخص سعرها، أو لأنها غير متوفرة فى السوق المصرية مثل أدوية سرطان الدم عند الأطفال الذى لا يتعدى ثمنه 40 جنيها، ولكن لا توجد أى شركة مصرية تقوم بإنتاجه، وهو ما يخلق سوقاً سوداء لتهريبه من الخارج إلى مصر.
أسباب تهريب الأدوية
فى حين أرجع الدكتور جمال عابدين عضو بالشعبة العامة لصناعة الدواء، أسباب تهريب الدواء إلى ثلاثة أسباب رئيسي أهمها: صعوبة تسجيل الأصناف، خاصة الذى يقع تحت باب المنشطات الجنسية، مؤكداً أن عقار مثل الفياجرا والسيالاس تتجاوز مدة تسجيلهم خمسة سنوات للموافقة على تسجيلها فى مصر، حيث تمثل أدوية الضعف الجنسى نسبة 80% من إجمالى حجم الأدوية المهربة، نظراً لوجود طلب كبير عليها، الثانى: وجود هامش ربح كبير يحصل عليه المتاجرون فى الأدوية المهربة، لافتاً إلى أن 20% من حجم الأدوية المستوردة تتهرب من الجمارك.
والأمر الآخر هو انتشار شركات للترويج لأدوية وهمية من خلال القنوات الفضائية والصحف الخاصة.
كما أن أهم مصادر غش الدواء فى مصر مصانع بير السلم التى تقوم بتوزيع وتعليب وتصنيع الأدوية المغشوشة. يبقى "بزنس الصحة" بابا لقتل المرضى المصريين بعهد السيسي، الذي لا يهمه سوى التركيز على أمن كرسيه المغتصب بالاساس، واهمال الامن المدني والجنائي لصالح الامن السياسي الذي يقمع كل من يريد التعبير عن رأيه.