رغم بيانات الشجب والاستنكار الرسمية أمس واليوم من حكومات الانقلاب والنظام الملكي السعودي وحكومة الإمارات وحكومة البحرين، الآن وجه محور "اعتدال" ما يزال مكشوفا وردود أفعالهم وبياناتهم تفتقد للإدانة على أرض الواقع، فحتى الآن لم يصدر أحدهم بيانا يرد على مقابلة أجرتها القناة العاشرة العبرية مع وزير الاستخبارات والمواصلات لدى دولة الاحتلال "يسرائيل كاتس"، كشف أن الإدارة الأمريكية قامت مسبقًا بالتنسيق مع قادة من الدول العربية بشأن قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وبدء إجراءات نقل السفارة الأمريكية إليها، ثم أيدها في اليوم نفسه تلفزيون (ZDF) الألماني، وافتتاحيات الصحف الألمانية في اليوم التالي. تصريحات الوزير الإسرائيلي ومحررو القناة العبرية تتناغم بشكل كبير مع ما كشفه دبلوماسي أمريكي في القاهرة بشأن اتصالات الساعات الأخيرة التي سبقت إعلان قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس. الدبلوماسي -الذي رفض ذكر اسمه- أشار إلى إجراء عدد من الاتصالات بين الرئيس الأمريكي وبعض القادة العرب، لافتًا إلى أن بعض السفارات الأمريكية في البلدان العربية رفعت تقارير تحذر من رد فعل الشارع في بعض العواصم العربية، إلا أنه يبدو أن لدى الإدارة الأمريكية تقاريرًا أخرى توضح مدى ملاءمة هذه المرحلة لذلك القرار. استدعاء عباس محمود عباس الذي ما يزال حتى اللحظة ينسق مع الاحتلال الصهيوني أمنيا ضد المقاومة المسلحة وأبناء شعبه، يمارس دورا وظفته فيه الولاياتالمتحدة، وهو أن يكون "رمزا" لفلسطين، بوجه المقاومة الفلسطينية التي يحاول محور اعتدال تكبيلها إلى أقصى درجة أمام اليهود، فقبل قليل رفض الملك الأردني حضور قمة ثلاثية بالقاهرة، فغير مكتب السيسي دعوته من قمة ثلاثية إلى ثنائية بحضور محمود رضا عباس ميرزا. فيصفه الكاتب الصحفي نور الهواري بقوله: "الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلامه مثل شخصيته: مجرد عجين طري -لم يدخل الفرن ولم تمسه النار- لزج، سمج، ماسخ، فاقد المذاق والمعني. (وصف هذا اليوم بأنه تاريخي!)". ولا يمكن استبعاد أن تدعوه الإمارات والسعودية ليكون تعبيرا من الدول المضيفة عن تضامنها مع الفلسطينين في قضية القدس والواقع غير ذلك. بديل القدس فبلاد الحرمين الشريفين حرمت من أن يوجه خطباء الحرمين خطبة الجمعة الماضية نحو نصرة فلسطينوالقدس واكتفى أحدهما بالقول: "للقدس رب يحميه"، كما أوعزت جهات من أمن الدولة السعودي إلى الإعلام السعودي بتقليل الاهتمام بالقدس في النطاق الإعلامي إلى أضيق ساعات البث. وقبل إعلان ترامب الأخير بأيام، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن السعودية عرضت على الفلسطينيين مبادرة سلام جديدة تتضمن اختيار ضاحية أبو ديس المجاورة لمدينة القدس لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية بدلا من مدينة القدسالشرقية. وقالت الصحيفة إن هذا العرض قدمه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الزيارة الأخيرة التي أجراها الأخير إلى المملكة الشهر الماضي. ويعتبر العرض السعودي بديلا للقدس؛ حيث تضمن المقترح السعودي الذي تم عرضه على الرئيس الفلسطيني أن تقوم دولة فلسطينية بسيادة محدودة بلا حق عودة للاجئين الفلسطيني ودون ترابط بين أراضيها وإبقاء غالبية المستوطنات على ألا تشمل التسوية مدينة القدس. واستندت الصحيفة الأمريكية في تقريرها لمصادر فلسطينية وعربية مقربة من عباس وابن سلمان، مشيرة إلى أن "عباس حصل على مهلة شهرين للقبول بالصفقة وإلا سيكون مجبرا على الاستقالة". وغير خاف أن ولي العهد ابن سلمان اشترى صورة المسيح المخلص بما يقارب 450 مليون دولار، فأمسى فخامته بائعا للقدس بصورة المسيح المخلص. الشقيقة الإمارات وفي صبيحة 7 ديسمبر كانت افتتاحيات صحف الإمارات اليوم كما رصدها إعلاميون ومتابعون، جاء عنوان افتتاحية صحيفة البيان: "علماء الإمارات ثروة وطنية"، وكان عنوان افتتاحية صحيفة الاتحاد "الحرب العربية الإيرانية"، وعنوان افتتاحية صحيفة الوطن "صنعاء العروبة وجرح الغدر"، عدا صحيفة الخليج، بما يوحي باتفاق على تجاهل قرار ترامب. كما حمّل الوزير الإماراتي أنور قرقاش الربيع العربي المسئولية، فقال "قرقاش" إن "عقم الخيارات العربية في مواجهة أزمة قرار القدس هو نتيجة طبيعية للاستقطاب الذي تسبب فيه "الربيع العربي"، حالنا اليوم لا يسّر والعلاج ليس في جلد الذات. وعلق الصحفي جمال سلطان على قرقاش قائلا: "..طيب أنت لا كان عندك ربيع ولا خريف، أرنا من نفسك ودولتك خيرا!". غير أن المعارض الإماراتي جاسم الشامسي، مساعد وزير المالية الإماراتي الأسبق، أكد في برنامج له عبر "اليوتيوب" "خفايا وأدلة تأييد نظامي الإمارات والسعودية لخطاب ترامب". وقال الشامسي إن شواهد بعض الدول الخليجية السعودية والإماراتوالبحرين المعتمدين على السوشيال كلهم يؤيدون التوجه ومنهم "تركي الحمد" و"وزير خارجية البحرين" و"حمد سالم" و"سعود الفوزان" و"حمد المزروعي" و"ضاحي خلفان" وتصريحات وكيل وزارة الدفاع الإماراتية، مضيفا أنها تصب أن (نحن كدول خليجية) ليس معنا مشكلة مع إسرائيل وأن القضية الفلسطينية قضية فلسطينية وأن الفلسطينين هم من تخلوا عنها وأننا من المفترض أن نهتم بالشأن الداخلي. وأشار إلى أن رؤيتهم أنه لكي يتم التخلص من القضية الفلسطينية وتسويتها يجب التخلص من قضية القدس لأن المسلمين بدون القدس لا يساوون شئ والفلسطينين بدون القدس لا يساوون شئ. واضاف موقفهم مبني "حتى يتم تطبيق صفقة القرن كما صرح بها ترامب وايداه السيسي وغيره يجب التخلص من القدس والتخلص منن الفلسطيم وتهجيرهم إلى أماكن مناسبة". كما لفت إلى تنامي العلاقات بين الدولتين واسرائيل ومنها فتح قنصلية في ابوظبي. غير أن الشيخ رائد صلاح في إبريل 2015 تحدث مع بي بي سي عربي وقال: لدينا وثائق تثبت أن الإمارات تشترى أراضي وعقارات داخل مدينة القدس وتسلّمها للصهاينة بهدف تهويدها. وأوضح أن لديهم وثائق ووقائع تثبت أن الأموال الإماراتية وصلت إلى البنوك الفلسطينية في إسرائيل ووظفت في هذا الاتجاه من الإمارات. بحرين الهامش وتعتمد البحرين على السعودية والإمارات في دعمها ماليا، وتوجه وفد بحريني صباح اليوم للقدس وزيارة المسجد ألأقصى، غير أن المقدسيين طردوهم ووجهوا لهم إهانات لموقفهم في الصف الصهيوني. واعتبر الصحفي محمد الشبراوي في سلسلة تغريدات عبر حسابه عن الزيارة أن "زيارة الوفد البحريني للكيان المحتل وللقدس في هذا التوقيت جاءت بعيدة كل البعد عن إدارك المخاطر والدلالات لقرار ترامب، وضربت عرض الحائط بالمواقف المطلوبة تجاه هذا القرار، والأهم أنها قفزت على ثوابت الأمة ومقدساتها مما يدلل على حال الغيبوبة الاستراتيجية التى تعيشها نظم عربية في أكثر لحظات الأمة حساسية، ليصبح الرهان على النظم رهانا خاسرا ولكن على الشعوب أن تستمر في أخذ زمام المبادرة وعلى الفلسطينيين ألا يعولوا سوى على الله ثم على أنفسهم". واعتبرها "تأكيدا على الانفتاح المطلق على الكيان الصهيوني واستمرار نظم حكم عربية في طريق التطبيع بل التحالف والاعتراف الكامل به ولو كان ذلك على حساب الثوابت الاستراتيجية والتاريخية والدينية". الخنوع العربي وتحت هذا العنوان كتب الصحفي شعبان عبدالرحمن في تدوينة على حسابه اتفقت رؤية محمد الشبراوي معه، حول زيارة "42 شخصية بحرينية بينها عمامة شيعية بيضاء، وقال: "هي رسالة مباركة لقرار ترامب اعتبار القدس عاصمة للصهاينة، المباركة جاءت من البحرين بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن الحلف العربي المتصهين واولهم الدولة الكفيلة للبحرين". وعن المعلن والواقع اعتبر أن إعلان أمين عام الجامعة العربية أن إلغاء مبادرة السلام العربية معناه إطلاق الرصاص علي مشروع السلام!! يعني أن المفاوضات والاتصالات العربية السرية والعلنية ستظل متواصلة ويمكن أن تتم في المرات القادمة بالقدسالمحتلة. وأن الموقف الحقيقي الذي كان منتظرا من محمود عباس هو إلغاء اتفاقية أوسلو وإنهاء التنسيق الأمني مع الصهاينة الذي يلزم السلطة بحماية أمن الصهاينة واعتقال رجال المقاومة، لكن ذلك لم يحدث واكتفى بالإبقاء على كل صور التطبيع والجري وراء سراب السلام، مع العلم أن الإدارة الأمريكية أغلقت مكاتب السلطة في واشنطن قبل قرار ترامب بأسبوع، ولو لدى هذه السلطة الفلسطينية بكل هياكلها ومكوناتها ذرة كرامة لثأرت لكرامتها. "ولكن.. ذرا للرماد أعلن عباس أنه يرفض استقبال نائب الرئيس الأمريكي وذلك قرار دعائي وعنتري..". خفايا وأدلة تأييد الإمارات والسعودية لخطاب ترامب حول القدس.. تصريحات الشيخ رائد صلاح فيما يخص الأموال الإماراتية