رغم تجاهل إعلام العسكر لرد الفعل القوي من جانب تركيا، على قرار الرئيس المتطرف دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إلا أن شبكة "بي بي سي" البريطانية، قالت إن رد فعل الشعب التركي على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ربما هو الأقوى في العالم الإسلامي. ورصد مراسل الشبكة في إسطنبول، شهدي الكاشف، خروج 39 مسيرة مختلفة في المدينة وحدها، معقبًا بأن رد الفعل التركي ربما الأقوى إسلاميا. وجاءت المظاهرات الداعمة للقدس في مصر الأقل بين الدول الإسلامية والعربية الكبري، حيث تظاهر المئات بالأزهر الشريف وفي عدد من المحافظات، بينما أغلقت قوات الأمن ميدان التحرير خوفا من التظاهر فيه. وانطلقت أمس الجمعة، مظاهرة بمشاركة عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك في إسطنبول، تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي. وتأتي المظاهرة تلبية لدعوة 16 منظمة تركية داعمة للقضية الفلسطينية، رفضا للقرار الأمريكي. وذكرت "الأناضول"، أن شخصيات حقوقية تركية رفيعة المستوى، إضافة إلى الجاليات العربية المقيمة في تركيا، شاركت في المظاهرة. وانطلقت المسيرة الاحتجاجية من مسجد "الفاتح" بمدينة إسطنبول متجهة إلى ميدان "سرج هانا" على بعد نحو 500 متر عن المسجد. ورفع المشاركون الأعلام التركية والفلسطينية، مرددين شعارات من قبيل: "الموت لإسرائيل"، "القدس عربية إسلامية"، و"لا أحد له الحق في فرض سيطرته على القدس"، و"يا الله.. بسم الله.. الله أكبر". كما رددوا هتافت مثل: "سلام إلى القدس"، "المقاومة مستمرة"، و"القدس لنا وستبقى لنا". وقال ربحي حلوم، أول سفير فلسطينيبتركيا: "على الفصائل الفلسطينية جميعها أن تعي أنه لا مجال بعد اليوم للحوارات التي لا تسفر عن نتائج، وأنه لا حل سوى المقاومة، لأنه بالمقاومة وحدها تحل القضية الفلسطينية، ولا مجال أمامنا للمراوغات". ودعا حلوم، "أتباع أوسلو (اتفاقية أوسلو للسلام) وجميع داعمي ترامب والكيان الصهيوني، إلى تبني موقف تاريخي تأخروا به 23 عاما، وكان ينبغي عليهم أن يقفوا في مواجهة الاحتلال". وتابع: "أقول لهؤلاء إن التاريخ سيحاسبهم، لأنها نقطة تحول تاريخية، وعليهم أن يعودوا إلى رشدهم، ويتخذوا تصرفا يرقى إلى مستوى الحدث". من جهته، قال بولنت يلدرم، رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH )، في كلمته بالمظاهرة: "هل أنتم جاهزون لتدافعوا عن قضية القدس؟ هل أنتم جاهزون لتدافعوا عن المسجد الأقصى؟". وأضاف أن "أمريكا هي الشيطان الأكبر في المنطقة، وهي التي تضرب القضية الفلسطينية في مقتل بقرارها". وتابع أنّ "المسلمين جميعهم جاهزون للدفاع عن المسجد الأقصى، وملايين المسلمين يعتبرون أن هذه القضية لا مساس بها، ولن نقبل بما تفعله واشنطن". وأشار إلى أن "أطفال فلسطين هناك يدافعون عن المقدسات، ونساء فلسطين أيضا يقفن في المواجهة، ويدافعن (عن تلك المقدسات)، وعلينا نحن أن نقف معهم، وندافع عما يدافعون عنه.. عن المسجد الأقصى". من جانبه، قال سليم تمورجو، رئيس حزب العدالة والتنمية في إسطنبول: "اليوم، نحن هنا نرفع سلاما لشهداء سفينة مرمرة ولشهداء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا". وتابع: "نقول للرئيس الأمريكي إن هذا القرار الذي وقعته باعترافك بإسرائيل لن نقبله ولن نمرره، ومن هذا الميدان نقول إن القرار الظالم هذا لا ينتهك حقوق الفلسطينيين وحدهم، وإنما حقوق المسلمين جميعا". واعتبر تمورجو أن "القدس خط أحمر، وقدسيتها لا تقل قدسية عن مدينة مكة حيث كعبة المسلمين. هذا الميدان يشبه ميدان رابعة العدوية، وكما وقفنا مع من في ميدان رابعة، نقف اليوم من هذا الميدان تضامنا مع فلسطين ومع القضية الفلسطينية". وقال: "اليوم نقف هنا وغدا في القدس، ونعيد فتح السلطان محمد الفاتح (فاتح القسطنيطينة)، وصلاح الدين الأيوبي (محرر القدس من يد الصليبيين)". فيما اعتبر صالح تورهان، رئيس جمعية شباب الأناضول، أن "القضية أكبر من اعتراف واشنطنبالقدس عاصمة لاسرائيل، نحن لا نعترف أصلا بدولة اسمها إسرائيل، وهذا في صميم عقيدتنا وإيماننا بالقضية الفلسطينية".