ترتهن الجامعة العربية في مواقفها وأمانتها العامة لمن يدفع للزمار، واستجابت اليوم المؤسسة المستلبة من أنظمة الحكم الديكتاتورية في العالم العربي وعلى رأسها السعودية من أجل شن حرب بالوكالة ضد إيران، وإن لم تفعل تعرضت الجامعة للابتزاز في مواقفها. كما هددها خالد الدخيل الكاتب السعودي في صحيفة الحياة اللندنية مستبقًا الاجتماع الذي دعت له السعودية اليوم الأحد قائلاً: "إذا فشلت الجامعة العربية في اتخاذ موقف من حزب الله وإيران، وإذا ما فرض حزب الله خياراته مرة أخرى في لبنان فليس أمام السعودية إلا التعامل مع حكومة لبنان على أنها حكومة يهيمن عليها حزب مرتهن للخارج ومتهم بالإرهاب ويستهدفها بهذا الإرهاب".
ترجمة حرفية
وعليه حمّلت الجامعة العربية في بيانها الختامي حزب الله اللبناني "مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية"، واتهمته مع الحرس الثوري الإيراني ب"تأسيس جماعات إرهابية" في مملكة البحرين.
واستنكر بالتبعية وزراء الخارجية العرب في بيانهم الختامي إثر اجتماع طارئ في القاهرة "تأسيس جماعات إرهابية في البحرين ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني".
ودانت "الجامعة" في بيانها عملية إطلاق صاروخ باليستي "إيراني الصنع" استهدف الرياض واعتبرت ذلك "عدوانا صارخا وتهديدا للأمن القومي العربي"، وتضمن البيان تنبيها أن الصاروخ تم إطلاقه من الأراضي اليمنية "من قبل الميليشيات الموالية لإيران".
نزع السلاح
أجندة قرارات الجامعة كلها مأخوذة من السعودية فقبل ساعات قال الخبير السعودي الموالي للسطات د. منيف الملافخ: "لا يتحقق إستقرار لبنان والدول العربية في وجود دولة داخل دولة لبنان ويعمل إجتماع الجامعة العربية على إدانة حزب الله ونزع سلاحه".
وأعلنها صراحة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي دعا لدى حضوره اجتماع القاهرة الأحد في كلمته الدول العربية إلى "أن تقف وقفة جادة للتصدي لسياسات إيران".
وترجم الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيظ الأحد أنه لا يستبعد اللجوء إلى مجلس الأمن لمواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، رغم أن المجلس الوزاري العربي لم يتخذ قرارا بهذا الشأن.
وزعم "أبو الغيط" في البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب الذي عقد الأحد في القاهرة أن "قرارات المجلس الوزاري العربي لا تعني أننا ذاهبون إلى حرب مع إيران.. ولكن برنامج الصواريخ البالستية الإيراني يمثل تهديدًا لدول المنطقة".
"الأمين" الملاكي
ولأحمد أبو الغيط مواقف غاية في السقوط لدى استضافته تسيبي ليفني في القاهرة لإعلان الحرب في 2008 على غزة، ثم صوره معها في فنادق تل أبيب وفرنسا، ولذلك عقد وزراء خارجية الدول المقاطعة لقطر، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، اجتماعا مع "أبو الغيط" أيمن الجامعة، وذلك قبيل انعقاد اجتماع طارئ للجامعة لبحث "سبل التصدي لتدخلات إيران" في شؤون الدول العربية.
وقطعت الدول الأربع علاقاتها مع الدوحة منتصف العام الجاري بعد أن اتهمت الدوحة بدعم وتمويل الإرهاب، والتدخل في شؤونها.
في سياق متصل، قال مسؤول لبناني رفيع لوكالة أنباء رويترز إن وزير الخارجية جبران باسيل سيغيب عن الاجتماع حول إيران، مشيرا إلى أن القرار النهائي بشأن مشاركته سيتخذ صباح الأحد.
وأوضح المسؤول أن الوزير "يرغب في تفادي أي مواجهة متوقعة خلال الاجتماع مع السعودية وحلفائها" بشأن الدور الإقليمي لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
طبول حرب
غير أن عادل الجبير وزير خارجية السعودية أعلن أن "المملكة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا العدوان السافر ولن تتوان عن الدفاع عن أمنها الوطني للحفاظ على أمن وسلامة شعبها ..ومطالبون بالتصدي لهذه السياسات الإيرانية العدوانية تجاهنا".
وأعلنت السعودية إسقاط صاروخ باليستي استهدف مطار الملك خالد في الرياض، وقالت إن الصاروخ المستخدم مصنع في إيران وإن حزب الله اللبناني ساعد الحوثيين على إطلاقه.
ويأتي الاجتماع بعد أسبوعين على إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته في الرابع من نوفمبر بشكل مفاجئ من الرياض، متهما كلا من إيران وحزب الله بتهديد أمن لبنان والمنطقة.