يؤكد نشطاء وسياسيون أن رواية «يوتوبيا»، الأكثر رعبًا في الأدب المصري، لمؤلفها الدكتور أحمد خالد توفيق، نقلها السيسي من الورق إلى الحقيقة بعد افتتاح فندق "الماسة"!. تقول الناشطة "نورا ناجي": "رعب الكابوس الذي نكتشف أنه ليس كابوسا، بل هى تنبؤات حقيقية ليست بالبعيدة، إنها قراءة متشائمة لمستقبل نسير إليه بخطى ثابتة". وعن توغل جمهورية العسكر بالانفصال عن جمهورية مصر العربية قالت "نورا": "من هنا يبدأ التوجس، من هنا يأتي الرعب". الرواية الصادرة عام 2008، توقع د.أحمد خالد نهاية مصر فى عام 2023، "نعم.. الزمان ليس بعيدا جدا، يفصلنا عنه 6 سنوات فقط من الآن، عصابة العسكر يعيشون فى كومباوندات مغلقة عليهم، بعيدا عن الرعاع الذين تعج بهم شوارع مصر، يأكل بعضهم بعضا من الفقر، يلتهمون الكلاب، يسرقون، يزنون". الإعلام يصب أكاذيبه فى آذانهم طيلة النهار، وهناك فى "العاصمة الإدارية" العسكر والأغنياء يرتعون فى الملذات والحياة الرغدة التى لا يمكن تصورها. يوتوبيا السيسي! تبدأ يوتوبيا قائد الانقلاب في بناء العاصمة الإدارية الجديدة بأي ثمن، ونقل مؤسسات الحكم إليها بنهاية 2018، في سياق رغبته في بناء مدينة في الصحراء لحمايته هو ونظامه من الانقلاب، أو ثورة شعبية تسعى للإطاحة به. من جانبه يقول الناشط سامح أبو عرايس: "العاصمة الإدارية الجديدة كتير كانوا بيشككوا فيها ويقولوا إنها فنكوش وكلام من ده.. فالسيسي لما يعمل فيها مشروع زي ده ويعمل فيه احتفالية تروج له وتكلف المشروع ده مائة مليون جنيه مثلا ترفع قيمة الأراضي اللي حوله عشرات الأضعاف.. وتتحول الصحراء اللي حوله إلى قيمة.. وتقدر تبيعها لشركات وأفراد بعشرات المليارات". يشار إلى أنه في مساء الذكرى الرابعة والأربعين لحرب أكتوبر، لم ينشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالعبور، بل بافتتاح فندق "الماسة كابيتال"، المملوك للقوات المسلحة، في العاصمة الإدارية الجديدة. إسرائيل خايفة! وتوالت سخرية النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وغرد شادي "افتتاح فندق #الماسة بذخ ومليارات للواءات والحرامية، والغلاء والفقر للموظف ومحدود الدخل، وتحيا مصر طبعا"، وتساءلت فوتا أحمد "يعني رفعوا أسعار النت وراحوا يحتفلوا في #الماسة". وتساءل محمد "بعد انتهاء الجيش من إنشاء فندق #الماسة، ومجيء نانسي عجرم لحفل افتتاحه، أخيرا #السيسي اعترف أنه مش قادر يدينا، مش عاوز، #فين_جيش_أكتوبر". وسخر يوسف "إسرائيل دلوقتي عندها 100 رأس نووي، وإحنا عندنا فندق الماسة، يلا بقى نشغل الأفلام اللي بتحسسنا إننا جامدين فشخ وإننا علمنا عليهم". نهاية يوتوبيا العسكر اعتقد الجميع أن نهاية رواية يوتوبيا، التي ألفها الروائي الدكتور أحمد خالد توفيق، هي ما تحققت فعلا في ثورة 25 يناير، لكن الصدمة برأي نشطاء أنها لم تتحقق بعد، نهاية يوتوبيا التي تركها المؤلف لخيالنا بعد قيام ثورة جياع لا تبقي ولا تذر، هي التي ما زلنا نتمنى عدم تحققها، أما جميع ما سبقها، تقوم سلطات الانقلاب بتنفيذه، بل إن بعضه أصبح واقعا بالفعل، يعيش المصريون فيه ويحاولون التأقلم معه، لكنه واقع مغلف بالقلق والرعب والظلام. صور بقايا الجبن، وأرجل الدجاج، والجلد المتسلخ، الذى يباع اليوم بالكيلو فى شوارع الأحياء الشعبية، هى صور وصفها أحمد خالد توفيق بالتفصيل فى يوتوبيا، أما عن لحم الحمير، فلا بد أننا جميعا ذقناه ذات يوم. إنها مأساة انقلاب 30 يونيو تنسخ رواية يوتوبيا، هناك أشخاص يبتاعون هذه الأشياء ليطعموا أطفالهم. أما "مراد بيه"، أبو البطل فى يوتوبيا، هو الجنرال ملك الأدوية في الحقيقة، الذي يسيطر على سوق الدواء ويعرف جيدا متى يطرح الأدوية فى الأسواق ومتى يمنعها تماما، أغنياء العسكر أغنياء بسبب هؤلاء الفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم، لكنهم مجبرون على توفير ثمن الدواء والغذاء وباقى السلع الأساسية، الدواء الذى لم يعد موجودا بعد 30 يونيو 2013، يختفى بناء على مزاج "جنرالات العسكر" ملوك الأدوية، ويعود عندما يقررون، إنها طريقتهم لتأكيد أن الشعب لا حول له ولا قوة، وأنه خاضع لهم تماما، بلا معين.