تعاملت الأذرع الإعلامية والكتائب الإلكترونية، لنظام الانقلاب العسكري، برئاسة عبدالفتاح السيسي، بحفاوة، مع زيارة النجم الأمريكي ويل سميث للقاهرة، وتعمدت أن تبدو الزيارة غير مرتبة ولا معلن عنها لتفادي الفشل الذريع الذي حدث مع زيارة لاعب الكرة الأرجنتيني "ليو ميسي"، وقام "شماشرجية" الإعلام بالتسويق لهذا "الإعجاز الفريد". وبغير قصد، كشفت الأذرع عن فشل زيارة نجم كرة القدم ليو ميسي المرتبة، في تحقيق فائدة، خاصة مع النقد اللاذع الذي وجه لزيارة نجم الكرة الأشهر وتأمينه والحفل والمبالغة في الاستقبال. وفي مداخلة هاتفية مع قناة "صدى البلد" وبرنامج "على مسؤوليتي"، للمذيع "الأمنجي الأول" كما يطلق عليه ناشطون أحمد موسى، سخر خبير الآثار، زاهي حواس من زيارة النجم الأرجنتيني قائلا : "ميسي ده راجل أهبل، قعدت أشرح له تاريخ الآثار وهو وشه ولا فيه أي تأثر، على الرغم من أني كنت بقول له كلام لو اتقال للحجر ينطق، وهو عامل زي الأهبل كده". وتابع: "أنا سيبته ومشيت لما لقيته زي الأهبل". كما قارن دون قصد بين الزيارتين: "زيارة ميسي كانت مدفوعة الأجر وتم تنظيمها من قبل شركات، في حين أن زيارة سميث كانت على حسابه الخاص"، بحسب زعمه. واستحوذت زيارة ويل سميث، على مجهود لجان الانقلاب الإلكترونية في مواقع التواصل، مع وجود أكثر من وسم في قائمة الأكثر تداولاً، فانتشر وسمان يحملان اسمه باللغتين العربية، والإنجليزية. وكذلك نافسهما "المتحف المصري" في قائمة الأكثر تداولا على "تويتر"، بسبب زيارة النجم العالمي له، وصورته مع توت عنخ آمون، كما وصل زاهي حواس للقائمة. فيديو| هل ينقذ "نجوم الأوسكار" السيسي من الانهيار من جيوب الغلابة منذ أسبوعين زار ليونيل ميسي، لاعب برشلونة والمنتخب الأرجنتيني، القاهرة؛ لتشجيع السياحة العلاجية والتوعية بمخاطر مرض فيروس سي، ومنذ يومين فوجيء المصريون بالممثل الأمريكي وصاحب البصمة البارزة في هوليوود، ويل سميث برفقة أسرته، في زيارة بدت غير منظمة من قبل وبدون تغطية إعلامية وبلا أجر. العديد من الانتقادات طالت زيارة ميسي إلى مصر، بالرغم من شعبية اللاعب ونجوميته، خاصةً من ناحية التنظيم وعدم تحقيق الزيارة لهدفها بشكل جيد، فطغى الانبهار الزائد باللاعب على الهدف الأساسي من الزيارة، في حين استقبل المصريون خبر تواجد ويل سميث في القاهرة بفتور، بسبب المشاكل التي تتفاقم في مصر يوما بعد يوم، خاصة في قطاع الشباب، الذين، بالطبع، يأتون في مقدمة الذين يعرفون الفنان الأمريكي أكثر من الكبار. إلا أن البطالة وارتفاع الأسعار والانهيار الاقتصادي والقمع كان تأثيرها أقوى من زيارة "سميث". وكان "عدم المفاجأة" هو أهم عناصر فشل زيارة "ميسي"؛ حيث عرف الجميع بموعد زيارته للقاهرة قبلها بأيامٍ، إضافة إلى تأجيلها عدة مرات، فجاءت ردود الفعل هادئة ومتوقعة إلى حد كبير. كما كان "الاستنفار الأمني" والحراسة المشددة التي فرضتها سلطات الانقلاب على ميسي قد أوصلت رسالة أن مصر غير آمنة، وهو ما أدى بطبيعة الحال لإيصال فكرة أن البلد ليست آمنة بالشكل الكافي لأن يسير فيها اللاعب الأرجنتيني بشكل طبيعي. ميسي بين شؤم السيسي وتنويم المصريين! وتعلم الانقلاب من الخطأ السابق، وحاول الانقلاب علاج الخطأ خلال زيارة "ويل سميث"، إلا أنه فشل في توصيل رسالة أن مصر آمنة، بعد الترتيبات غير الطبيعية التي شهدتها زيارة ميسي. ويبقى تساؤلا يثيره بعض الخبثاء.. هل تقاضى "ويل سميث" أجرا يتم التكتم عليه، مقابل الزيارة؟ لمحاولة تصحيح الأخطاء التي شهدتها الزيارة مدفوعة الثمن "العلني" التي قام بها "البرغوث الأرجنتيني"؟