أكد القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمود عزت أن المسلمين في أشد الحاجة إلى أن يلحقوا بأمتهم الواحدة خلف نبيهم صلى الله عليه وسلم، فينبذوا خلافاتهم، ويحتضنوا ثوراتهم، ويرددوا دعاءه: "إن لم يكن بك علينا غضب يا ألله فلا نبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لنا". جاءت تلك الوصية استهلالاً للرسالة التي وجهها القائم بأعمال المرشد بمناسبة انتهاء شهر رجب، والتي أوضح خلالها أن "عافية الثوار في استمرار نضالهم وتضحياتهم، حتي يسقطوا كل جبار عنيد، ويستعيدوا حريتهم وكرامتهم وعدالتهم الاجتماعية، وأن عافية الشعوب في وعيها واحتضانها لثوراتها، وتعارفها فيما بينها، ونبذها للطائفية المهلكة، والعرقية المنتنة، والجاهلية العمياء" .
كما أشار عزت إلى أن "عافية الجماعات والأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية في وحدة صفها، والتزامها بمبادئها ونظمها التي لا تتعارض مع دينها، وكل هذا لا يمنعها من التعاون فيما اتفقت عليه، ويعذر بعضها بعضًا فيما اختلفت فيه ، وعافية الأوطان في الحفاظ على أرضها ومقدراتها وثرواتها والدفاع عنها، وعدم التفريط في شبر من ترابها لعدو أو صديق، وعافية النظم والحكومات في استجابتها لشعوبها، وإقامة العدل وتحقيق الرفاهية، ومنع الفساد والإسراف، وألا يبتغوا العزة عند أعداء الأمة “فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين".
مشددا على أنه "إذا تحققت العافية للجماعات والأحزاب والقوي السياسية والاجتماعية والشعوب والنظم والأوطان، تحققت العافية للأمة الإسلامية، وكانت بحق "خير أمة أخرجت للناس".
وأضاف القائم بالأعمال في رسالته: "إن الأجواء التي تحيط بالربيع العربي تشبه تلك الأجواء التي عاشها رسول الله صلي الله عليه وسلم والقلة المؤمنة معه؛ حيث تنكر له الأهل والأرض.. القريب والبعيد.. وأغروا به السفهاء، حتي دميت قدماه، فقام يدعو بدعائه الجامع، الذي يصف ويحكي حال الثوار الآن، الذين يصدعون بالحق في مصر، والمرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، والمحاصرين في غزة، والمحترقين في حلب وسوريا كلها، ومن يعانون في بغداد وأرض العراق، والمخطوفين والمشردين والمحاصرين في تعز وشمال اليمن وجنوبه، والممزقين بين شرق وغرب ليبيا، والذين تلاحقهم الفتن في تونس، كل هؤلاء لا يجدون تعبيرا عن حالهم إلا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم".
وأوضح أن "معجزة الإسراء، تحقق بها اليقين في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وقلوب القلة المؤمنة معه الذين صدقوه ونصروه, فقد جمع الله الأنبياء جميعا في بيت المقدس فصلى بهم, ثم عرج به إلى ما فوق سبع سماوات وفرضت على أمته الصلاة، فتواصلت الأجيال خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحقق قول الله تعالى “إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون” سورة الأنبياء.. “وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون".