يبدو أن المسئولين في مصر عقب الانقلاب العسكري أصابهم الهوس بنظرية المؤامرة إلى درجة وصلت إلى حد "اللا معقولية"، فبعد أن تم اتهام كافة الجهات والشخصيات بأنها سبب الإرهاب، بدءا بالماسونية العالمية ووصولا إلى أبلة فاهيتا، دخلت الشخصيتان الكارتونيتان "توم وجيري" ضمن قائمة أسباب الإرهاب في العالم العربي، وفقًا لنظرية رئيس هيئة الاستعلامات السفير صلاح عبد الصادق. ما سبق ليس "نكتة" ولكنه حقيقة، قالها "السفير" خلال محاضرته في مؤتمر كلية الإعلام بجامعة القاهرة عن "الإعلام وثقافة العنف"، حيث قال: "الأطفال الذين نشأوا على متابعة توم وجيري، وألعاب الفيديو يصبح العنف والقتل عندهم عاديًا بل ممتع"، مشيرًا إلى أن أفلام العنف هي الأكثر تحقيقًا للإيرادات في السينمات المصرية، ما يعبّر عن حالة الميل للعنف، التي أصبحت تسيطر على المجتمع بسبب توم وجيري". نشطاء السوشيال ميديا لم يفوتوا فرصة السخرية من تصريحات رئيس هيئة الاستعلامات، مؤكدين أنه كان سطحيا للغاية في تناول ظاهرة العنف والإرهاب، والبعد عن أسباب حقيقية كانتشار الفساد والظلم والنظم الشمولية الاستبدادية، وغياب الديمقراطية الحقيقية في المنطقة، ما اعتبره الكثير من الباحثين الجادين سببًا لانتشار العنف والإرهاب وليس "القط والفأر" ولا تعتبر تصريحات "عبد الصادق" جديدة في إطار التصريحات غير المنطقية للمسئولين المصريين عقب الانقلاب العسكري. وسبقه قائد الانقلاب العسكري الذي قال خلال كلمته في فعاليات الندوة الثقافية ال17 التي نظمتها القوات المسلحة للاحتفال بالذكرى 33 لتحرير سيناء: "مش عاوز أتكلم عن الإنجازات كتير عشان الأشرار صدقوني فيه كلام كتير ممكن أقوله، بس أنا عارف أهل الشر بيسمعوا الكلام وييجوا على الحاجة الطيبة وعاوزين يحرقوا قلبنا وقلبكم عليها"، وكذلك محافظ السويس الذي كشف عن "الرياح الشمالية" التي ترتد إلى الأعداء فتعيد إليهم الصواريخ التي يمكن أن يطلفوها على مصر، وداليا خورشيد وزيرة الاستثمار التي قالت فيه: "زواج المستثمر من الفرصة الاستثمارية".. وغيرها من التصريحات الغريبة .