"عمالة وتزوير، ونهب للمال العام، ولعب عيال، وضرب بالأحذية، ومطالب باحتساب بدل الجلسات بالساعة، وتخصيص بدلات للاتصالات ووسائل المواصلات والسكن"، هكذا هو حال برلمان السيسي، حيث يطالب المصريون بإذاعة جلساته على قنوات "نايل كوميدي" أو "موجة كوميدي"؛ لتحقيق مزيد من التسلية. مشهد الفوضى الذي يبدو عليه برلمان السيسي دفع البعض للتساؤل بتهكم: متي يعقدون جلساتهم في مستشفى المجانين بالعباسية؟ فهي المكان الأنسب لاستضافة هذه المسخرة التي يطلقون عليها برلمان 30 يونيو. وكان آخر مشاهد الكوميديا السوداء ما شهدته الجلسة العامة الثانية في برلمان السيسي، اليوم الإثنين، من حالة فوضى بعد طرد أحد الأعضاء جراء كشفه عن وجود خلل في التصويت الإلكتروني، وأن عدد الحضور أقل مما هو معلن على الشاشة الإلكترونية، ليقابل بموجة من الاستهجان من الحاضرين، قبل أن يصوتوا على إخراجه وطرده من القاعة. كما تم طرد عضو آخر بعد دخول 50 عضوا من المعترضين على مادة تشكيل "الائتلافات" باللائحة الداخلية للمجلس، وتكتلهم أمام المنصة الرئيسية رافضين المغادرة، ثم بدأ عدد من المتواجدين بالقاعة في الاشتباك اللفظى مع زملائهم المحتجين، انتهت بطرد أحد الأعضاء المحتجين. وأثناء محاولة مخرج سهرة 30 يونيو "خالد يوسف" التدخل لفض الاشتباكات، اشتبك معه أحد الأعضاء، مطالبا إياه بالصمت، قبل أن يتطور الموقف ليصل إلى حد محاولة الاعتداء على يوسف بالأيدي وسبه وشتمه، وانتهت بانسحاب خالد يوسف. كما أثارت نسبة التصويت عند بداية الجلسة الثانية- والتى ظهرت أمامهم من خلال الشاشة المتواجدة بقاعة بهو الشورى السابق، على مواد لائحة المجلس- استهجان بعض الأعضاء المنسحبين، حيث قال إيهاب الخولى، عضو المجلس، موجها حديثه لوكيل المجلس: "أسالك سؤالا: هل فى القاعة 332 نائبًا والتصويت دا صحيح؟!"، فيما علق محمد طلعت السويدى "الكروت اللى جوا مضروبة". لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعداه إلى إعلان ما يزيد عن 75 عضوا من المصريين الأحرار والوفد والمحافظين تعليق حضور الجلسات، متهمين علي عبد العال، رئيس برلمان الدم، بالتدخل وتوجيه التصويت داخل الجلسات، وكان من بين الموقعين "سليمان وهدان"، وكيل برلمان الدم.