انتهت دولة قطر الشقيقة اليوم السبت 16 يناير 2016 من تسليم شقق المرحلة الأولى من مدينة "الشيخ حمد بن خليفة آل ثان" السكنية في غزة، ضمن مشاريعها لإعادة إعمار القطاع. وبحسب وكالة أنباء الأناضول، يقول رئيس "اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة"، السفير محمد العمادي، خلال حفل مراسم توزيع الشقق على المستفيدين، في محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مساء اليوم، إن "قطر تحتفل اليوم بتسليم شقق المرحلة الأولى من مدينة الشيخ حمد السكنية والبالغ عددها (1060) وحدة سكنية من أصل (2500)".
وأعلن العمادي عن البدء في بناء المرحلة الثانية من المدينة، وتشمل نحو 1400 وحدة سكنية، قال إنها ستسلم قريبًا، على أن تتبعها المرحلة الثالثة والأخيرة.
وكانت قطر قد تبرعت في أكتوبر 2012 (عقب الحرب الإسرائيلية الثانية) بنحو 407 ملايين دولار، لإعادة إعمار قطاع غزة عبر تنفيذ مشاريع "حيوية" في القطاع، من بينها بناء مدينة سكنية تحمل اسم أمير دولة قطر السابق "الشيخ حمد بن خليفة آل ثان"، وتضم نحو 2500 شقة سكنية.
وبحسب وزارة الأشغال الفلسطينية، فقد جرى اختيار المستفيدين من أصحاب البيوت المدمرة بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وأصحاب الدخل المحدود، والأسر الفقيرة، عبر قرعة إلكترونية تم إجراؤها في وقت سابق.
وفي سياق آخر، أكد العمادي أن قطر تبذل كافة جهودها من أجل التخفيف عن معاناة سكان قطاع غزة، والعمل على حل كل الأزمات التي خلّفها الحصار الإسرائيلي، وفي مقدمتها "مشكلة الكهرباء".
"رسالة إلى إسرائيل"
ومن جانبه قال إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في كلمة له خلال حفل مراسم التسليم، إن دولة قطر "تقف مع قطاع غزة سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا، مشيدًا بما وصفها ب"مواقف الوفاء والبطولة القطرية".
وقال إن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثان، يسير على خطى والده (الشيخ حمد)، الذي وضع حجر الأساس للبدء في المشاريع القطرية الخاصة بإعادة إعمار القطاع.
وذكر هنية أن قطر رصدت مشاريع للجالية الفلسطينية في قطر، ومشاريع أخرى يعود ريعها للقدس والمسجد الأقصى.
وأضاف: "هذا الحفل وتسليم نحو ألف شقة سكنية، رسالة إلى إسرائيل بأن حروبها المتكررة لتدمير قطاع غزة، لم تنجح، (...)، وها نحن اليوم هنا، نشيّد المدن على أرضنا".
ومن جانبه يثمن وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة التوافق الفلسطينية، مفيد الحساينة، في كلمة له، الدور القطري وافتتاح المرحلة الأولى من مدينة حمد السكنية".
وقال الحساينة إنه يتقدم بالشكر باسم "الحكومة الفلسطينية" و"الشعب الفلسطيني" لدولة قطر، على ما تبذله من جهود للتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة.
وتعهدت دول عربية ودولية في أكتوبر 2014 بتقديم نحو 5.4 مليارات دولار أميركي، نصفها تقريبًا تم تخصيصه لإعمار غزة، فيما النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين، غير أن إعمار القطاع، وترميم ما خلّفته الحرب، يسير بوتيرة بطيئة عبر مشاريع خارجية بينها أممية، وأخرى قطرية.
وشنّت إسرائيل حربًا على قطاع غزة، في السابع من يوليو 2014، أسفرت عن هدم 12 ألف وحدة سكنية، بشكل كلي.