في خطوة هي الأولى في تاريخ معرض الكتاب المقام حاليا، منعت وزارة الثقافة كتب ومؤلفات الدكتور يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- من التداول، على أرض المعارض بمدينة نصر في دورته ال 46، مبررة ذلك بأن "كتب القرضاوي تحض على العنف والتطرف فضلا عن كونه مطلوب أمنيا للإنتربول المصري". وكانت وزارة الثقافة قد أكدت -في بيان لها- مساء أمس الجمعة: إن معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تنظمه لم يصادر كتبًا لرجل الدين المقيم في قطر يوسف القرضاوي، الذي دعا المصريين قبل أيام إلى الخروج في احتجاجات في ذكرى ثورة 25 يناير 2011 التي أنهت حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك". وذلك على حد قولهم. وقالت الوزارة في بيانها: إن "الجماهير" رفضت كتب القرضاوي التي عرضتها دار الشروق داخل معرض الكتاب "في واقعة هي الأولى من نوعها وذلك على حد قولهم- واستنكر رواد المعرض وجمهور القراء وجود كتابين من تأليف الشيخ يوسف القرضاوي الذي يجاهر بعدائه لمصر وشعبها، ولا ينكر انتماءه لجماعة الإخوان الإرهابية، وطالبوا بسحبها". وناقضت الوزارة نفسها بالتأكيد على أنها "تؤمن بحرية" الرأي والفكر ولا تضع شروطًا رقابية على العارضين، "ولا ترحب بمصادرة أي كتاب؛ إيمانًا منها باحترام الرأي والرأي الآخر، ولكن الجمهور الوطني الواعي رفض أن يكون لهذا الرجل الذي يناصب مصر وشعبها وجيشها العداء كتب داخل المعرض". وبررت كل من وزارة الثقافة، والهيئة المصرية العامة للكتاب، سحب مؤلفات وكتب الشيخ القرضاوي، بأنها لاقت استجهانا من قبل بعض المواطنين الذين ترددوا على المعرض وطالبوا دار الشروق التي تنشر مؤلفات القرضاوي بسحب تلك الكتب والمؤلفات من الدار وهو ماتم بالفعل بحسب بيانين منفصلين لكل من "وزارة الثقافة، والهيئة العامة للكتاب". واستنكر النشطاء قرار الحكومة، مؤكدين أن الحكومة إن كانت جادة في محاربة الإرهاب فعليها أن تعمل على نشر كتب الشيخ لا منعها، إضافة إلى أنه حتى لو كانت الحكومة لا يروق لها فكر القرضاوي ورأيه فإن الحل في تقديم كتب ترد على هذا الفكر، لا أن تمنع كتب الشيخ؛ لأن " الفكر، والقمع والاضطهاد لا يزيد أصحاب الأفكار إلا تمسكا بها" وفقا للنشطاء. وعلى نفس المنوال قال الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ومدير المعرض، إن مجموعات كتب يوسف القرضاوى وفتاواه تصدر عن دار الشروق منذ سنوات عديدة، وأن هذه الكتب غير موجودة بجناحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث قامت دار الشروق بسحبها بعد الافتتاح واستهجان بيع هذه الكتب بالمعرض، لأن كتابا متطرفا واحدا قد يصنع أكثر من ألف إرهابي، هذا بالإضافة إلى الإساءات البالغة التي وجهها القرضاوى للوطن والتي لا يقبلها أي مواطن يعتز بمصريته، وذلك على حد قوله. وتستمر الدورة السادسة والأربعون للمعرض والتي بدأت الأربعاء الماضي، حتى 12 فبراير بمشاركة 840 ناشرًا من 26 دولة عربية وأجنبية.