تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن السبب الكامن وراء رصد الصحف لكافة تطوارت البرنامج النووي الإيراني، في حين لا توجد أى تقارير دقيقة عن القدرات النووية الإسرائيلية؟. وأوضحت الصحيفة الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم- أن الأسباب الكامنة وراء ذلك تتمثل في أن إسرائيل ترفض الاعتراف علنًا بامتلاكها أسلحة نووية– كما ترفض الإدارة الأمريكية الاعتراف بوجود مثل هذا البرنامج- مشيرة إلى أن موقف إسرائيل الرسمي، كما أكد المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن، هو أن "إسرائيل لن تكون أول دولة تدخل السلاح النووي إلى الشرق الاوسط، فإسرائيل تدعم أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، عقب إرساء السلام بداخلها. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، حاول وبقوة منع إسرائيل من امتلاك سلاح نووي، إلا أن الجهد المبذول من قبل خلفائه كان أقل، ومنذ أن تم التوصل إلى اتفاق، لم يتم الضغط على إسرائيل للكشف عن قدراتها النووية أو التوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وفي المقابل وافقت إسرائيل على عدم الاعتراف علنًا بامتلاكها أسلحة نووية. وبناء على عدم توقيع إسرائيل على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، فإنه لا يقع عليها أي التزام قانوني لإخضاع منشآتها النووية الرئيسية في مفاعل ديمونة إلى عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي المقابل لم توقع إيران على المعاهدة، إلا أنها تسمح لمفتشي الوكالة بإجراء عمليات التفتيش بشكل دورى في طهران، ولكن جوهر الخلاف الحالي يكمن في أن طهران لا تسمح لهم بالوصول غير المشروط لجميع المنشآت النووية في البلاد. وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن الرقابة العسكرية على وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تزال مشددة بشأن منع نشر أى مواد تشير إلى الأسلحة النووية الإسرائيلية، لافتة إلى أن وجود أية تسريبات بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي تعد جريمة يعاقب عليها القانون هناك. وشددت الصحيفة على أن الأمر الأكثر أهمية من ذلك يتمثل في عدم وجود تسريبات من قبل الإدارة الأمريكية؛ نظرًا لأن المعلومات حول القدرات النووية الإسرائيلية تعد جزءًا من المعلومات الأكثر سرية التي تمتلكها الحكومة الأمريكية، فهى أكثر سرية حتى من المعلومات حول إيران النووية. ونقلت الصحيفة عن جورج بيركوفيتش- مدير برنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي قوله- "إن عدم الحديث عن السلاح النووي الإسرائيلي يخدم كل من المصالح الأمريكية والإسرائيلية، فإذا كان السلاح النووي الإسرائيلي معترفًا به رسميًّا، أو أنها تهدد ببرنامجها النووي في كل مرة تسعى للحصول على شئ - كما تفعل كوريا الشمالية- فإن ذلك سيكون من شأنه أن يضع المزيد من الضغوط على الدول العربية لامتلاك سلاح نووي أيضًا. واختتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالها، بأن إسرائيل لها الحق في امتلاك السلاح النووي، خاصة بعد محرقة الهولوكوست، إلا أن هذا لا يعنى عدم الحديث عنه، والإشارة إلى كيفية تأثير هذه الأسلحة على منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أنه رغم صعوبة الحديث عن هذا الموضوع، إلا أنه يتعين الإشارة إليه من وقت إلى آخر.