لا تزال تداعيات حرب إيران والكيان الصهيونى تتكشف على المشهد الإقليمى والدولى وفى هذا السياق كشفت وزارة الصحة الإيرانية، أن نحو 700 مواطن غير عسكري لقوا حتفهم، بجانب إصابة 5 آلاف آخرين، بينما قتل 18 من أفراد الكوادر الطبية في هذه الحرب. وقال محمد رضا ظفرقندي وزير الصحة الإيراني خلال زيارة لمركز طبي في طهران : في الحوادث الناجمة عن الهجمات الصهيونية، أصيب حوالي 5000 مدني وتلقوا العلاج في مستشفيات البلاد، مشيرا إلى أن الكيان الصهيونى استهدف بشكل مباشر 7 مستشفيات، وتم إخلاء بعض المراكز الطبية بسبب حالات الطوارئ. وأكد ظفرقندي فى تصريحات صحفية اليوم إصاية حوالي 11 سيارة إسعاف بالرصاص، تعرضت لقصف العدو، مشيرا إلى أن كل هذه الممارسات تتعارض مع المبادئ والمعايير الدولية وحقوق الإنسان والقانون الإنساني . كان الكيان الصهيونى قد شن في 13 يونيو 2025 هجوما ضد إيران دام 12 يوما لضرب برنامجها النووي، فيما ردت طهران بضربات بالصواريخ والمسيرات ضد عشرات الأهداف في الأراضى المحتلة .
ترامب كذاب
فى سياق متصل نفت إيران بشكلٍ قاطع طلبها عقد أي لقاء مع مسئولين أمريكيين لاستئناف المحادثات النووية، وفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي. جاء هذا التصريح رداً على ما أعلنه ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي الإرهابى دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، بشأن نيته لقاء دبلوماسيين إيرانيين في الأسبوع المقبل أو نحو ذلك. وكان ترامب قد زعم يوم الإثنين الماضي، أن مسئولين إيرانيين تواصلوا مع بلاده لتحديد موعد محتمل لمحادثات تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وأشار ترامب إلى أن موعدًا تم تحديده بالفعل، وقال للصحفيين: إنهم يريدون التحدث… لقد حددنا موعدًا للمحادثات مع إيران.
خطوط حمراء
فى المقابل حذر الحرس الثوري الإيراني من أنه لا خطوط حمراء في الرد إذا تعرضت البلاد لأي هجوم من جديد. وقال الجيش الإيراني في وقت سابق إن قوات الدفاع الجوي التابعة له تصدت بقوة للعدوان الصهيونى على البلاد مشددا على أنه سيتصدى بكل قوة لأي اعتداء وسيدافع عن سيادة البلاد . وأكد أن الشعب والقوات المسلحة وقفا صفا واحدا في مواجهة العدوان الصهيونى .
أبواب الدبلوماسية
وقال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إن الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية السلمية خيانة للدبلوماسية وضربة غير مسبوقة لسيادة القانون ونظام منع الانتشار النووي. وأكد عراقجي في تصريحات صحفية أن الإيرانيين أثبتوا خلال حرب ال12 يومًا إنهم يمتلكون قدرة الدفاع عن أنفسهم. وطالب واشنطن بأن تقدم ضمانات بعدم تكرار استهداف إيران مشيرا إلى أن البرنامج النووي الإيراني مصدر اعتزاز وطني ولن يتراجع الشعب عن التخصيب بسهولة . وأضاف عراقجي: أبواب الدبلوماسية لن تغلق أبدا، والعودة إلى التفاوض تتطلب ضمان عدم عودة الولاياتالمتحدة إلى استهدافنا مؤكدا أنه لا يمكن القضاء على التكنولوجيا اللازمة لتخصيب اليورانيوم عبر القصف". وقال عراقجي إن الشعب الإيراني سيظل صامدًا أمام كل خصومه الخارجيين بعد انتهاء الحرب مع الصهاينة مشددا على أن إيران لا تعرف الاستسلام وشعبنا ضحى بدمائه وصمد أمام قنابل الكيان الصهيونى. واعتبر أن طلبات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي لا معنى لها، موضحا أن إصرار مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية على زيارة المواقع النووية الإيرانية المستهدفة بذريعة الضمانات لا معنى له وربما يكون خبيث النية .
المشروع النووى
وقال أمير موسوى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية فى طهران ان العدو الصهيو أمريكى كان يهدف أولا إلى إسقاط النظام الإيرانى وتغييره مشيرا إلى أن ابن شاه ايران السابق قال نصا لترامب «لقد خذلتنى ولم تف بكلمتك» وهو ما يعنى أن فكرة البديل الحاكم كان معدا مسبقا وإعادة إنتاج تجربة تماثل التجربة التى حدثت فى إحدى البلدان العربية . وأشار موسوى فى تصريحات صحفية إلى ان الهدف الثانى للعدوان الصهيوأمريكى كان القضاء على حلم المشروع النووى، والهدف الثالث هو تركيع الشعب الإيرانى واستغلال خيراته، متسائلا هل تحققت هذه الأهداف؟ وأضاف : أننا أمام عدو حقير وجبان ووضيع يقوم بفكرة التصفية والاغتيالات للعلماء والقيادات العسكرية مؤكدا أن الحرب مع الكيان الصهيونى بدأت ولم تنته بعد رغم وقف اطلاق النار .