أصدرت مختلف الجهات الفلسطينية بيانات صحفية بمناسبة الذكري ال43 لحريق الأقصي، حيث أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان صحفي صادر عن مكتبها الإعلامي أن وحدة الشعب الفلسطيني وتمسكه بالثوابت والحقوق الوطنية كافة وبالمقاومة خياراً استراتيجياً "هو السبيل لتحرير المسجد الأقصى المبارك، وعودة الأهل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس". وأكدت الحركة أن "التصعيد الصهيوني الخطير في الآونة الأخيرة ضد الأقصى المبارك، ومحاولات التهويد والتزوير المستمرة لن تغير تاريخ المدينة العريق، ولن تفلح في طمس الهوية العربية والإسلامية للمسجد الأقصى ولمدينة القدس". ودعت حماس في بيانها جماهير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى الاستمرار في دعم نضال الشعب الفلسطيني وصموده، صوناً لكرامة الإنسان، وإنهاءً لأبشع صور الاحتلال، وحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية من دنس الصهاينة الذين يمثلون خطراً على قيم الحضارة والإنسانية جمعاء". على صعيد متصل أصدرت "الهيئة الإسلامية العليا- ومجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية- القدس"بيانا في ذكرى إحراق الأقصى أكدت فيه انه لازالت الجماهير الإسلامية في العالم كله تستذكر حريق الأقصى. وأشار البيان إلى استمرار الانتهاكات المتلاحقة ضد الأقصى المبارك وبصور متعددة من اقتحامات عنصرية غوغائية من الجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، ومن جيش الاحتلال بملابسه العسكرية، ومن الحفريات التي تهدد أساسات المسجد القبلي الأمامي من الأقصى المبارك. وأوضح البيان موقف الهيئة والمجلس الإيماني المبدئي حول المسجد الاقصى مؤكدا بان مساحة المسجد الأقصى المبارك، كما هو معلوم، مئة وأربعة وأربعون دونما (الدونم الواحد ألف متر مربع) فيشمل المسجد القبلي الأمامي، ومسجد قبة الصخرة المشرفة، والمصاطب واللواوين والأروقة والممرات والآبار والبوابات الخارجية وكل ما يحيط بالأقصى من الأسوار والجدران الخارجية بما في ذلك حائط البراق، مؤكدا علي أن هذا المسجد المبارك هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي من الله عزّوجل، وهو يمثل جزءاً من إيمان مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم. من جانبه أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان صدر عن الرئاسة أن المقدسات الفلسطينية خط أحمر ممنوع الاقتراب منه ، فقد كانت ولم تزل وستظل أبدا مفتاح السلام والأمن الاستقرار في المنطقة بأسرها وحذر من مغبة التعدي على مشاعر المسلمين. وأضاف "أن الحريق الذي شب بالمسجد المبارك على يد مجرم متعصب تحت سمع وبصر سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من أربعة عقود، لم يكن سوى فاتحة لسلسلة لم تنقطع منذ ذلك اليوم المشؤوم وحتى هذا اليوم، ترمي في نهاية المطاف إلى تحقيق المآرب السوداء بتدمير المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم، والسطو على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتخريب مؤسساتها؛ بهدف تفريغها واقتلاع أهلها وتأبيد احتلالها وتهويدها. جدير بالذكر أن المسجد الأقصى شهد اعتداءات أخرى كان منها الهجوم الذي شنه الجندي الاسرائيلي هاري جوتمان على المصلين في مسجد الصخرة المشرفة عام 1982، والذي أسفر عن استشهاد اثنين من المصلين وجرح العشرات. وتعرض الأقصى لهجمات أخرى سقط خلالها العشرات من الفلسطينيين، وهم يدافعون عن حرمة المسجد وعن الحق الفلسطيني والإسلامي فيه. كما كانت زيارة أرئيل شارون، الذي كان زعيما للمعارضة الاسرائيلية آنذاك، للمسجد عام 2000 الشرارة التي أشعلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي عرفت باسم انتفاضة الأقصى، لأن الشعب الفلسطيني والمسلمين عامة أدركوا المغزى الذي ترمي إليه تلك الزيارة، والأطماع المتأصلة في إقامة ما يسمى بالهيكل الثالث مكانه.