أصبح مرض الكوليرا يهدد المصريين بعد انتشاره في أكثر من 30 دولة حول العالم ووصوله إلى دول مجاورة مثل ليبيا وسوريا ولبنان والعراق ، ورغم هذا الانتشار الكبير ورغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية تتجاهل حكومة الانقلاب هذه الكارثة وتسير على نفس السيناريو الذي اتبعته إبان وباء فيروس كورونا المستجد وتزعم أن المرض لم يصل إلى مصر وأن مصر في أمان ، وأن صحة الانقلاب سوف تتخذ كل الاحتياطات عند اللزوم . وزعمت صحة الانقلاب أنه لم يتم رصد أو تسجيل أي إصابات بوباء الكوليرا على مستوى الجمهورية . وقالت إن "مصر تمتلك برنامج ترصد وتقصي للأمراض الوبائية إلى جانب تطبيق التدابير الاحترازية بالمطارات والموانئ لمنع تسرب المرض عبر القادمين من الدول المنتشر بها الكوليرا أو المناطق الموبوءة" وفق تعبيرها . ناقوس الخطر كان مرض الكوليرا قد عاود الانتشار من جديد ؛ بعد عُقود من الاختفاء وهو الأمر الذي أفزع الملايين حول العالم، ما دفع منظمة الصحة العالمية لدق ناقوس الخطر مُحذرة من تطورات فاشية الكوليرا خاصة في إقليم شرق المتوسط؛ بعد رصد إصابات في 8 دول من بين 22 بلدا، على رأسها لبنان وسوريا والعراق والصومال واليمن. وأكدت «الصحة العالمية» أن حالات الإصابة التي رصدتها في إقليم شرق المتوسط تُشير للعودة المشئومة لأحد الأوبئة الأكثر فتكا في العالم تزامنا مع وجود 29 فاشية للكوليرا حاليا على مستوى العالم وهو خطر متزايد؛ تتطلب مُكافحته على وجه السرعة. يشار إلى أن مرض الكوليرا، هو عدوى بكتيرية تُصيب الإنسان بحالة من الإسهال الشديد والقيء بسبب تناول الأطعمة أو الأشربة المُلوثة ب الكوليرا وتنتشر بسرعة في البيئة التي تفتقر لشبكات الشرب أو الصرف الصحي المُناسبة؛ ويتم تشخيص الإصابة من خلال العثور على البكتيريا في عينة من البراز والتي تظهر بين 24 ساعة و10 أيام. ووفق مُنظمة الصحة العالمية فإن الكوليرا يُمكن أن تؤدي إلى وفاة المصاب بها في غضون ساعات إذا لم تُعالج، وتؤدي الإصابة بالكوليرا لأعراض حادة أبرزها القيء والإسهال، وغالبًا لا تظهر أعراض على مُعظم المصابين؛ وتتراوح مُدة ظهور الأعراض من «12 ساعة إلى 5 أيام»، وذلك عند تناول طعام أو مياه مُلوثة، كما أنها تُصيب الأطفال والبالغين. صحة الانقلاب من جانبه كشف الدكتور أحمد سيد موسى وكيل مُديرية صحة أسيوط للشئون الوقائية أنه حتى الآن لم تُصدر وزارة صحة الانقلاب أي تعليمات بشأن رفع حالة الاستعداد ضد مرض الكوليرا؛ مشيرا إلى أن العمل قائم بشأن الترصد في الحجر الصحي في المطارات للقادمين من الدول الموبوءة بفاشية الكوليرا. وقال "موسى" في تصريحات صحفية أن الأمراض الوبائية ومن بينها الكوليرا تعيش في ظروف بيئية وصحية مُعينة تساعد على انتشارها، مؤكدا أن مرض الكوليرا ليس ضمن خريطة الأمراض الوبائية التي تعمل عليها صحة الانقلاب في الفترة الحالية خاصة أن صحة الانقلاب أعلنت خلو مصر من مرض الكوليرا. وحول التعامل مع الحالات التي تعاني من أمراض وبائية؛ أوضح أن العزل يكون أولى الخطوات لتحجيم انتشار المرض، بالإضافة إلى التوجه للبؤرة التي ظهرت بها الحالة المرضية؛ وعمل مسح شامل لها إلى جانب فحص الحالات المُخالطة والحالات الأكثر عُرضة وعمل رصد وتقص؛ بالإضافة إلى قياس نسب مُعدلات الإصابة . مياه الشرب وقال الدكتور محمد عز العرب الأستاذ بالمعهد القومى للكبد إن "الكوليرا عبارة عن مرض بكتيري، مشيرا إلى أنها لم تنته من العالم سالفا؛ ولكن ارتفاع نسبة الوفيات في الآونة الأخيرة في بعض الدول دفع منظمة الصحة العالمية لدق ناقوس الخطر؛ وأن نسبة وفيات الكوليرا مُرتفعة بطبيعتها وتقدر بنحو 150 ألف حالة وفاة سنويا؛ ولكن المشكلة الأكبر ضعف آليات الرصد والتبليغ الدقيق لأعداد المُصابين بالكوليرا". وأضاف «عز العرب» في تصريحات صحفية أن أكثر الأماكن عُرضة للإصابة بفاشية الكوليرا مناطق النزاع والحروب والبلدان التي تعاني من تدني مُستوى خدمات الصرف الصحي وتلوث مياه الشرب إلى جانب العوامل البيئية كتغير المناخ والفيضانات والتصحر، والتي من شأنها دعم تفشي الكوليرا والعدوى بشكل كبير. وأوضح أن الكوليرا يُصيب مجموعات كبيرة من الناس في نفس التوقيت، لأن مصدر المرض واحد مياه الشرب الصرف، وهذا ما يكشفه التقصي الوبائي، ولذلك فإن مُعدل الإصابات والتوقيت؛ يكونان عاملين أساسيين بشأن التفرقة بين الإصابة بالكوليرا والأمراض المعوية الأخرى. وتابع «عز العرب» يتم إجراء فحص البراز لاكتشاف مرض الكوليرا؛ بالإضافة إلى تدهور العلامات الحيوية خلال سويعات معدودة للمريض، إذ يفقد الإنسان كميات كبيرة من السوائل، عن طريق الإسهال المتكرر ويؤدي للجفاف مع القيء وآلام شديدة في البطن . وأوضح أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بمرض الكوليرا وأكثر عرضة للوفاة؛ ويظهر عليهم الإصابة بشكل كبير، خاصة الجفاف والعين الجائرة، وتقعر رأس الطفل من الأمام. ولفت «عز العرب» إلى أن أولى خطوات العلاج تكون عن طريق ما يُعرف طبيا ب «الإرواء بالفم dors عبارة عن محلول يُذاب في 200 سم مياه ويحتوي على أملاح معدنية لتعويض السوائل المفقودة ومنع نقص الأملاح المعدنية والبوتاسيوم، وهو ما يؤثر على عضلة القلب إلى جانب التغذية الوريدية وإعطاء المريض مضادات حيوية للحالات المصابة بشدة، إلى جانب تطعيم المُخالطين. الجفاف وأكدت الدكتورة شيرين الخولي رئيس قسم الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بكلية الطب بجامعة بنها، إن "أغلب المصابين بمرض الكوليرا لا يعرفون أنهم أصيبوا بالعدوى من الأساس؛ ولكن توجد في برازهم لفترة تتراوح ما بين سبعة أيام و14 يوما؛ وبإمكانهم نقل العدوى للآخرين عن طريق المياه الملوثة". وأضافت "د.شيرين الخولي" في تصريحات صحفية من أعراض عدوى الكوليرا الإسهال ويحدث فجأة ، وقد يسبب فقدانا كبيرا لسوائل الجسم ويكون باهتا اللون وحليبيا ويشبه مياه الأرز، كما يصاب المريض بالغثيان والقيء أما الجفاف فيحدث بعد ساعات من ظهور أعراض الكوليرا وفقدان 10٪ أو أكثر من وزن الجسم. وأوضحت أن الجفاف الذي يُصيب الجسم بسبب الكوليرا يتصف بسهولة الاستثارة والإرهاق وغور العينين، وجفاف الفم، والعطش الشديد، وجفاف وذبول الجلد الذي عند قرصه يعود ببطء لموضعه الأصلي، بالإضافة إلى قلة التبول أو انعدامه، وانخفاض ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب. وعن الوقاية من الإصابة بالكوليرا نصحت "د.شيرين الخولي" بضرورة غسل اليدين بالصابون والماء بشكل متكرر، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل تناول الطعام ، بالإضافة إلى شرب الماء الآمن فقط واستخدم المياه الآمنة أو المعبأة لتنظيف الأسنان. وعن لقاحات الكوليرا، أوضحت أن هناك 3 لقاحات فموية مُضادة للكوليرا هي لقاح ديوكورال ولقاح شانتشول ولقاح يوفيتشول-بلس وينبغي استعمال لقاح الكوليرا الفموي في المناطق الموبوءة بالكوليرا.