في الوقت الذي فشلت فيه حكومة الانقلاب في تطعيم أكثر 40% من المصريين، لتحقيق ما يعرف بمناعة القطيع من فيروس كورونا وفق ما طالبت به منظمة الصحة العالمية وهو ما التزمت به الدول التي تحرص على صحة مواطنيها، يواصل نظام الانقلاب الأكاذيب التي يروج لها المطبلاتية ويصدر قرارات توحي بأنه يفعل شيئا، ومنها منع دخول الموظفين إلى مصالح العمل بدون الحصول على لقاح كورونا بعد يوم 15 نوفمبر المقبل، أو سيكون على الموظف إجراء تحليل pcr كل أسبوع، كما تقرر بداية من الأول من ديسمبر المقبل عدم السماح لأي مواطن بدخول أي منشأة حكومية لإنهاء إجراءاته إلا بعد تأكيد الحصول على اللقاح، رغم أن الجرعات المتاحة حتى الآن لا تكفي 10 ملايين مصري. ويتناسى نظام الانقلاب أنه كان قد أعلن منذ مارس الماضي أنه سوف ينتهي من تطعيم 60 مليون مصريا بحلول شهر أكتوبر الجاري وأنه سيقوم بتصنيع لقاح سينوفارم في مصر وسوف يُصدّره إلى كل دول إفريقيا في الوقت الذي لم يحقق أي شيء من ذلك وحتى التصنيع يعتبر وهما من أوهام الانقلاب وفق تأكيدات بعض المصادر التي قالت إن "مصر لا تصنع لقاحات لكورونا وكل ما تقوم به هو تعبئة اللقاح المستورد من الصين في أمبولات فقط". في المقابل واصل فيروس كورونا المستجد انتشاره، في مختلف أنحاء العالم، وكشفت بريطانيا عن متحور فرعي ل"دلتا"، حيث أعلنت الحكومة، أنها تتابع عن كثب انتشار متحور فرعي جديد لفيروس كورونا في ظل ارتفاع أعداد الإصابات في البلاد . ويدعى المتفرع عن متحور "دلتا" الشديد العدوى"أيه واي فور بوينت تو" (AY4.2) والذي ظهر في البداية في الهند وتسبب في تفشي الوباء أواخر الربيع وبداية الصيف.
منظومة التطعيم حول هذه الأزمة قال الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة إن "فكرة التحورات ستظل موجودة بالفعل، طالما أن هناك دولا قامت بإعطاء مواطنيها جرعتين، ودولا أخرى ثلاث جرعات، ودولا جرعة واحدة، ودولا لم تبدأ في منظومة التطعيم من الأساس، الأمر الذي يجعل المتحورات لهذا الفيروس تظهر دائما". وأكد الحداد في تصريحات صحفية، أن الحل للقضاء على تحور تلك الفيروسات هو" منظومة التطعيم" بحيث تتم تلك المنظومة بوتيرة سريعة في نفس المستوى بكل دول العالم في وقت واحد، محذرا من أنه إذا لم تتم المنظومة بوتيرة سريعة ومتساوية في نفس الوقت ستظهر التحورات ، طالما ينتقل الفيروس من شخص لآخر فهو قادر على التحور . وشدد على أن الحل للقضاء على هذه المتحورات هو منظومة لقاحات قوية تكون في وتيرة واحدة سريعة متوازية موضحا أنه فيما يتعلق بالمتحور الفرعي الجديد ل"دلتا"، فإن هذا المتحور لازال قيد الدراسة، وحتى الآن لم تثبت قدرته على الانتشار كباقي المتحورات، ولكن سوف نظل في منظومة المتحورات هذه، طالما وتيرة اللقاحات لا تسير بالسرعة المطلوبة على مستوى العالم.
جرعة ثالثة ورغم فشل نظام الانقلاب في تطعيم المواطنين إلا أنه يزعم أنه يساير دول العالم المتقدمة التي تبذل كل الجهود لحماية مواطنيها من هذا الوباء من خلال إضافة جرعة ثالثة من تطعيم كورونا وفي هذا السياق زعم محمد عوض تاج الدين مستشار السيسي للصحة الوقائية أن المواطنين الذين حصلوا على جرعتين "أيا كان نوع اللقاح" سيتم تطعيمهم بجرعة ثالثة. وقال تاج الدين في تصريحات صحفية إن "الجرعة الثالثة للقاح كورونا هي جرعة معززة وتنشيطية للأجسام المضادة، موضحا أن اللقاح يعمل على تكوين أجسام مضادة تظل داخل الجسم من ستة أشهر إلى عام تقريبا، وهناك دراسات تجرى بشكل جدي لمعرفة المدة الزمنية للقاحات كورونا داخل الجسم وفق تعبيره". وعن ذروة الموجة الرابعة للفيروس التي تعيشها مصر الآن أوضح أننا لم ندخل فيها حتى الآن وهو ما يعني استمرار ارتفاع الإصابات داعيا المواطنين إلى حجز لقاح كورونا للمساهمة في الحد من انتشار العدوى والسيطرة على الفيروس والانتهاء من تطعيم 40% من المواطنين بنهاية العام الجاري بحسب زعمه .
40 مليون مواطن في المقابل طالب الدكتور أشرف عقبة مدير أقسام المناعة بجامعة عين شمس بضرورة الانتهاء أولا من تطعيم الرقم المستهدف من المواطنين وهو 40 مليون مواطن قبل نهاية العام الجاري 2021 مشيرا إلى أنه بعد ذلك يمكن التفكير في بدء إجراءات الجرعة الثالثة . وشدد عقبة في تصريحات صحفية على ضرورة إجراء دراسات حول إعطاء كل من الكوادر الطبية وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن جرعة ثالثة من اللقاح، مطالبا بأن تكون الأولوية في الجرعة الثالثة لهذه الفئات، لأنهم الأكثر عرضة للفيروس والأكثر عرضة للخطر. وأوضح أن الجرعة الثالثة ينبغي أن تكون بعد مرور تسعة أشهر على الأقل من تناول الجرعة الثانية من اللقاح مشيرا إلى أن لقاحات كورونا توفر الحماية من عدوى فيروس كورونا القاتلة ومن مخاطر المرض غير المأمونة، إذ تساعد هذه اللقاحات على تكوين أجسام مضادة في جسم الإنسان ضد فيروس كورونا وبالتالي تمنع الإصابة بالعدوى بنسبة تتراوح من 70 إلى 90% كما أن النسبة المتبقية في حالة الإصابة بها "لا قدر الله" تكون الإصابة خفيفة وتمر مرور دور البرد العادي فلا يحتاج المصاب دخول المستشفى، لأنه بفضل اللقاح لن يدخل في مراحل المرض الخطيرة التي تستدعي توفير الأكسجين واحتجازه داخل العناية المركزة. ونصح عقبة المواطنين إلى جانب الحصول على لقاح كورونا بجرعاته المختلفة الالتزام ببعض الممارسات لتحفيز وتحسين كفاءة المناعة ومنها : ممارسة أنماط حياتية سليمة مثل التعرض للشمس وشرب السوائل بكثرة والحرص على التغذية الصحية السليمة وتناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن وممارسة الرياضة مع الامتناع عن التدخين والنوم بقدر كاف وأخيرا البعد عن الضغوط النفسية والشائعات والأكاذيب.
منع الموظفين وحول قرار حكومة الانقلاب بعدم السماح بدخول أي موظف لم يتلقى اللقاح إلى مكان عمله وعدم السماح لأي مواطن بدخول أي منشأة حكومية لإنهاء إجراءاته إلا بعد الحصول على اللقاح، بجانب منع طلاب الجامعات والمدارس والمدرسين والعمال غير المطعمين من الدخول، قال الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن "العالم كله يئن من الجائحة للعام الثالث على التوالي، خاصة بعد انتشار سلالة دلتا التي تعد الأسرع في الانتشار والعدوى وتهيمن على 142 دولة وثلثي دول منطقة شرق المتوسط". وأشار بدران في تصريحات صحفية إلى أنه في مارس 2020 أعلنت حكومات 73 دولة إغلاق المدارس، بما في ذلك 56 دولة أغلقت المدارس في جميع أنحاء البلاد و17 دولة أغلقت المدارس داخل نطاق محدد، وبذلك توقف تعليم أكثر من 421 مليون متعلم على مستوى العالم، بينما عرض الإغلاق محدود النطاق للمدارس 557 مليون متعلم للخطر. وكشف أن إغلاق المدارس والجامعات بسبب انتشار فيروس كورونا، ترك واحدا من كل خمسة طلاب خارج المدرسة على مستوى العالم، ولازال هناك 800 مليون طفل في جميع أنحاء العالم محروم من الذهاب إلى المدرسة والتعليم بعد تفشي وباء كورونا، ويواجه الكثير منهم خطر عدم العودة إلى الفصول الدراسية نهائيا. وشدد على ضرورة الانتهاء من تطعيم الموظفين العاملين بالقطاعات الحكومية، لأنهم يتعاملون بشكل يومي مع آلاف المواطنين موضحا أن الحصول على اللقاح له منفعة متبادلة بين الموظف والجماهير المترددة على المنشآت الحكومية، وتطعيم نسبة عالية بين المواطنين تساعد في عودة الحياة لطبيعتها تدريجيا. وحذر بدران من خطأ قاتل منتشر في الوقت الحالي يتمثل في القول إن "الشخص المُلقح آمن من كورونا، وهذا غير صحيح نهائيا مؤكدا أن اللقاح لا يغني عن تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، ولا يوجد شخص آمن من العدوى بالفيروس، لأن اللقاح يحمي فقط من خطورته وليست العدوى".