رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من خطورة الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد ومطالبتها دول العالم باستمرار الإجراءات الوقائية والاحترازية المشددة، إلا أن الواقع فى مصر يشير إلى عودة الحياة الطبيعية بجميع مرافق ومصالح الدولة بجانب بدء العام الدراسى الأسبوع المقبل دون توفير أى استعدادات أو تجهيزات لحماية الطلاب من الفيروس اللعين، حتى الكمامات الطبية لم يعد يلتزم بارتدائها إلا اعداد قليلة من المواطنين، والأهم من ذلك كله لاتزال المستشفيات الحكومية تعانى من الانهيار وعدم الجاهزية لمواجهة الوباء رغم تصريحات حكومة الانقلاب الكاذبة بأنها توفر كل المستلزمات الطبية والأدوية والمعامل لمواجهة الفيروس، لكن الواقع يكشف عكس هذه التصريحات فالأطباء والتمريض هم أكثر الفئات التى تصاب بالفيروس وشهداء البالطو الأبيض يتساقطون يوميا واحدا بعد الآخر. مناعة القطيع كانت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، قد أعلنت أن قارة أوروبا سجلت 700 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" خلال أسبوعا. وحذر تيدروس أدهانوم جبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية من دعوات بعض الدول للسماح بتفشي فيروس كورونا المستجد على أمل الوصول إلى ما يسمى "مناعة القطيع"، واصفا مثل هذه المقترحات بأنها "غير أخلاقية". وقال جيبريسوس خلال مؤتمر صحفي أن مناعة القطيع تتحقق بحماية الناس من الفيروس وليس بتعريضهم له لافتا إلى أنه لم يسبق في تاريخ الصحة العامة استخدام مناعة القطيع كاستراتيجية للحد من تفشي المرض. واعتبر أن مناعة القطيع هي مفهوم يستخدم للقاحات، يمكن من خلاله حماية شعوب من فيروس معين إذا تم التوصل إلى العتبة المطلوبة للتلقيح. وأضاف جيبريسوس: إن منظمة الصحة العالمية تقدر أن أقل من 10% من السكان قد يكون لديهم مناعة ما ضد فيروس كورونا، مما يعني أن الغالبية العظمى من سكان العالم لا يزالون عرضة للإصابة. وقالت سمية سواميناثان كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية إن ما يزيد على 180 دولة انضمت لجهود المنظمة الرامية إلى تمويل لقاحات مرض كوفيد-19 من أجل توزيعها بشكل عادل على الدول الغنية والفقيرة. وأكدت كبيرة العلماء في المنظمة، أن هذا الرقم يزيد على العدد السابق الذي كان يتجاوز 170 دولة منها الصين. تطبيل للسيسي على صعيد التصريحات الرنانة زعمت هالة زايد وزيرة الصحة والسكان بحكومة الانقلاب، أن مصر استعدت جيدا لمواجهة الموجة الثانية لإصابات كورونا، مشيرة إلى انه سيكون هناك مناورة للإجراءات الجديدة التى سيتم اتباعها بحسب تصريحاتها. وقالت إن مصر بها شبكة مستشفيات لمواجهة الإصابات المحتملة بفيروس كورونا، تضم 600 مستشفى بالجمهورية، وادعت هالة زايد فى تصريحات صحفية أن مصر لديها مستشفيات الحميات والصدر مستعدة بشكل قوى لاستقبال الموجة الثانية لجائحة كورونا. وأضافت: قمنا بتطوير 45 مستشفى من مستشفيات الحميات والصدر وجارى تطوير المستشفيات الباقية لأنها تمثل خط الدفاع الأول للحماية من المرض وفق تعبيرها. ولم تحاول هالة زايد تفويت فرصة التطبيل لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وزعمت أن القيادة السياسية تبنت ملف كورونا ودعمته بشكل قوى، لافتة إلى أن البرتوكولات العلاجية محدثة وفق المقاييس العالمية بحسب تصريحاتها. وأشارت إلى استمرارية تقديم الخدمة الصحية الأساسية كأولوية بالغة الأهمية خلال مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، زاعمة أن المستشفيات تقوم بالدور الأساسى فى توفير كافة الخدمات الطبيعية، بالإضافة إلى خدمات علاج كورونا. وكشفت هالة زايد أنه تم زيادة مقاعد الخط الساخن إلى 800 مقعد وربط مركزى لغرف العمليات الخاصة بكورونا وقالت يوجد 320 مستشفى ويوجد 58 مستشفى حميات وصدر بالإضافة إلى 19 مستشفى عزل ستتولى استقبال المصابين فى الموجة الثانية وفق زعمها. نقابة الأطباء بعيدا عن التصريحات التى لا معنى لها يواصل فيروس كورونا الفتك بالمصريين كما أن الأرقام التى تعلن عنها صحة الانقلاب يوميا كاذبة ومفبركة لأن أعداد المصابين أكبر بكثير مما تعلنه صحة الانقلاب فى هذا السياق نعت النقابة العامة للأطباء الشهيد الدكتور أيمن محمد رمضان، أخصائي أشعة بمستشفى السنبلاوين، والذي توفي نتيجة الإصابة بفيروس كورونا. وتقدمت النقابة بخالص العزاء لأسرته الكريمة، وأكدت أنه الشهيد ال184 الذي يرحل بالفيروس من الأطباء. وأشار الدكتور أسامة الشحات، نقيب الأطباء بالدقهلية، إلى أن الشهيد ظهرت عليه أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد منذ فترة. مضيفا أنه يعمل أخصائي أشعة بمستشفى السنبلاوين العام، وتم حجزه داخل مستشفى السنبلاوين، وتدهورت حالته الصحية وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي بعد نقص الأكسجين بالجسم، ويعد هو الشهيد رقم 37 فى الفريق الطبي بالدقهلية. وطالب نقيب الأطباء الجميع باتخاذ الإجراءات الاحترازية، مؤكدا ان الفيروس مازال موجودا، ولم ينته ويضرب جميع الفئات العمرية ولابد من اتخاذ الحظر والتباعد الاجتماعى. ووجه خالص التعازي لأسرة الشهداء بالفريق الطبي، ودعا للجميع بالشفاء وزوال تلك الغمة التى حلت على العالم كله. أرقام مفبركة واعتبرت الدكتورة منى مينا الأمين العام السابق لنقابة الأطباء ان المرحلة المقبلة التى ستشهد الموجة الثانية لفيروس كورونا ستكون أشد خطورة من كل ما مضى مطالبة حكومة الانقلاب بشئ من الجدية فى مواجهة الفيروس. وشددت منى مينا فى تصريحات صحفية على ضرورة الالتزام بكل الإجراءات الوقائية والاحترازية لحماية المصريين من هذا الوباء منتقدة الأرقام المفبركة لأعداد الاصابات والوفيات بالفيروس التى تعلنها وزارة الصحة بحكومة الانقلاب. مؤكدة أن الأصابات اليومية بفيروس كورونا تزيد عشرات المرات عما تعلنه صحة الانقلاب مشيرة إلى ضرورة توفير المستلزمات الطبية والوقائية للأطقم الطبية وتأهيل المستشفيات الحكومية وتطويرها لتكون قادرة على التعامل مع المصابين. وحذرت منى مينا المدارس والجامعات من عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعى وتوفير الكمامات والماسكات وغيرها من أدوات الوقاية حفاظا على الطلاب والمدرسين والعاملين مشددة على أن الاهمال فى الإجراءات الوقائية ستكون تكلفته كبيرة جدا لن يستطيع تحملها أحد من وفيات وإصابات بالفيروس. مقامرة سياسية وأكد مجدي حمدان نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أن بيانات نقابة الأطباء تضع حكومة الانقلارب ووزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى في حرج، لأنه في حال حدوث موجة ثانية للفيروس، فإن الطلاب سيصابون بهلع، وربما يمنع الآباء أولادهم من الذهاب للمدارس والجامعات وبذلك يكون الانقلاب قد وضع نفسه على المحك. وقال حمدان في تصريحات صحفية أعتقد إن الإصرار على بدء العام الدراسى هو محاولة بائسة لبث روح الطمأنينة، والتأكيد على أن البلد لم تتأثر بالفيروس. مشيرا إلى أن هذه المحاولة تنطوى على أمر خطير، وتعد مقامرة سياسية، ومغامرة بحياة الطلاب وعواقبها غير محسوبة. العدوى وأعرب مصطفي جاويش وكيل وزارة الصحة السابق، عن قلفه بشأن القدرة على توفير خدمة طبية وإشراف صحي وخدمات إسعافيه سريعة للطلاب عند الضرورة، في ظل الوضع الصحي الهش الذي تعيشه دولة العسكر. وحذر جاويش من أن عودة الحياة الطبيعية وبدء العام الدراسي رغم اعلان منظمة الصحة العالمية عن موجة ثانية من فيروس كورونا سيؤدى إلى نشر العدوى، ابتداء من عمال مطابع الكتب والمكتبات وعمال التغليف والنقل، ثم عملية التوزيع داخل المدارس والجامعات وغيرها من الشركات والمؤسسات والقطاعات العمالية خاصة فى ظل الزحام فى الشوارع وأماكن تقديم الخدمات والمصالح الحكومية.