رغم قرار وقف اطلاق النار الذى أعلنت عنه روسيا بدءا من أول أمس السبت تواصلت المعارك اليوم بين أذربيجان وآرمينيا في إقليم ناجورنو كاراباخ الذى تحتله أرمنيا منذ نحو 30 عاما واتهمت أذربيجانأرمينيا بانتهاك الهدنة وقصف مدن اذرية أكثر من مرة. وقالت مصادر في وزارة الدفاع الأذرية- إن مدن آغدام وغوران بوي وأغجه بدي وترتر تعرضت ليلة أمس واليوم لقصف مدفعي وصاروخي من الجانب الأرميني، وإن الجيش الأذري رد على مصادر القصف، ودمر راجمة صواريخ جراد ودبابة "تي-72" (T-72) وعددا من الآليات. وأكدت وزارة الدفاع الأذرية أن الجيش الأرميني شن عدة هجمات بمجموعات صغيرة وأسلحة ومدفعية متوسطة على مواقع الجيش الأذري في جبرائيل وفوزولي وحدروت، وأن الجيش رد عليهم بالمثل وأفشل الهجمات وألحق خسائر بالمهاجمين. وأشارت الى إن وحدات دفاعها الجوي تمكنت من إسقاط 3 طائرات مسيرة تابعة للجيش الأرميني. مضيفة أن اثنتين منها أسقطتا الليلة الماضية قرب منطقة توفوز على الحدود بين أرمينياوأذربيجان، في حين تم إسقاط الطائرة الثالثة صباح اليوم قرب منطقة إغدام شمال شرقي إقليم اقليم ناجورنو كاراباخ. اعتراف روسى من جانبه اعترف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنه لا يتم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بين أذربيجانوأرمينيا في إقليم ناجورنو كاراباخ، وأن المعارك بينهما مستمرة، في حين قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن التزام الأرمن وقوات أذربيجان بوقف إطلاق النار ضرورة قصوى في الإقليم. جاءت تصريحات لافروف في بداية مباحثات بينه وبين نظيره الأرميني زوهراب مناتساكانيان بشأن تطبيق وقف إطلاق النار، والتحضير لإعادة إطلاق المفاوضات والعملية السياسية في إطار مجموعة مينسك لتسوية النزاع بشأن ناجورنو كاراباخ. الاتحاد الأوروبي ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف -بما في ذلك الأطراف الخارجية- إلى الامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى المزيد من الضحايا في ناجورنو كاراباخ. وطالب الاتحاد الأوروبي الجانبين بالدخول في مفاوضات جوهرية دون تأخير تحت رعاية مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا دون شروط مسبقة، وعلى أساس المبادئ المتفق عليها. وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: اطلعنا بقلق بالغ على تقارير تحدثت عن استمرار الأنشطة العسكرية، خصوصا ضد أهداف مدنية، وعن سقوط ضحايا مدنيين. وأضاف أن دول الاتحاد الأوروبي ال27 تحض طرفي النزاع على ضمان احترام كامل للاتفاق على الأرض. وحث بوريل الطرفين على الدخول بمفاوضات جوهرية دون تأخير، برعاية مجموعة مينسك التى تضم فرنساوروسيا والولايات المتحدة. ورحب بوقف إطلاق النار، ودعا كافة الأطراف إلى الالتزام به بشكل صارم. وساطة إيرانية وأعربت إيران اليوم الاثنين عن قلقها إزاء انتهاك وقف إطلاق النار بين أذربيجانوأرمينيا في إقليم ناجورنو كاراباخ. وقال سعيد خطيب زادة المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن بلاده تدعو الجانبين إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، واستئناف المحادثات في إطار القانون الدولي، واحترام كلا البلدين وحدة أراضي الآخر، والجلاء عن المدن المحتلة. وأضاف زاده في بيان له أن طهران تدعو جميع الأطراف إلى التحلي بمزيد من ضبط النفس، وتدين بشدة الهجمات الصاروخية على البنية التحتية والمناطق السكنية وقتل المدنيين، وتعرب عن خالص التعازي لأسر الضحايا. مؤكدا استعداد بلاده للمساهمة في تسهيل استئناف المحادثات في إطار القانون الدولي من أجل التوصل إلى حل دائم وإرساء الأمن والسلام في المنطقة. جرائم أرمينيا فى المقابل قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إن بلاده لا يمكنها الانتظار 30 عاما أخرى لحل قضية إقليم ناجورنو كاراباخ متهما أرمينيا بالتعنت وإطالة أمد الأزمة. وأكد علييف ان أرمينيا تتجاهل أربعة قرارات صادرة عن مجلس الأمن، تدعو لإنهاء الاحتلال دون شروط مسبقة مشيرا الى أن مجموعة "مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتى تشكلت عام 1992 لإيجاد حل سلمي للصراع في إقليم ناجورنو كاراباخ لم تحقق أي نتيجة منذ 28 عاما. وتابع: لم نعد في وضع يسمح لنا بالاستماع لتصريحات من قبيل انتظروا، سنعمل، سنسير مفاوضات، سنعمل على المساعدة . وكشف علييف ان بلاده لم تُصر، في المشاورات التي جرت في موسكو، على تواريخ محددة لانسحاب القوات الأرمينية من المناطق الأذربيجانية، موضحا أن البيان، الذي تم الاتفاق عليه، يَفترض بالتأكيد انسحابا متفقا عليه لقوات الاحتلال الأرمينية من الأراضي الأذربيجانية. مضيفا أن البيان يتضمن إشارة إلى المفاوضات الموضوعية، مؤكدا أن العودة إلى هذه المفاوضات يجب أن تؤدي لإنهاء الاحتلال. واتهم الرئيس الأذربيجاني الحكومة الروسية بتزويد أرمينيا بالسلاح مجّانا، مؤكدا أن موسكو تحافظ على أمن يريفان عاصمة أرمينيا، وعلى الأرمن أن يتوجهوا بالشكر للروس على ذلك. وأكد علييف في تغريدات عبر "تويتر" إن " أرمينيا" مسؤولة عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وتوعد بالرد المناسب عليها. وأشار إلى الجرائم التي وقعت جراء القصف الصاروخي للقوات الأرمينية على مدينة كنجة الأذربيجانية، معتبرا الهجمات الأرمينية بأنها "عدم احترام" للمحادثات التي تمت بوساطة روسية، وأنها انعكاس جديد ل"الفاشية الأرمينية". وأكد أن الهجمات الصاروخية التي استهدفت المدنيين شنّت من مدينة واردنيس الأرمينية، وأنها لن تكسر إرادة الشعب الأذربيجاني.