بمجرد اعتراف نظام العسكر بانتشار وباء كورونا في مصر تحت ضغوط من منظمة الصحة العالمية ومسايرة لدول العالم في اتخاذ اجراءات وقائية واحترازية للحيلولة دون انتشار الوباء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصابين بالفيروس تحول محمد مختار جمعة من منصبه كوزير أوقاف للعسكر إلى وزير كورونا، وأصبح كل همه إغلاق المساجد ومنع صلاة الجمعة والجماعة وحظر إقامة موائد الرحمن أو أداء صلاة التراويح في شهر رمضان. كما قام مختار جمعة بنهب أموال الأوقاف تارة عندما قام بتوزيع شقق الوزارة على المحاسيب والعسكر واختص نفسه بشقة بملايين الجنيهات على نيل المنيل، فضلا عن تبرعه المستمر لصندوق تحيا مصر للحصول على رضا قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ليبقى في منصبه. لم يتوقف مختار جمعة عند هذا الحد بل تجاوز الخطوط الحمراء وتحدث باسم وزارات وجهات أخرى في حكومة الانقلاب، وهذا لا يليق لا دبلوماسيا ولا مهنيا، لكن العسكر يتجاهلون زلاته وجرائمه طالما ينفذ التعليمات ويعمل على تبرير جهلهم والدفاع عن سقطاتهم الكثيرة. جمعة نسي مهمته كداعية – هو في الأصل مخبر أمنجي – وتفرغ للتصريحات الصحفية والتلفزيونية والإذاعية بشكل يومي وتهديد الأئمة والخطباء وتحذيرهم من مخالفة التعليمات بجانب إصدار قرارات فصل لعدد منهم؛ لمجرد أنهم صلوا جماعة خارج المساجد التي يعملون بها أو اعترضوا على إغلاق المساجد. صلاة الجمعة لا يمر يوم إلا ويخرج جمعة يطالب الناس بعدم صلاة الجمعة والالتزام بقرار إغلاق المساجد، ويقول أصلي الجمعة ظهرًا في منزلي، مشيرا إلى أن إقامة الجمعة تدخل في إطار الولايات العامة التي لا تنعقد إلا بإذن ولي الأمر أو من ينوب عنه وفي المساجد التي تحددها جهة الولاية المختصة، ولا تنعقد في غير المساجد الجامعة، التي تحددها جهة الاختصاص، وهي في عصرنا الحاضر وزارات الأوقاف والشئون الإسلامية أو الجهة التي تسند إليها إدارة شئون المساجد في الدول التي ليس بها وزارات أوقاف أو شئون إسلامية، ويدعي أن إقامة الجمعة بالمخالفة لذلك افتئات على الدين والدولة، وفق تعبيره. ومن أجل التأكد من إغلاق المساجد وعدم إقامة الصلوات فيها قرر جمعة تشكيل لجنة لمتابعة غلق المساجد برئاسة تابعه جابر طايع رئيس القطاع الديني وتكليفها بمتابعة غلق المساجد، وعدم فتحها بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف من الظروف، مشددا على ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية الحاسمة ضد المخالفين. قرارات فصل وحذر من أن أوقاف الانقلاب ستنهي خدمة كل من يخالف تعليمات غلق المساجد على الفور وبلا أي تردد في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم كله، وذلك في ضوء تأكيد دار الإفتاء المصرية وغيرها من المؤسسات الدينية على حرمة مخالفة تعليمات الأوقاف في ذلك، وحرمة الإصرار على إقامة الجماعة في المسجد في ظل هذه الظروف الراهنة التي يؤكد العالم كله خطورة الاختلاط فيها على النفس البشرية، وفق تعبيره. وقال جمعة إنه سيتم إنهاء خدمة أي مقصر في ذلك وسأوقع عليه العقوبة المناسبة؛ نظرًا لخطورة الأمر، وما يمكن أن يؤدي إلى التهاون في ذلك من خطر على المجتمع، على حد زعمه. وأشار إلى أن الوزارة أتاحت للإبلاغ عن أي مخالفة في ذلك الاتصال بالخط الساخن: 01008806466، أو التسجيل عبر موقع الوزارة الرسمي. من أغرب قرارات الفصل التي أصدرها جمعة إنهاء خدمة الشيخ السيد عبد الرحمن عبد الله عبد الحميد أحمد منصور، إمام وخطيب بإدارة أوقاف حلوان والمعصرة، بزعم مخالفته تعليمات الوزارة الصادرة في صلاة الجمعة والجماعة. وكشفت أوقاف الانقلاب أن قرار إنهاء الخدمة جاء بناءً على تقرير مديرية أوقاف القاهرة وعرض رئيس القطاع الديني بشأن قيام المذكور بتمكين والده الدكتور عبد الله عبد الحميد أحمد منصور، أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، من صعود منبر زاوية أبو عبيدة بن الجراح بأبراج منتصر، حدائق حلوان. وقام والده بأداء خطبة الجمعة بها، إضافة إلى ما بدر منه من التلفظ بعبارات نابية جافية تخالف كل قرارات وتعليمات وتوجيهات هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وتعد تطاولًا صريحًا على موظف عام أثناء تأدية واجبه الوظيفي، بحسب بيان أوقاف العسكر. وذكرت الوزارة أنه تم إعداد خطاب بالواقعة وما بدر من المذكور للدكتور رئيس جامعة الأزهر للتعامل اللازم إزاء ما بدر منه. وقرر وزير أوقاف الانقلاب إنهاء خدمة الإمام، بزعم أنه هو المكلف بالإشراف على غلق هذه الزاوية التي مكن والده من خطبة الجمعة بها. خيانة وطنية ممارسات وزير كورونا لم تتوقف عند هذا الحد، بل زعم أن من يعرِّض حياة الناس لخطر محقق عمدًا بالمخالفة لتعليمات الجهات المختصة ينبغي أن يحاكم بتهمة الخيانة الوطنية. وقال جمعة: إن هذا ينطبق على كل من جمع الناس أو دعاهم إلى أداء صلاة جمعة أو جماعة أو غير ذلك في ظل فرض إجراءات وقائية واحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، وفق تعبيره. وأشار إلى أن الله (عز وجل) يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، زاعما أن من لم تصلحه الحكمة والموعظة الحسنة، يقومه القانون الرادع، بحسب تصريحاته. جمعة يوجه يوميا روشتة عسكرية تتضمن تعليماته لأئمة المساجد والعاملين بها يطالبهم فيها بالتأكد من غلق المساجد وعدم السماح بدخول أحد لأي سبب، ولا يمل وزير أوقاف الانقلاب من ترديد هذه التعليمات: 1. ضرورة غلق المسجد من الداخل غلقًا تامًا أثناء رفع الأذان. 2. الاستجابة لتعليمات جميع مؤسسات الدولة واجب شرعي ووطني وإنساني. 3. لا مكان بالوزارة لأصحاب الانتماءات أو المغيبين عن الواقع. 4. الوزارة جادة في إنهاء خدمة كل من يخالف تعليماتها بشأن غلق المساجد غلقًا كاملًا في المدة التي حددتها السلطة المختصة. فتاوى فنكوش ولا يمل جمعة من وضع نفسه فى مكان دار الافتاء ويصدر فتاوى توافق أهواءه وتلبي تعليمات العسكر، منها زعمه بأن من تصدق هذا العام بقيمة عمرته جمع الله له أجرين. وقال جمعة: إن من كان قد نوى العمرة هذا العام فحبسته الظروف الراهنة، فتصدق عن طيب نفس بكامل قيمة نفقاتها وتكاليفها للمحتاجين أو للأجهزة أو المستلزمات الطبية جمع الله (عز وجل) له أجرين، بحسب تصريحاته. وأوضح أن الأجر الأول هو أجر العمل الذي كان قد نواه فحبسه عنه العذر، والآخر هو أجر صدقته على الفقراء والمحتاجين أو علاج المرضى أو توفير الأجهزة أو المستلزمات الطبية للمستشفيات، فواجب الوقت هو إطعام الجائع ومساعدة المحتاج، ومداواة المريض، وهو ما يتقدم الآن على ما سواه من أعمال البر، وفق تعبيره. 50 مليون جنيه من جهة أخرى لا يحافظ جمعة على أموال الأوقاف التي من المفترض أن يكون أمينًا عليها من ذلك قراره بتخصيص مبلغ 50 مليون جنيه من الموارد الذاتية للوزارة لحساب وزارة الصحة بحكومة الانقلاب، بزعم المساهمة في توفير المستلزمات الطبية للمستشفيات. وقال جمعة: إنه في الوقت الذي تقوم فيه دولة العسكر بواجبها تجاه مواطنيها، فإن واجبنا جميعًا، مسئولين ومواطنين ومؤسسات ومجتمعًا مدنيًّا، أن نقف وبكل ما نملك من أدوات القوة إلى جانب دولتنا العظيمة وقيادتها، وفق تعبيره. كما زعم أن التبرع، جاء إيمانًا من الوزارة بأن واجب الوقت في ظل إجراءات دولة العسكر لمواجهة فيروس كورونا هو مساعدة المحتاج ومداواة المريض. وادَّعى وزير أوقاف العسكر أن التبرع جاء برؤية شرعية ووطنية يتقدمان في الظروف الراهنة سائر مصارف الزكاة والصدقات، وحاول تبرير التبرع بأن وزارة أوقاف الانقلاب قد رأت أن تُتبع التأصيل الشرعي بالتطبيق العملي والتبرع. وزعم جمعة أن الوقف في خدمة المجتمع، من خلال هذا الإسهام، سواء في مساعدة العمالة غير المنتظمة أم في توفير المستلزمات الطبية للمستشفيات. وفي وقت سابق، كانت وزارة الأوقاف، قامت بتحويل 50 مليون جنيه من مواردها الذاتية من باب البر لصالح مساعدة العمالة غير المنتظمة خاصة من أضيروا في فرص عملهم جراء ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد. والمعروف شرعًا أن أموال الأوقاف توجه لما خصصت له فقط ولا يجوز تغيير مسارها بأي مبرر. التراويح ولا يشعر وزير أوقاف العسكر بأهمية شهر رمضان وفضله وتطلع المسلمين إلى مزيد من العبادة والعمل الصالح وبمجرد أن طالب البعض بإعادة فتح المساجد في الشهر الفضيل خرج جمعة ليزعم أنه ليس من الحكمة الحفاظ على حياة الناس في رجب وشعبان، وعدم الحفاظ عليها في رمضان. وقال: "مش هنرجع إلا لما الحالات الإيجابية تتسجل زيرو، ووزارة الصحة تقول إن التجمعات لم تعد خطرًا في تفشي الفيروس". وعن صلاة التروايح في شهر رمضان، طالب المواطنين بأدائها في المنازل، زاعما أن الأصل في صلاة التراويح، أن تصلى في المنزل، وغلق المساجد مرتبط بعلة الخوف على حياة المواطنين. وبالنسبة لموائد الرحمن كأحد مظاهر الشهر الكريم أكد جمعة أنه لن يسمح بإقامتها رغم علمه أن الفقراء ينتظرونها كل عام، رغم أن الموائد في أغلبها لا تقام في المساجد بل في الشوارع وفي بعض الجمعيات وخارج بعض المساجد، وهذا كله غير خاضع لسلطة وزير أوقاف الانقلاب. صلاة الغائب وزير أوقاف العسكر لا يرحم حيا ولا ميتا، فقد حذر جمعة من التجمع لصلاة الغائب، وأنه لا شك أن تشييع الجنائز وشهود صلاة الجنازة من فروض الكفايات إذا قام بها أي عدد كان قلَّ أو كثرَ سقط الإثم عن الباقين، وإذا لم يقم به أحد على الإطلاق أثم كل من علم وكان قادرًا على القيام بالواجب الكفائي ولم يتقدم للقيام به. وأضاف: من المستحب في الأوقات العادية الطبيعية أداء صلاة الجنازة واتباعها مواساة لأهل المتوفى من جهة، وطلبًا للأجر والثواب من جهة أخرى، غير أن ديننا السمح الحنيف لم يترك بابًا من أبواب الخير إلا عمه بيسره وسماحته وجعل له من المتاح بديلًا؛ ما يتطلب في الظرف الراهن تقليل عدد المشيعين للمتوفى إلى الحد الأدنى الذي تتحقق به الكفاية من الأهل والأقربين، ولكل من حبسه العذر عن شهود الجنازة – ولا شك أن خشية انتقال عدوى فيروس كورونا عذر معتبر شرعًا – أن لا يحرم نفسه من الأجر والثواب، أن يصلي صلاة الغائب في بيته على من فَقَدَ ممن يُحب، وفق تعبيره. وتابع جمعة: من أراد الثواب العميم والأجر الجزيل فليوسع نيته بأن ينوي صلاة الغائب في بيته تطوعًا في أي وقت من اليوم مرة كل يوم على جميع من لقي ربه في هذه الأيام من مرضى فيروس كورونا أو من غيرهم، ويجتهد لهم في الدعاء، فيصير بذلك من صلى على كل جنازة عشرات الآلاف، بل ربما عشرات الملايين من المصلين، وفي ذلك كثير من الرحمة للميت ومواساة لأهله، فلرب دعوة صالحة نفع الله (عز وجل) بها المتوفى، فما بالكم بآلاف وملايين الدعوات، ولا أحد يدري متى تأتيه المنية، فماذا هو منتظر من دعاء الناس له وصلاتهم وترحمهم عليه؟ أكاذيب ولا يقف وزير أوقاف العسكر عن ترديد الأكاذيب يوميًّا من ذلك تصريحاته التي يقول فيها: إذا كانت التجمع لصلاة الجنازة وتشييع الميت جائزًا في غير وقت الجائحة فإنه في أوقات الجوائح أولى، مع تأكيدنا عدم جواز الاجتماع لذلك في الظروف الراهنة. ويضيف: نحذر من الدعوات المشبوهة لعناصر الجماعات المتطرفة من الدعوة لذلك في وقت بعينه؛ لأن هذه الجماعة الضالة وعناصرها المنحرفة إنما تريد المتاجرة بدين الله (عز وجل) وتوظيفه لأغراض الجماعة الإرهابية المتطرفة تحت ستار وغطاء الدين، في الوقت الذي لا يكفون فيه عن الكذب والافتراء وبث الشائعات والعمل على هدم الأوطان عمالة وخيانة للدين والوطن, مع اعتبار كل من يستجيب لدعوة هذه الجماعات الإرهابية في مخالفة توجيهات الدولة خائنا لوطنه وعميلا لهذه الجماعات الإرهابية المتطرفة, نسأل الله العلي العظيم أن يعجل برفع البلاء عن البلاد والعباد والبشرية جمعاء. هكذا يصر جمعة على اتهام الأشراف والأبرياء بما ليس فيهم، ووفق المثل الشعبي "اللي على راسه بطحة".