شهد الاجتماع الطارئ للاتحاد البرلماني العربي، المنعقد في العاصمة الأردنية عمان، شبه إجماع من جانب رؤساء البرلمانات العربية علي رفض ما تعرف ب"صفقة القرن "الصهيو–أمريكية"، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. البرلمان الكويتي وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم: إن المكان الطبيعي ل"صفقة القرن" هو سلة القمامة، وألقى الغانم في ختام كلمته في الاجتماع بأوراق طبعت عليها بنود "صفقة القرن" في سلة القمامة، وقال: "مكانها الطبيعي هنا"، مضيفا "نحن نعرض على المحتلين حزما مالية أضعاف ما عرضته صفقة القرن على الفلسطينيين ليعودا من حيث أتوا، وبهذا فقط ستكون صفقة قرن حقيقية"، مؤكدا أن صفقة القرن مرفوضة فلسطينيا وعربيا وإسلاميا وأوروبا غير متحمسة لها، وهناك أمريكيون يقفون ضدها. البرلمان التونسي من جانبه، اقترح رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، توجيه رسائل باسم الاتحاد البرلماني العربي إلى كل البرلمانات الإقليمية والدولية، يكون عنوانها رفض الشعوب العربية ل"صفقة القرن". وقال الغنوشي، خلال كلمته في الاجتماع، "نوصى بتوجيه رسائل بنفس العنوان إلى برلمانات الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي (الولاياتالمتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين وروسيا)، لبيان مخاطر هذه الإجراءات (صفقة القرن)، وانعكاساتها على الأمن والسلم الدوليين". وأضاف الغنوشي: "نحتاج إلى إصدار قرار من الاتحاد (البرلماني) الدولي لرفض هذه الصفقة، يؤكد حق الشعب الفلسطيني في حريته وتقرير مصيره". واقترح الغنوشي أيضا "دعوة اللجنة الدائمة لفلسطين، التابعة لمجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، إلى الانعقاد، وتكليف من يتكلم باسم البرلمان العربي ليشرح وجهة النظر التي نجتمع عليها، ورسم الخطة العملية للتحرك الفعلي لنصرة هذه القضية". وتابع الغنوشي قائلا: "جاءت صفقة القرن تعديًا على الحق الفلسطيني، وخللًا في ميزان العدل، وتهديدًا للسلام، ففلسطين ليست بضاعة حتى نتكلم عن صفقة تخصها، والقدس ليست أصلًا تجاريًّا يباع ويشترى، بل هي جزء من عقيدة الأمة، عقيدة خالدة وعقيدة حق أبدي"، معتبرا أن "الاعتداء على مقررات الشرعية الدولية وأطر المبادرة العربية للسلام (لعام 2002) هو مس بالحد الأدنى للحق الفلسطيني، وصفقة القرن تجاوزت كل هذه المقررات، وداست على كل الأطر". البرلمان اللبناني وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، إدانته لصفقة ترامب، مشددا على رفض توطين الفلسطينيين في أماكنهم، موصيا بثابتين مهمين؛ الوحدة والمقاومة. وقال بري خلال كلمته في المؤتمر: "إننا مجددًا لا نجتمع إلا على نحو طارئ، كما في كل مرة تجمعنا فلسطين على صفعة الصفقة، تستصرخ فينا قيم الشجاعة والمروءة"، مضيفا "هي صرخة لإنقاذ وعينا حيال الخطر المحدق، فإذا سقطت فلسطين سقطت الأمة، فهل سمعنا هذه الصرخة؟ ما هو مطروح اليوم ليس إلا كأسا من السم يراد من الفلسطيني أن يكون أول من يتجرعه بعدها تكرّ السبحة لتصل إلى الجسد العربي برمته". البرلمان العراقي من جانبه قال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي: إن بلاده ترفض كل أشكال التطبيع مع "الكيان الإسرائيلي"، مؤكدا "جوقوف العراق مع الشعب الفلسطيني في حقه بإقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه، ورفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، وكل محاولات فرض المشاريع المنحازة، ومحاولات تمريرها عبر سياسة فرض الأمر الواقع"، ودعا الحلبوسي إلى "عقد جلسة طارئة للبرلمان العربي في فلسطين".