في الظروف الطبيعية لم يكن الأهلي ليجد صعوبة في تخطي نظيره البن الإثيوبي، لكن عندما يستضيف الفريق الأحمر منافسه في إياب الدور ال32 لدوري أبطال إفريقيا على ملعب الكلية الحربية القصة ستكون مختلفة. فقد حولت المستجدات على الساحة الرياضية والسياسية المباراة إلى صعبة بها خمسة عوائق رئيسية تقف أمام الأهلي للعبور إلى دور ال16 من البطولة الإفريقية. أول العقبات تتمثل في المشاكل الأمنية إذ ظلت المباراة معلقة لفترة طويلة ومهددة بالإلغاء مع رفض الداخلية إجراء أي لقاء رياضي طالما لم تقم الاستادات بتطوير التقنيات اللازمة لتوفير الأمن في المدرجات. وقررت الداخلية في النهاية استثناء مباراة الأهلي والبن حتى لا توقع عقوبات على النادي الأحمر، مع التحذير باحتمالية إلغاء اللقاء مع أي شغب. لكن حالة التخبط التي عاشها الأهلي قبل أن يقرر الأمن إقامة المباراة كان لها رد فعلها على استعدادات الفريق، إذ صرح محمد يوسف المدرب في الجهاز الفني للفريق "لم نكن نعلم هل سنلعب أم لا وهذا بالطبع أُثر علينا بالسلب". العامل الثاني هو أن المباراة تقام دون حضور في المدرجات بقرار أمني، والأهلي يرى في ذلك استضعافا له، ما أكده الجهاز الفني للبن الذي يرى جماهير الفريق الأحمر نصف قوة الشياطين الحمر. ويحتاج الأهلي للفوز على البن في القاهرة خلال لقاء الساعة السابعة من مساء الأحد بالنظر إلى أن مباراة الذهاب انتهت بالتعادل السلبي في إثيوبيا. أما النقطة الثالثة التي تحيط بالمباراة وتجعلها صعبة أنها تلعب في ظل اعتصام مفتوح من رابطة أولتراس أهلاوي والتي تضغط من أجل التعجيل والخروج بحقوق الشهداء الذين سقطوا في فاجعة بورسعيد. ومن حين لأخر تقوم رابطة الأولتراس بتحريك مسيرات في مدن ومحافظات مصر للضغط على صناع القرار من أجل تلبية المطالب التي تتلخص في خمس نقاط. وتبقى مطلبان لم يلتزم المسؤولون بتحقيقهم يتعلقان بإعادة هيكلة الداخلية ونقل الضباط المتورطين في كارثة بورسعيد خارج أكاديمية الشرطة. ذلك بالإضافة إلى العامل الرابع وهو الإصابات التي ضربت صفوف الفريق الأحمر، وجعلت الجهاز الفني مطالبا بالعثور على بدائل للاعبين هم أعمدة في الشياطين الحمر. فوائل جماعة صخرة دفاع الأهلي يغيب عن المباراة، ومعه الجوكر الدولي أحمد فتحي الظهير الأيمن للفريق الأحمر. ويملك مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي خيارات مثل الدفع بشريف عبد الفضيل أو محمد بركات في مركز الظهير الأيمن لتغطية غياب فتحي. أما غياب جمعة بسبب إصابته بكدمة في عضلة السمانة قد يحله وجود شريف عبد الفضيل ومحمد نجيب وأحمد السيد لتعويض مكان صخرة الدفاع. العامل الخامس تاريخي، إذ للبن الأثيوبي تجربة في الإطاحة ببطل الدوري المصري تعود إلى عام 1998 حين لعب الفريق الأحمر بتشكيلة من الرديف وتعادل بهدفين لمثليهما ليخرج من البطولة كون الذهاب انتهى بالتعادل 1-1.