باتت الرياضة العراقية في مواجهة خطر الاستبعاد من دورة الألعاب الأوليمبية في بكين بعد قرار الحكومة العراقية بإيقاف عمل المكتب التنفيذي في اللجنة الأوليمبية العراقية واتحاداتها. وذكرت وكالة الأنباء الصينية يوم الخميس أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) هدد بإيقاف نشاطات المنتخبات والأندية العراقية على كافة المستويات بما في ذلك الحرمان من المشاركة في تصفيات كأس العالم 2010 إذا لم تتراجع الحكومة عن قرارها. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في الاتحاد العراقي لكرة القدم قوله إن جورج فالتي السكرتير العام للفيفا أخطر الاتحاد العراقي أن الاتحادين الدولى والآسيوي هددا بإيقاف نشاطات المنتخبات والأندية العراقية على كافة المستويات إذا أصرت الحكومة العراقية على قرارها. وكان مجلس الوزراء العراقي قرر الثلاثاء إيقاف عمل المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية واتحاداتها، وتشكيل لجنة مؤقتة برئاسة وزير الشباب والرياضة ومنحها صلاحيات الإدارة والإشراف على كافة نشاطات الاتحادات الرياضية، لحين إجراء انتخابات جديدة خلال ثلاثة أشهر وإعداد مشروع قانون جديد للجنة الأولمبية. وأوضح فالتي في رسالته "نحن ومعنا الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سندرج هذه القضية ضمن القضايا التي ستناقش في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي". ويعقد الاجتماع في سيدني يومي 26 و27 من مايو الجاري.
وبدوره دعا محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الحكومة العراقية للتراجع عن قرارها، مشيرا إلى أن الاتحاد القاري "يعترف ويتعامل فقط مع الاتحاد المنتخب شرعيا وممثليه" في إشارة إلى عدم الاعتراف باللاتحاد المعين واللجنة المؤقتة. ودعت اللجنة الأوليمبية الدولية إلى الحفاظ على استقلالية اللجنة الأوليمبية العراقية. وقال بيري ميرو مدير العلاقات في اللجنة الدولية واللجان الوطنية في رسالة الى اللجنة الأوليمبية العراقية: "اللجنة الدولية والمجلس الاولمبي الاسيوي سيقومان بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، لاتخاذ القرارات المناسبة المتعلقة بهذا الشأن". وتبدأ دورة الألعاب الأوليمبية بكين 2008 في الثامن من أغسطس المقبل، وتأهل ستة رياضيين عراقيين للمشاركة فيها، في مسابقات التجديف والعدو ورمي القرص والجودو والرماية بالسهام، وإذا رفض المالكي وحكومته التراجع عن القرار سيخسر العراق المشاركة الأوليمبية. من جانبه دافع علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية عن قرار مجلس الوزراء بقوله "إن القرار جاء نتيجة إيمان الحكومة بالعلاقة الوثيقة بينها وبين الرياضة في العراق، ولأن النشاط الرياضي يشكل أحد الأمور الرئيسية التي ترعاها، إضافة الى أن تمويل الحركة الرياضية يتم من قبلها، لذا تجد الحكومة العراقية أن من واجبها التدخل لتنظيم الحركة الرياضية". ويأتي قرار الحكومة العراقية كمؤثر سلبي جديد على مسيرة الرياضة العراقية التي كللها فوز المنتخب العراقي ببطولة الأمم الآسيوية لكرة القدم 2007. وتعاني القطاعات الرياضية العراقية منذ الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003، ومن حينها لقي 104 رياضيا مصرعهم على أيدي قناصة أو في تفجيرات إرهابية، ومن بينهم رعد جابر نائب الأمين العام للجنة الأولمبية العراقية.