تعد مدينة مانشستر الإنجليزية والتى ستحتضن نهائى دورى الأبطال الأوروبى يوم الأربعاء بين اليوفنتوس وميلان الإيطاليين من المدن التى كانت شاهدة على تطور الكرة الإنجليزية ، فقد شهدت عددا من الاجتماعات الهامة التى سبقت تأسيس الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم عام 1863 ، وكذلك إطلاق النسخة الأولى من بطولة الدورى. ومع ذلك ، فقد استغرق الأمر عدة سنوات لتفرز المدينة فرقا قادرة على فرض نفسها كقوى مؤثرة فى ساحة الكرة الإنجليزية. فمانشستر يونايتد ، أكثر أندية العالم شعبية فى الوقت الحالى ، تأسس عام 1878 ، بعد مرور 15 عاما على تأسيس الاتحاد ، كفريق يضم عمال السكك الحديدية بحى نيوتين هيث ، قبل أن يتغير اسمه لمانشستر يونايتد عام 1902. أما مانشستر سيتى ، فقد تأسس عام 1884 باسم جورتون أيه.أف.سى ، وتغير اسمه عام 1887 إلى أردويك إف.سى ، قبل أن يتحول اسمه إلى مانشستر سيتى عام 1894. وتعود جذور المنافسة بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتى فى السنوات الأولى لإنشائهما إلى أسباب دينية مذهبية ، فيونياتد يعد نادى الطائفة الكاثوليكية فى المدينة ، فى حين يميل مانشستر سيتى نحو البروتستانت. غير أن ديفيد جولدبلات يؤكد فى كتابه الرائع "دليل كرة القدم السنوى لعام 2002" أن الخلفية المذهبية للمنافسة بين الناديين ذابت بمرور السنين وحل محلها الرغبة فى السيطرة على "روح مدينة مانشستر وقلوب سكانها." نتيجة المنافسة بين الناديين كانت ولا تزال فى صالح الشياطين الحمر ، وهو لقب مانشستر يونايتد ، رغم الفترات القصيرة التى برز فيها نجم مانشستر سيتى كعام 1970 عندما تسبب فى هبوط غريمه اللدود إلى الدرجة الأولى بهدف دينيس لو. ومنذ مشاركة الناديين فى الدورى الإنجليزى أقيمت بينهما 128 مباراة ، فاز مانشستر يونايتد فى 49 مناسبة ، ومانشستير سيتى فى 33 ، فى حين انتهت 46 مباراة بالتعادل كانت آخرها فى الدور الثانى من الموسم الماضى. مسرح الأحلام: ولا يمكن الحديث عن كرة القدم فى مانشستر قبل النهائى الأوروبى دون أن نتطرق إلى الملعب الذى سيحتضن اللقاء وهو ملعب "أولد ترافورد" معقل مانشستر يونايتد والذى أطلق النجم السابق سير بوبى تشارلتون عليه لقب "مسرح الأحلام" ويعد بالفعل أحد أفضل ملاعب القارة الأوروبية. أنشئ ملعب أولد ترافورد عام 1910 وصممه المهندس المعمارى الاسكتلندى أركيبالد ليتتش ليتسع ل 80 ألف مشاهد. وفى الفترة بين 1911 و 1940 كان أولد ترافورد مسرحا لعدد من المباريات الهامة فى الكرة الإنجليزية ، فشهد نهائى كأس الاتحاد أعوام 1911 ، و 1915 ، كما شهد مباراة الدور قبل النهائى فى كأس الاتحاد بين فريقى ولفز وجريمسبى فى 25 مارس 1939 والتى سجلت رقما قياسيا بالنسبة للحضور الجماهيرى بعد أن شاهدها 76،962 من أنصار الفريقين.
وكان عام 1940 نقطة تحول فى تاريخ أولد ترافورد بعد أن تعرض للدمار جراء القصف الألمانى العنيف لإنجلترا فى الحرب العالمية الثانية ، لتتم إعادة بناؤه بين عامى 1948 و 1949 بسعته الحالية وهى 67،650 مقعدا ، واشتمل الملعب الجديد على مقصورات خاصة للشخصيات الهامة للمرة الأولى فى أوروبا. ومنذ إعادة بناءه وحتى الآن ، شهد أولد ترافورد عددا من "كلاسيكيات" كرة القدم الإنجليزية والعالمية ، فكان مسرحا لثلاث من مباريات نهائيات كأس العالم عام 1966 ، واحتضن خمس مباريات فى نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 1996 ، كما كان شاهدا على تأهل إنجلترا لنهائيات كأس العالم 2002 بعد تعادلها مع اليونان 2-2 فى الدقيقة الأخيرة عبر ركلة حرة رائعة من ديفيد بيكهام نجم مانشستر يونايتد. أولد ترافورد فى سطور: • تاريخ الإنشاء: 1910. • السعة الأصلية: 80 ألف مشاهد • السعة الحالية: 67،650. • الرقم القياسى للحضور الجماهيرى: 76،962 مشاهدا حضور مباراة الدور نصف النهائى لكأس الاتحاد الإلجليزى فى 25 مارس 1939 بين فريقى ولفز و جريمسبى. • المباريات الهامة: نهائى كأس الاتحاد الإنجليزيى أعوام: 1911، 1915 ، 1970. ثلاث مباريات فى نهائيات كأس العالم عام 1966 ، خمس مباريات فى كأس الأمم الأوروبية عام 1996 ، وثلاث مباريات دولية لمنتخب إنجلترا أعوام 1926 ، و1997 و2001.