تعليم الجيزة تواصل أعمال الصيانة والتجديد استعدادا للعام الدراسي الجديد    أمانة المصريين بالخارج ب"مستقبل وطن" تستعد لانتخابات مجلس النواب بخطة عمل مكثفة    قبل انطلاق النسخة الثالثة.. صفقات أندية دوري المحترفين موسم 2025-2026    قناة «هي» تعلن عن برنامج سياسي جديد بعنوان «السياسة أسرار»    اختيار رئيس المصرية للاتصالات وأورانج ضمن أقوى 20 قائدا للبنية التحتية الرقمية في إفريقيا    نصر وشاكر ضمن قائمة أقوى قيادات البنية التحتية الرقمية في إفريقيا    عيار 21 يسجل رقما جديدا.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 بالصاغة بعد الانخفاض    رسميا بعد إلغاء الاشتراطات.. خطوات استخراج رخصة بناء جديدة وعدد الأدوار المسموح بها    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    إعلام فلسطيني: استشهاد طفل بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط غزة    اليوم، إعلان رسمي عن المجاعة في غزة للمرة الأولى    نتنياهو يوجه ببدء مفاوضات لإطلاق الرهائن وإنهاء الحرب في غزة    ليبيا: إحباط محاولة لاستهداف مقر الأمم المتحدة في جنزور    «حفظ الله مصر والسعودية».. أحمد موسى يدعو للتكاتف ضد «إسرائيل الكبرى»    طبيب الزمالك يكشف عن إصابة أحمد حمدي    تصدر المصري والقطبين "يوم فوق ويوم تحت"، ترتيب الدوري المصري بعد الجولة الثالثة    آدم كايد يعرب عن سعادته بفوز الزمالك على مودرن سبورت    خوان ألفينا يحصل على جائزة أفضل لاعب في مواجهة الزمالك ومودرن    كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع فوز الزمالك على مودرن سبورت بالدوري؟ (كوميك)    لاعب الأهلي الأسبق: ديانج لا غنى عنه.. وبن رمضان الصفقة الأفضل    اليوم انطلاق مباريات دوري المحترفين بإقامة 3 مباريات    إحالة أوراق المتهم بقتل أطفاله الأربعة في القنطرة غرب إلى مفتي الجمهورية    تنفيذ حكم الإعدام في مغتصب سيدة الإسماعيلية داخل المقابر    غرق طالب طب بروسيا خلال إجازته الصيفية في مطروح    روسيا تفرض على مواطنيها تطبيق منافس لتطبيق واتساب.. ما القصة؟    ليلة استثنائية في مهرجان القلعة.. علي الحجار يُغني المشاعر وهاني حسن يُبدع بالسيمفوني| صور    بحضور كامل العدد، علي الحجار يشعل أجواء القلعة بباقة من أشهر أغانيه    تعرف على العروض الأجنبية المشاركة في الدورة ال32 لمهرجان المسرح التجريبي    «بيحبوا يقعدوا لوحدهم».. 4 أبراج تجد راحتها في العزلة    محمد رمضان ينشر فيديو استقباله في بيروت: "زي ما فرحتوني هدلعكم"    جولة مفاجئة لوكيل مستشفى الفيوم العام لضمان جودة الخدمات الطبية.. صور    مش هتشتريه تاني.. طريقة عمل السردين المخلل في البيت    طريقة عمل السينابون بالقرفة بسهولة في المنزل    «هتسد شهيتك وتحرق دهونك».. 4 مشروبات طبيعية تساعد على التخسيس    تظهر على أصابعك- 3 علامات تخبرك بأن كبدك مريض.. أعراض أمراض الكبد على الأصابع    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    اليوم.. فصل التيار الكهربائى عن عدد من مناطق وأحياء مدينة كفر الشيخ    الدوري المصري – موعد مباراة الزمالك المقبلة ضد فاركو والقناة الناقلة    متحدث "أونروا" في غزة: عملية الاحتلال في المدينة ستؤدي إلى "تسونامي إنساني"    مصرع شابين غرقا بنهر النيل فى دار السلام بسوهاج    جمصة تحذر من ارتفاع الأمواج اليوم وتطالب بالالتزام بتعليمات فرق الإنقاذ    الولايات المتحدة تفرض عقوبات على ميسري مبيعات النفط الإيرانية    جمعوا 100 مليون دولار.. غانا تسلم أمريكا "النصابين الثلاثة".. ما القصة    «إزاي قبلت الإهانة».. تفاعل مع فيديو لعريس يركل عروسه ويسقطها في حمام السباحة    حدث بالفن| النصب على فنانة وإحالة نجمة لمجلس تأديب والتقرير الكامل لحالة أنغام الصحية    3 ظواهر جوية تضرب البلاد .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : «توخوا الحذر»    تقارير استخباراتية إسرائيلية : أغلب ضحايا حرب غزة من المدنيين    منتدى المنظمات الأهلية ب"القومى للمرأة" يعقد اجتماعه الدورى    جهات طبية تقدم خدمات علاجية للمحامين بالمجان    محمود فوزي: الحكومة ملتزمة بحماية المواطنين في تطبيق قانون الإيجار القديم    خالد الجندي: الدفاع عن الوطن وحماية مصالحه من تعاليم الإسلام    في مؤتمر صحفي.. قائمة المستقبل تعلن عن مرشحيها وبرنامجها لخوض انتخابات نقابة الأطباء    محافظ القليوبية يستعين بخبرات طبية لمتابعة مصاب حريق الشدية ببنها    هل يستجاب دعاء الأم على أولادها وقت الغضب؟.. أمين الفتوى يجيب    السيسي يصدر قانونًا بتعديل بعض أحكام قانون الرياضة    متصلة: بنت خالتي عايزة تتزوج عرفي وهي متزوجة من شخص آخر.. أمين الفتوى يرد    لا أستطيع أن أسامح من ظلمنى.. فهل هذا حرام؟ شاهد رد أمين الفتوى    رئيس المعاهد الأزهرية يتفقد المشروع الصيفي للقرآن الكريم بأسوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طارق حامد.. عقيدة القتال من أجل الجماهير حتى اللحظة الأخيرة
نشر في في الجول يوم 07 - 01 - 2020

لا ينفك طارق حامد إلا أن يبهرك بركضه المتواصل في الملعب، سواء مع منتخب مصر أو الزمالك، يتبعه تلك الصورة الشهيرة له عقب انتهاء اللقاء مستلقيا على الأرض يحاول التقاط أنفاسه منهكا من فرط القتال المتواصل ل90 دقيقة من أجل هدف واحد.. تحقيق الفوز.
اليوم يمكننا الاحتفاء بوجوده ضمن القائمة القصيرة لجائزة أفضل لاعب داخل القارة، وربما بعد الحفل نحتفي بانتصاره، أو قد لا يحدث، لا يهم، المهم أن نجم منتخب مصر والزمالك أحد أبرز نجوم جيله، ويتواجد اليوم ضمن حدث كبير.. واليوم نعيد نشر، مانفيستو طارق حامد.
"هناك من يلعب 30 مباراة في الموسم ويرحل دون أن يشعر به أحد، وهناك من يشارك 3 أو 4 وربما 5 مباريات ويكون مؤثرا للغاية". طارق حامد.
الصورة الشهيرة المتكررة، لنجم وسط الزمالك ومنتخب مصر طارق حامد، يرقد على أرض الملعب يلتقط أنفاسه بصعوبة بعد أن جاب أرجاء الملعب سعيا للقيام بدوره على أكمل وجه. إيقاف الخصم واستعادة الكرة منه، لا تهم الكيفية المدرب وزملائه والجماهير جميعهم لديهم إيمان كامل بقدرته على فعل ذلك وينتظرونها منه.
الانتقادات حول تدخلاته الخشنة، مستواه الذي إن تراجع يعترف ويتحدث عن أسباب تراجعه ثم يذهب للتدرب بقوة والتركيز من أجل العودة لفعل ما يحب، لعب كرة القدم والسعي للقيام بدوره لكي يفوز.
موسم استثنائي مع فريق سموحة 2013-2014، حل وصيفا في دور المجموعات للأهلي ثم في الدورة المجمعة وصيف مع تساوي النقاط فقط بفارق هدف وحيد حصد المارد الأحمر اللقب، ذلك الموسم طارق كان أساسيا ومن الركائز الهامة لتحقيق سموحة لذلك الإنجاز ولم يخسر الفريق في وجوده سوى 4 مواجهات بجانب مواجهة الزمالك في الدورة المجمعة.
في موسمه الأولى مع الزمالك عمل مع 4 مدربين تقريبا، حسام حسن ومحمد صلاح وجايمي باتشيكو وجوسفالدو فيريرا. ولم يكن يشارك بتلك الكثافة إما لقرارات فنية أو بداعي الإصابة هل استسلم؟
"لا أشعر بقلق من الدقائق القليلة التي أشارك فيها. نركز جميعا على حسم الدوري والأهم عندما أشارك أنال ثقة الجمهور والجهاز الفني"
"الطبيعي أن اللاعب يؤدي المباريات بمستوى جيد وغير ذلك ليس طبيعيا. ولكن أتمنى الحصول على دقائق أكثر لكي أظهر نفسي وأنال فرصة الانضمام لمنتخب مصر".
حينما تولى فيريرا تدريبات الزمالك قام بتغيير الخطة ولعب بإبراهيم صلاح فقط، ما ساهم بخروج طارق من الحسابات.
رد اللاعب على ذلك الأمر في حوار سابق لFilGoal.com قائلا: "أتعامل باحترافية شديدة في هذا الأمر. هذه وجهة نظر فنية أحترمها وأسعى لتغييرها".
"وبالطبع سعيد بوجودي مع الزمالك ولم ولن أندم على اختياري اللعب بالقميص الأبيض لأنني كنت مشجعا قبل أن أكون لاعبا. وإن عاد الزمن لاخترت أيضا اللعب لهذا النادي العريق".
[video:1]
قالها طارق مرارا وتكرارا وأثبتها في الملعب وخارجه وفي كل مرة، أنه مشجع قبل أن يكون لاعب، ومهما حدث سيختار هذا الفريق، هي مسألة مبدأ بالنسبة له.
"أرى أن فيريرا مدرب عالمي بمعنى الكلمة. أستفيد منه كل يوم وتعلمت منه أشياء كثيرة وأشعر أنني تطورت معه حتى وإن كانت دقائق المشاركة قليلة".
"فيريرا درب نجوم عالمية مثل فالكاو وهالك وفي مركزي مانيتش وفيرناندينو لاعب وسط مانشستر سيتي. والرجل لديه خبرات واسعة تفيدني وتفيد زملائي".
"والأهم .. التتويج بالدوري".
لم يخب ظنه، على الرغم من المشاركة في 24 مباراة بالدوري بدأ منها 16 فقط، وهناك مواجهات شارك فيها ل12 أو 15 دقيقة كبديل بل وشاهد من مقاعد البدلاء 7 مباريات، لكنه امتلك هدفا أسمى بالنسبة له ولم يكن الأمر شخصيا أبدا.. التتويج باللقب وقد كان.
فيريرا كان له أثر كبير في تطوير طارق، فبدلا من أن يصبح مجرد قاطع كرات، عمد إلى جعله لاعبا منتجا، في إحدى المرات كان يشير له ألا يعيد الكرة إلى اللاعب الذي منحها له، منذ ذلك الحين وتمريرات طارق حامد لا تذهب في نفس الاتجاه مرتين إلا فيما ندر.
"علمني عندما تأتي الكرة من الظهير الأيمن مستحيل أن أعيدها له مرة أخرى لابد من الدوران ونقل الملعب. إذا فعلت غير ذلك تكون كارثة عند فيريرا وينفعل علينا".
ماذا في حالة الضغط؟ مستحيل أن يسمح فيريرا للاعبه بأن يعيد الكرة للجبهة التي أتت منها، من هنا نشأ تطورا ملحوظا في التمريرات الطولية لدى طارق، بجانب حلول تغيير الاتجاه والتركيز بشكل أكبر طيلة المباراة.
"فيريرا مدرب كبير. في أول اجتماع لي معه قال لن تلعب معي إذا لم تعرف كيف تدافع، ضحكت في وقتها لكن الآن علمت ما معنى أن تدافع. ليس فقط أن أقطع الكرة لكن استخلاصها بلا أخطاء".
"علمني كيف تقطع الكرة وتتمركز بشكل صحيح دون ارتكاب أخطاء".
"قديما كنت ممكن أرتكب 20 خطأ في المباراة، مع الزمالك انخفض المعدل أحيانا مباريات تمر بدون أن أرتكب أي خطأ أو خطأ واحد أو أثنين. منذ لعبت مع فيريرا لم أحصل إلا على إنذار واحد".
تطور طارق حامد أصبح ملحوظا ليقرر هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر استدعاء طارق حامد لتشكيل الفراعنة لأول مرة منذ مارس 2014، شارك طارق شوط وحيد أمام زامبيا ثم تشاد في تصفيات كأس العالم، وفي سبتمبر 2016 ومنذ ذلك الحين؟ لا غنى عن طارق حامد.
في 2016 جاء حل من هيكتور كوبر لفتح خط دفاع الكونغو في تصفيات كأس العالم، بعد انتقادات بطء التحضير وكثرة تناقل الكرة في وسط الملعب بين لاعبي الارتكاز وقلبي الدفاع، أصبح هناك اعتمادا على باسم مرسي لفتح مساحات في قلب دفاع الكونغو، لنجد طارق في تلك المواجهة يمرر 8 كرات صحيحة لمحمد صلاح أهمها واحدة أسفرت عن هدف.
استمر تطور طارق مع الزمالك ليحصد 3 ألقاب كأس مصر، ولقب كأس سوبر محلية ولقب دوري، ومازال في قرارة نفسه يبحث عن المزيد.
"أنا شخص لم أكن أشعر ما معنى البطولة إلا عندما أفوز بها. مع سموحة مع احترامي للفريق لم أشعر بهذا الإحساس من قبل".
"حضرت الزمالك من أجل البطولات وعندما فزنا بالدوري ثم الكأس تطور الإحساس لدي، لا يجدي نفعا أن أشارك في بطولة ولا نفوز بها بعكس سموحة".
"بدون سموحة وفرج عامر لم يكن أحد ليعرف طارق حامد. لكن الفرق بين فريق البطولات وأي ناد آخر في مصر كبير. بسبب الجماهيرية والإعلام والاهتمام واللعب على المنافسة هذا مختلف ويجعلني مسؤولا على القتال من أجل الملايين المرتبط بهم".
اللاعب المسؤول عن الملايين المرتبط بهم، لم يخيب ظنهم أبدا في أي مباراة، وحينما حانت لحظة العودة لكأس الأمم الإفريقية بعد غياب طال 3 دورات، كان في الموعد يقاتل بشراسة من أجل الفراعنة وملايين المصريين.
طارق حامد نجح في تسلم الكرة من زملائه في بطولة كأس الأمم 205 مرة فشل في مرة وحيدة وفاز بالكرة 53 مرة وخسرها 6 مرات، دائما في كل مرة توجه إليه الكاميرا نراه يتحدث مع زملائه يبث فيهم الحماس ويطالبهم بمزيد من التركيز.
تحدث أندريا بيرلو عن قوة زميله السابق في ميلان جينارو جاتوزو قائلا :"بإمكانك أن ترى بخارا أحمر اللون يخرج منه، جاتوزو كان من الممكن أن يضربنا بسكين إن قصرنا في عملنا".
وبالفعل ترى ذلك البخار يتصاعد من طارق صائحا في زملائه، لا تكرروا تلك الغلطة، استفيقوا، وغيرها من النصائح المغلفة بالحماس.
سواء مع سموحة أو الزمالك احتكر طارق لقب أفضل لاعب وسط ميدان في الدوري المصري 3 مواسم متتالية، طارق لعب 540 دقيقة كاملة في كأس الأمم، 6 مباريات لم يغب خلالها عن منتخب مصر في بطولة كأس الأمم، ارتكب 14 خطأ وحصل على 17 أخرين.
"توجيهاتي لزملائي في الملعب بناء على خطة الجهاز الفني، كل خط في الملعب له شكل معين، بداية من الدفاع مرورا بخط الوسط وحتى الهجوم".
"مهمتي في الملعب هي ربط كل الخطوط سويا، بما لا يخالف توجيهات المدير الفني قبل المباراة".
تتفاوت نسبة تمريراته بين المباريات فيما بعد كأس الأمم، وانتقادات بابتعاده عن مستواه، رده كان "الانتقاد جزء من اللعبة وأحترم كل الآراء. والأمور متغيرة في كرة القدم قد يرتفع أو يهبط مستواك".
اكتسب طارق المزيد من الخبرة وأصبح يتعامل مع الفريق بمنظور مختلف، لم يعد قاطع الكرات الذي كان عليه في الماضي مع طلائع الجيش، لم يعد ذلك اللاعب الذي يهتم بالركض وقطع الكرة مع سموحة، أصبح أفضل على كل الأصعدة.
"في البداية كنت أهتم فقط بقطع الكرة، أما الآن أدركت قيمة بناء الهجمة، وهذا التطور ساهم فيه كل المدربين الذين عملت معهم بالفترة الأخيرة في الزمالك وسموحة".
"بشكل عام هناك مباريات أمرر كثيرا للأمام. وأخرى لا أمرر نفس الكم للأمام، الفارق الذي اكتشفته مؤخرا وتعلمته، هو أن لاعب الوسط لابد أن يعطي راحة للفريق كله".
"بمعنى أنك عندما تملك الكرة وأمامك لاعب الوسط متاح له التمرير والظهير متاح أيضا فالأسرع لصعود الفريق من الخلف للأمام هو التمرير للظهير".
"إذا نقلت الكرة للأمام لمحمد صلاح بتمريرة طويلة، انظر كم ياردة سيتحرك الفريق للأمام، كثير، أليس كذلك؟ وإذا انقطعت لابد أن يعودوا نفس المسافة. هذا يجهد الفريق".
بجانب ذلك أصبح طارق مدركا أهمية تمريراته، فلم يعد يمرر بشكل خاطئ وما تعريف الشكل الخاطئ بالنسبة له؟ التمريرات السلبية.
"قد أخرج بمباراة ونسبة تمريراتي 90% لكني اخترت أن أمرر للاعب المتمركز في مكان خطأ. هذا ما كنت أجهله".
"كنت آخذ الخطورة بالتمرير للأمام، لكن هذا ليس الصحيح دائما. إن كنا جميعا نمرر للأمام فالهجوم سيكون كثيرا والإرهاق أيضا".
"أحد الأمور التي تعلمتها مؤخرا، هناك موقع عالمي يقدم إحصائيات خاصة لكل لاعب ويتابع كل لاعب على حدة ويمنحه تقييمات".
"وجدت أن هناك عيب في تمريراتي سابقا، وهي رغم أنها تصل إلى لاعب بشكل سليم، لكن هذا اللاعب كان اختيار خطأ لأنها تقطع بعد الكرة الثانية. مثلا عندما أمرر 50 كرة في المباراة منهم 45 صحيحة لكن هناك 20 كرة انقطعت بعد ذلك من اللاعب الآخر وليس مني".
العمل الشاق حتى في وقت الأزمات والتركيز المستمر، هدفه ثابت دائما اللعب من أجل فوز الفريق والقتال على كل كرة والأهم أن تكون ذكيا وليس فقط مجرد قاطع كرات أو ناقل لها، يمكنك أن تمتلك نسبة 99% تمريرات صحيحة لكن هل تكفي الأرقام؟ ماذا لو كان اللاعب الذي تسلم هذه الكرات فقدها جميعا وخرج فريقك خاسرا؟
لاعبون كثر مروا على الزمالك في فترة وجوده كلاعب وسط، إبراهيم صلاح وإبراهيم عبد الخالق وأحمد داوودا وأحمد كابوريا ومحمد أشرف، عوضا عن خسارته مركزه أو تعطل تطوره، كان يقاتل أكثر ويشعر نفسه أنه في منافسة لحجز مركزه.
"إذا شعرت بأن موقعك محجوزا كأساسي في الفريق، يستحيل أن تؤدي بشكل جيد في الملعب".
"اللاعبون الذين رحلوا كانوا إضافة لكن لم يحالفهم التوفيق، والأسماء الجديدة القادمة لاعبين وأفضل من هم موجودين في الدوري ولا أحد ينضم للزمالك وهو ليس "سوبر".".
"أتمنى أن يكونوا إضافة ويساعدونا على حصد الألقاب، كل القادمين ممتازين ولاعبين كبار. والمنافسة على المشاركة صعبة جدا".
ربما عطل تعاقب المدربين الكثر على الزمالك تتويج النادي بالألقاب وتطور الفريق أكثر، خاصة لأن حالة الاستقرار الفني تلك لن تسمح بتطوير فلسفة أو منهج للعب أو إطار يسمح للاعبين جميعا بالتطور من خلاله فهي منظومة كاملة في النهاية.
اتجه طارق للمشاركة مع منتخب مصر في كأس العالم 2018، بعد 4 أعوام من التطور والتركيز والأفكار الجديدة.
المباراة الأولى ضد خصم لا يمكن إنكار قوته، مع خط وسط وهجوم ناري للغاية، نتحدث عن ثنائي هجومي مكون من لويس سواريز وإدينسون كافاني.
قدم طارق واحدا من أفضل أشواطه على الإطلاق حتى أن الجماهير الأجنبية تساءلت عن اللاعب صاحب الرقم 8، والبعض أصيب بالإحباط لأنه اعتقد أنه في ال20 أو حتى ال23 من عمره وبإمكانه الاحتراف في أوروبا، بجانب الكثير والكثير من الإشادة.
Player of this 1st half has got to be Egypt's Hamad, wearing number 8. Battler in midfield.
Hope I get to see Torreira today#EGYURU
— M A Y E (@_Osasu__) June 15, 2018
Tarek Hamed balling and bullying Uruguay's midfield.
— JMoney Stan (@SilhouetteYrom3) June 15, 2018
The Major General Tarek Hamed has recovered from his knock sustained vs Uruguay..He was absolutely formidable till he left the field last Friday.#RUSEGY
— Lotfi Wada (@LotfiWada) June 19, 2018
للأسف تعرض طارق للإصابة، بعد أن استلم الكرة بشكل سليم 22 مرة، ومرر 28 تمريرة سليمة، و3 تمريرات خاطئة، 46% منهم للطرفين، حصل على الكرة لمنتخب مصر 10 مرات، منهم 4 بشكل مباشر من أقدام السيليستي، وقطع تمريرتين لمنتخب أوروجواي في طريقهما للمرمى، كما شارك في مباراتي روسيا والسعودية.
أزمة كبيرة إبان العودة من روسيا، لكن طارق كان يعرف طريق حلها، حبه للزمالك لم يدفعه للرحيل عن صفوف الفريق مهما حدث وقد كان واستمر مع النادي مقاتلا عن ألوانه.
"الكلام ليس صعبا، لدينا 90 مليون يتكلمون بشكل جيد في كرة القدم، لا أحب التقصير أو اختلاق المبررات ولا ألوم إلا نفسي اذا كنت سيئا في عملي".
"شعار النادي لن يجعلك تفوز بالمباريات بل الجهد والعطاء في الملعب".
موسم طويل للغاية شهدته الكرة المصرية، سباق الدوري مازال مشتعلا، ثم بداية متعثرة للغاية في الكونفدرالية.
احتل الزمالك قاع مجموعته بعد جولتين بعدما حصد نقطة وحيدة.
القصة بدت حزينة في البداية وربما تشهد بعض المعاناة، لكن من تلك الصعوبات تُكتب النهايات السعيدة دائما، هكذا هي القصة في كرة القدم، خاصة وأنها كثيرا ما تكافئ المجتهد.
المقاتل الذي لطالما حارب من أجل الفوز ومنح كل ما لديه صال وجال 14 مباراة و1260 دقيقة ودقة تمريرات بلغت 84% وتسلم الكرة من زملائه 745 مرة وفشل مرة وحيدة وخسر الكرة 11 مرة فقط، كان أحد الجنود المجهولة التي قاتلت للحصول على لقب الكونفدرالية للفارس الأبيض.
ربما كانت هدية من فيريرا للزمالك بتطوير طارق حامد، أو باتشيكو، ثم هيكتور كوبر وجميع المدربين الذين عملوا معه، لكن الأمر لم يكن ليصبح "هدية" فعلا للزمالك لولا أن اللاعب المتلقي للتعليمات يستقبلها بشكل رائع ويحولها إلى واقع ملموس بمستوى فعال ذكي في الملعب.
"طبيعتي أن أركز في المران وأؤديه بقوة وأظهر بشكل جيد. لأن هذا هو الطبيعي وليس شيء آخر".
"عملي يجبرني أن أظهر بقوة ولا أنتظر إشادة لأن هذا الطبيعي. ويوجه لي اللوم إذا ظهرت بمستوى سيء".
عام 2019 أبى أن ينتهي إلا وهو يعترف بما حققه ذلك المقاتل، وكأنها إشارة ربما أو تكريم مستحق تماما على قتاله المستمر ل5 أعوام بنفس الكفاءة وربما أفضل عرفانا بإضافته الكبيرة في وسط الملعب، واستمرارية طارق تأتي من إيمانه المطلق بأنه طالما يدافع عن قميص فريقه بدافع الحب وتحقيق الفوز مهما حدث، كل ذلك وأكثر، استحق تواجده ضمن القائمة القصيرة للمرشحين لأفضل لاعب داخل القارة، وهو في مركز متأخر من الملعب نادرا ما يسجل لكن إن غاب تعي جيدا حجم المشكلة، لا غنى عنه في وسط الملعب.
المصادر:
حوار في الجول - طارق حامد يتحدث عن سر تطور مستواه.. تعمد الإيذاء ومهارة يحسنها
حوار في الجول – طارق حامد عن "لماذا لا تمرر للأمام" ومشروع الزمالك المُبشر
حوار في الجول - طارق حامد يتحدث عن روح الزمالك وأسرار فيريرا.. وعدم الخوف من الأهلي
حوار في الجول - طارق حامد: باتشيكو قال "أرى نفسي فيك".. وأتعلم من العالمي فيريرا
طارق حامد: لن نذهب لروسيا لإضاعة الوقت.. ولدينا 90 مليون خبير كروي
طالع أيضا
مصير صلاح النهائي في حضور حفل الأفضل في إفريقيا
كواليس إصابة صلاح قبل كأس العالم
شكوى من رئيس لجنة الحكام ضد مرتضى منصور
عقوبات صارمة من لجنة الانضباط والأخلاق
من أفضل لاعب في إفريقيا لعام 2019؟ فينجر يُجيب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.