سادت في الآونة الأخيرة "موضة" انتشار العلاقات العائلية بين العديد من لاعبي كرة القدم ، سواء على المستوى العالمي أو على المستوى المحلي ، لدرجة أنها أصبحت ظاهرة تلفت نظر المشجع العادي ، وتثير الكثير من تساؤلاته. وأثارت هذه القضية الكثير من الجدل بين الناس ، فهناك من يؤيد بشدة إمكانية توارث أي مهنة بصفة عامة ، والرياضة أو كرة القدم بصفة خاصة ، وذلك لأنه لن يظهر أو يلمع أي نجم إلا بكامل مجهوده وموهبته ، وأنه في كثير من الأحيان يأخذ الشخص من أحد أقاربه "جين" الموهبة والنبوغ ، أو حتى يتفوق عليه في أمثلة كثيرة سيتم ذكرها لاحقاً. وعلى الجانب الآخر ، يقف رأي يؤكد أنه لا يجب أن تكون هناك "دَفعة" من أي نجم شهير لأقاربه ، ولكن يجب أن يعامل اللاعب المبتدئ مثل أي شخص ، فإن ظهرت كفاءته وتفوقه ، فلا عيب أن يسلك نفس مسلك مثله الأعلى ، ويبرر هذا الرأي بأمثلة للكثير مما يحدث حولنا من "الوساطة" و"المحسوبية" في مجالات عديدة من الحياة. وما بين هذا الرأي وذاك ، لن نستطيع أن نعطي حكم قاطع لتفضيل رأي على الآخر ، لكن سنقوم بعرض بعض الأمثلة ليكون في نهاية الأمر لكل شخص رأيه الذي يجب على الجميع احترامه بدون أي تشكيك في مصداقيته أو نزاهته. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد نشر على موقعه الرسمي بعض المعلومات والقصص الطريفة عن "العلاقات الكروية في اللعبة الشعبية" ، وسرد بعض الأمثلة للاعبين العالميين أو المصريين ، وهو ما سنقوم بذكره من خلال هذه الكلمات ، بالإضافة لاتخاذ بعض الصحف والمجلات الرياضية كمصدر آخر. وبعد استعراض بعض الأمثلة العالمية في الجزء الأول من التحقيق ، نتجه للكرة المحلية التي تمتلئ بعدد أكبر من تلك القصص والحكايات ، والتي تؤكد في بعض الحالات أن هناك من ينتمي لمجال "الساحرة المستديرة" لأسباب لا تتعلق بكفاءته أو مهارته ، بل تعود للسير خلف الشعار الدارج الشهير "شيلني وأشيلك" ، ثم نترك لك الحكم أيها القارئ لتحكم من الذي يستحق التواجد في هذا المجال! 1- سليم (عائلة المايسترو صالح)
حسام حسن تعتبر عائلة سليم من أشهر العائلات الكروية في مصر ، نظراً لما أضافته للساحة الرياضية ، سواء في جانب الانضباط والالتزام ، أو في جانب المهارة والبطولات ، فالأخ الأكبر صالح تدرج في المناصب المختلفة داخل النادي الأهلي حتى اصبح أحد أفضل الرؤساء في تاريخ النادي العريق ، ويستحيل أن ينسي له التاريخ إنجازاته مهما فات من الزمن والوقت ، ثم يأتي الأخ الأوسط عبد الوهاب الذي لم ينل شهرة واسعة مثل أخيه ، ويأتي الأخ الصغير في الترتيب - الكبير جداً في المركز والمقام - طارق الذي يضرب دائما الأمثلة في العطاء للقلعة الحمراء بدون انتظار المقابل ، وحالياً يتقلد منصب عضو لجنة الكرة الثلاثية مع كل من رئيس النادي الحالي ونائبه. 2- إمام ( ثلاثة أجيال من الفن والإبداع المتواصل) أضافت عائلة إمام الكثير من الإنجازات للكرة المصرية بصفة عامة ولنادي الزمالك بصفة خاصة ، إذ تميزت بتسليم "الراية" من جيل إلى جيل ، فالجيل الأول للحارس العملاق يحيي إمام الذي دافع عن عرين المنتخب المصري في دورة الألعاب الأوليمبية في لندن عام 1948 ، ثم حمل لواء العائلة الإبن محمد "حمادة" الذي كان أحد أفضل الهدافين في تاريخ القلعة البيضاء واشتهر ب"الثعلب" لدهائه ومكره الشديد أثناء اللعب ، وقاد الزمالك للفوز ببطولتين للدوري وثلاث بطولات للكأس ، كما تولى منصب نائب رئيس النادي الأبيض في التسعينيات. وجاء الحفيد حازم ، الذي استحوذ على قلوب وعشاق "مدرسة الفن والهندسة" في العقد الأخير لموهبته الفذة وقدراته الفنية "الغير عادية" في المراوغة ، حتى أنه حصل على جائزة "أمهر لاعبي العالم" في مسابقة ودية شارك فيها الكثير من نجوم الكرة العالميين ، وبعد زواج النجم الكبير مؤخرا ، ينتظر الكثيرون قدوم الجيل الرابع ليستكمل مسيرة البطولات والإنجازات الطويلة للعائلة. 3- أبوجريشة (عائلة الإسماعيلية الأولى) تعتبر عائلة أبوجريشة من العائلات الكبيرة التي قدمت للكرة المصرية أكثر من لاعب ، لكن بالطبع يُعد علي هو الأفضل والأشهر ، ولم لا وهو "فاكهة الكرة المصرية" ، وصاحب معظم إنجازات النادي باختلاف منصبه ، سواء كلاعب هداف أو مديراً للكرة أو مديراً فنياً ، أو حتى مشرفاً على قطاع ناشئين مميز مد النادي بأفضل العناصر الشابة في مصر. ثم نأتي للاعب آخر من العائلة وهو صلاح ، لكنه لم ينل الشهرة الواسعة التي نالها علي ، لكنه عوض ذلك بعض الشيء بوجود إبنه محمد الذي اصبح قائدا للفريق في التسعينيات حتى انتقل للعب في بالكويت ، وعاد مع بد