هي لعبة في النهاية، أن تسكن الكرة الشباك هو الهدف منها. ولكن العبرة في أي شباك ستكون الكرة.. هكذا قد تغير هذه اللعبة حياتك للأبد. اليوم، تحل الذكرى ال14 لفوز الأهلي الكبير على الزمالك 6-1. مباراة غيرت حياة كثيرين من نجومها للأبد، والأفضل كان من نصيب المحظوظين منهم. هؤلاء كتبت قمة ال6-1 تغيير حياتهم .. بيبو بالتأكيد كان خالد بيبو مهاجم الأهلي أكثر المستفيدين من مباراة ال6-1. هو نجمها الأول والبطل الذي اسمه لايزال يتردد مع ذكرى المباراة. الطريف أن بيبو كشف عن أنه كان يتوسل لزملائه حتى يمرروا له ليسجل ولو هدف وحيد، عندما كان دفاع الزمالك مكشوفا لهجوم الأهلي مع التقدم 2-0. وقال بيبو: "بعد تسجيل رضا شحاتة وإبراهيم سعيد، تحايلت على زملائي ليمرروا لي حتى أسجل هدفا". سجل بيبو الهدف الذي أراده، وأضاف ثلاثة أهداف أخرى في الشوط الثاني ليتوج ملكا لمباراة القمة الأشهر في التاريخ. بيبو الذي انضم للأهلي عام 2000 كتب تاريخه المحلي مع الأهلي في هذه المباراة، بعدما كان بطل التتويج بدوري الأبطال 2001 بهاتريك في صان داونز. سيكا كما كتبت المباراة تاريخا لبيبو، أنهت مشوار رضا سيكا مع الزمالك قبل حتى أن يبدأ. كان سيكا عائدا للتو من إصابة طويلة، ولكن أوتوفيتسر قرر إشراكه في المباراة أساسيا في قرار أدهش لاعبي الزمالك أنفسهم. سيكا نجم الإسماعيلي الذي دخل الأهلي والزمالك في صراع على ضمه انتهى بحسم الصفقة من جانب الفريق الأبيض، تحمل المسؤولية الأكبر في خسارة ال6-1. والسبب أن مشاركة سيكا الذي قد تكون جاءت بسبب ضغوط من مجلس إدارة الزمالك، أربكت زملائه في الدفاع ولاعبي الوسط. ولعب تامر عبد الحميد كليبرو في وسط الملعب دون أن يتدرب قبل المباراة على طريقة اللعب. لم يستمر سيكا مع الزمالك بنهاية الموسم، ورحل إلى أهلي جدة السعودي ثم إلى رأس الخيمة الإماراتي حيث انتهى مشواره مع الفريق الأبيض قبل أن يبدأ بسبب ال6-1. مدحت شلبي بفضل جملة ظلت عالقة مع الجمهور حتى الآن، تحول شلبوكا من معلق عادي في التليفزيون المصري إلى واحد من أشهر الإعلاميين الرياضيين في مصر. مالا ينتبه له البعض أن مباراة ال6-1، هي أول لقاء قمة يعلق عليه مدحت شلبي بعد فترة طويلة من سيطرة ميمي الشربيني ومحمود بكر وحمادة إمام، ولكنه أصبح من بعد جملة "بيبو وبشير.. بيبو وبشير.. بيبو وبشير.. بيبو وبشير بيبو والجون.. بيبو وبشير، بيبو الجون" أكثر من علق على مباريات الأهلي والزمالك حتى الآن. كشف شلبي في فيلم في الجول عن مباراة ال6-1 "كنت في ماسبيرو بالصدفة الساعة 1 الظهر، وقتها وجدت رئيسة ماسبيرو أمامي تقول لي ماذا تفعل هنا.. وفهمت بعدها أنني المختار للتعليق على المباراة.. كان شعورا متناقضا بين القلق من عدم اللحاق باللقاء وبين سعادتي الغامرة باختيار". وأوضح "كان وقتها محمود بكر وميمي الشربيني وحمادة إمام هم من يعلقون على مباريات القمة.. تم اختياري للثقة في قدراتي، وكنت سعيدا للغاية". أوتوفيستر يقول محمد أبو العلا وتامر عبد الحميد نجما الزمالك إن المدرب أوتوفيستر وصل لدرجة كبيرة من الغرور قبل مباراة ال6-1 لأنه لم يخسر من الأهلي من قبل. أوتوفيستر كان يقود الزمالك منذ عام 1999 وأنهى سلسلة لتتويج الأهلي بالدوري استمرت 7 مواسم، ليفوز بالدرع موسم 2000-2001. وبشكل عام توج مع الفريق الأبيض بخمس بطولات، بات ملكا. ولكن حياة أوتوفيستر تغيرت تماما بعد مباراة ال6-1. على الأقل لم يعد مغرورا كما كان. جمهور الأهلي غنى عقب المباراة "شكرا أوتوفيستر. الأهلي بقا مانشستر".. وذلك لأن يونايتد كان قد فاز قبل مباراة القمة على ساوثامبتون 6-1. ورحل المدرب الألماني بنهاية الموسم عن الزمالك، ومن وقتها قاد أندية كثيرة لم يعمر معها لفترات طويلة مثل الصفاقسي التونسي والنجمة اللبناني والمصري البورسعيدي ومنتخبي الكاميرون وتوجو. ومؤخرا أقيل من تدريب اتحاد العاصمة الجزائري. ولايزال أوتوفيستر يحتفظ برقمه كأكثر مدرب أجنبي قاد الزمالك في مباريات القمة حتى الآن، حيث لعب الفريق تحت قيادته 6 لقاءات أمام الأهلي، وهو أيضا صاحب العدد الأكبر من الانتصارات 3. محسن صالح هو الوحيد من خارج الأهلي والزمالك من الذين غيرت المباراة حياتهم، فهو مدرب الإسماعيلي الذي توج بالدوري في موسم ال6-1. خسارة الزمالك من الأهلي استمرت آثارها لما بعد القمة، وضاع على الفريق الأبيض 8 نقاط أخرى في سباق الدوري بعد نقاط مباراة القمة. ليتخلص محسن صالح من منافسة حامل اللقب على درع الدوري. أما الأهلي فتعادل مع الإسماعيلي 4-4 بعد القمة مباشرة، ثم أهدر نقطتين في تعادل آخر مع المحلة 1-1 ليذهب الدوري إلى الدراويش. التتويج الثالث والأخير في تاريخ الدراويش بالدوري ارتقى بمحسن صالح لتدريب منتخب مصر، ولكنه فشل مع الفراعنة ليخرج من مجموعات كأس الأمم الإفريقية 2004. وطوال مسيرته التدريبية الكبيرة، يظل الدوري هو البطولة الوحيدة التي توج بها محسن صالح.