تأهل مانشستر يونايتد لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الذي لم يفز به منذ عام 2004 بعد انتصاره في مباراة درامية بنتيجة 2-1 على إيفرتون في الدور نصف النهائي والتي حسمها الفرنسي الشاب أنطوني مارسيال بهدف في الدقيقة الأخيرة على عادة يونايتد. واليوم تأهل كريستال بالاس لنهائي البطولة بعدما فاز بالنتيجة ذاتها على واتفورد ليضرب موعدا لمقابلة الشياطين الحمر في سيناريو مشابه لنهائي خاضاه سابقا وبشكل ما ساهم في ظهور كرة القدم الإنجليزية بالشكل الذي نراه الآن. نعود بالزمن لموسم 89-90، ليفربول بطلا للدوري الإنجليزي للمرة ال18 وجاري لينكر يوقع مع توتنام ليصبح هدافا للدوري برصيد 24 هدفا ويقود الفريق للمركز الثالث. الأمور مختلفة قليلا في مانشستر، أليكس فيرجسون –لم يكن لقبه السير حينها- كان يخوض موسمه الرابع مع يونايتد بعد قدومه من أبردين الذي توج معه بكأس أبطال الكؤوس الأوروبية وكأس السوبر الأوروبي. السنة الخامسة على وشك الانتهاء بدون تحقيق بطولة، ونتائج الفريق سيئة ويحتل الترتيب الثالث عشر في جدول الدوري. الجماهير تلوم الإدارة على التعاقد معه وتطالب بتغيير فوري في منصب المدير الفني وترفع لافتات "3 أعوام من الأعذار وما زلت سيئا، ارحل يا فيرجي". بالرغم من المستوى السئ في الدوري بالفريق كان يتقدم بثبات خطوة تلو الأخرى في كأس الاتحاد الإنجليزي، انتصار في الدور الثالث على نوتنجام فورست بهدف دون رد تلاه انتصار بنفس النتيجة في الدور الرابع على هيرفورد يونايتد، وفوز صعب على نيوكاسل خارج الديار بنتيجة 3-2 في دور ال16، ثم فوز بنتيجته المفضلة 1-0 على شيفيلد يونايتد في دور ال8. وفي الدور نصف النهائي تعادل الفريق مع أولدهام أتليتيك بنتيجة 3-3 ثم فاز في مباراة الإعادة 2-1 بهدفي مارك روبينز وبريان مكلير في مباراتان اتجهتا للأشواط الإضافية، في الوقت نفسه فاز كريستال بالاس على ليفربول بنتيجة 4-3 بهدف آلان باردو مدربه الحالي في الدقيقة 109 من الوقت الإضافي بعد التعادل في الوقت الأصلي. وتواجه الفريقان في النهائي وتعادلا في الوقت الأصلي والإضافي بنتيجة 3-3 بفضل هدف مارك هيوز الحاسم لتذهب المباراة للإعادة إذ وقتها لم يكن قد تم تطبيق نظام ركلات الترجيح في بطولة الكأس. وفي مباراة الإعادة فاز يونايتد بنتيجته المعتادة 1-0 بفضل هدف سجله لي مارتن في الدقيقة 59 لينقذ موسم يونايتد وأليكس فيرجسون من الإقالة. في الموسم التالي فاز فيرجسون بكأس أبطال الكؤوس الأوروبية ثم فاز بكأس الرابطة في الموسم الذي يليه ثم هيمن على الدوري الإنجليزي محطما كل الأرقام القياسية ومتخطيا رقم ليفربول التاريخي المقدر ب18 لقب في مسيرة استمرت 26 عاما ولولا الانتصار على كريستال بالاس ما كان ليصبح أليكس فيرجسون أسطوريا وما كان مانشستر قد حقق الثلاثية التاريخية ولا أصبحت له شعبيته الواسعة التي يتمتع بها الآن والتي يعود الفضل فيها للسير أليكس. نعود مجددا للعام 2016، مانشستر يونايتد يمر بموسم سيء خرج فيه أوروبيا مرتين من دوري الأبطال والدوري الأوروبي، نتائج الفريق المتقلبة في الدوري جعلته يحتل المركز الخامس وعلى وشك ألا يتأهل للنسخة القادمة من دوري أبطال أوروبا مما سيكلف خزائن الفريق مبالغا كبيرة، الجماهير تطالب برحيل المدرب الهولندي لويس فان جال بفلسفته الغريبة التي يطبقها منذ سنتين دون نجاح يذكر. يتقدم الفريق بثبات في كأس الاتحاد الإنجليزي، الدور الثالث انتصار بهدف دون رد على شيفيلد يونايتد، ثم فوز 3-1 على دربي كاونتي في الدور الرابع، ثم الفوز على وستهام بثلاثية دون رد في دور ال16. ليواجه الفريق وست هام في دور ال8 ويخرج بتعادل بشق الأنفس لتعاد المباراة ويفوز الفريق بنتيجة 2-1، وفي نصف النهائي في ويمبلي يفوز يونايتد بنفس النتيجة 2-1. والآن يواجه مانشستر يونايتد كريستال بالاس في نهائي الكأس يوم 21 مايو المقبل في فرصة لإحياء ذكريات نهائي تاريخي قبل 26 عاما، ربما تجدد بعده الإدارة الثقة في لويس فان جال الذي قد ينجح وقد لا ينجح في إحياء أسطورة السير أليكس فيرجسون.