(إفي): ودع عشاق كرة القدم في إيطاليا والعالم اليوم أحد العظماء القلائل المتبقيين من زمن الكالتشو الجميل، "الكابيتانو" المحبوب الذي اكتسب حب واحترام خصومه قبل زملائه ومشجعيه، القائد الوحيد في بلاد البيتزا الذي حمل خمسة كؤوس في موسم واحد، اللاعب الذي رفضه إنتر ميلانو ثم تحول فيما بعد الى أسطورته الخالدة، فخامة الاسم تكفي..خافيير زانيتي. تجمع الآلاف من جمهور النيراتزوري اليوم في مدرجات ملعب جيوزيبي مياتزا غير منشغلين بحظوظ فريقهم في التأهل لدوري أوروبا حين يستضيف لاتسيو، بل كان همّهم الأول هو رد الدين لأيقونتهم الأرجنتيني، وإظهار قدر ضئيل من عشقهم له، وتزيين الملعب بعبارة "شكرا زانيتي". ضرب زانيتي أروع الأمثلة في الوفاء والالتزام داخل جحر "الأفاعي"، حتى وفائه لقصة شعره، منذ ارتدائه القميص الأزرق والأسود للمرة الأولى عام 1995 ، حتى اليوم الاخير في موسمه ال19 مع الفريق، وفي عامه ال40 من العمر. جاء زانيتي الى الإنتر رغما عن النادي الإيطالي، فقد كان مسئولوه يريدون بشدة التعاقد مع زميله السابق في فريق بانفيلد سباستيان رامبرت، وبعد الاختلاف على المقابل المادي عرض النادي الأرجنتيني زانيتي لتكملة الصفقة، ليشد الرحال الى إيطاليا بسعر زهيد. في المؤتمر الصحفي لتقديم الصفقتين كانت عدسات المصورين تركز على رامبرت، وتجاهل الجميع زانيتي المغمور آنذاك، لكن اسم رامبرت سرعان مع اختفى وتناساه الجميع بعد رحيله عقب موسم واحد، بينما بقي خافيير وحفر اسمه في قلوب كل إنتريستا. عطاء صاحب القميص رقم 4 دام بلا توقف على مدار 857 مباراة آخرها اليوم أمام لاتسيو، حتى اقتنع جمهور الإنتر باستحالة انقطاع الصلة بينه وبين الفريق، وأن وجوده في المستطيل الأخضر أبديا مهما تقدم في العمر. وشاء القدر أن يختتم زانيتي مشواره امام لاتسيو، نفس الفريق الذي هزمه الإنتر 3-0 في نهائي بطولة أوروبا لأبطال الكؤوس 1998 ، ليحصد خافيير لقبه الأول، كما سجل هدفا رائعا في تلك المباراة التاريخية. 16 لقبا جمعها الكابيتانو في جعبته، منها الخماسية التاريخية عام 2010 حين كانت ابتسامته ناصعة لحظة رفع كؤوس دوري أبطال أوروبا والدوري والكأس والسوبر محليا ومونديال الأندية، حيث كان رمزا براقا في الحقبة المجيدة للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. وإجمالا توج زانيتي بالكالتشو خمس مرات، والكأس المحلي أربع مرات، وكذلك في السوبر، والأبرز في مسيرته لقب التشامبيونز والويفا كاب وكأس العالم للأندية، وهز الشباك 21 مرة، بخلاف إنجازاته مع منتخب الأرجنتين. ويعد زانيتي عميد اللاعبين الأجانب في تاريخ الكالتشو، وثاني أكثر لاعب مشاركة بعد أسطورة ميلان باولو مالديني، الذي ودع الكرة من نفس الملعب ايضا لكن تحت مسمى سان سيرو. ضرب زانيتي بقوانين الطبيعة عرض الحائط وأطال بنفسه فترة تواجده بالملاعب بفضل الحفاظ على لياقته وتمتعه بالتحدي والعزيمة للتغلب على الإصابات الطويلة وإخفاقات المواسم، وهو أمر تعلمه منذ الصغر، فقد تجاوز حياة الفقر واللعب في شوارع بوينوس أيرس والرفض من نادي إندبنديينتي ليصبح صاحب أحد أكبر أرصدة الحب والاحترام بين نجوم المستديرة الساحرة القدامى والمعاصرين. ورغم طبيعة مركزه كمدافع أو ظهير أيمن مطالب بالتدخلات العنيفة لإيقاف خصومه، الا أنه نادرا ما كان يحصل على بطاقة ملونة بالأصفر أو الأحمر، ولقبه الجمهور ب"الجرّار" لقوة تحمله. لن يعود زانيتي لإرتداء قميص النيراتزوري كلاعب، لكنه سيخفيه بالتأكيد أسفل قميص وسترة أنيقة كإداري، وربما مستقبلا كمدرب، فلن يتخلى أبدا عن وطنه الثاني وعشاقه في الكورفا نورد. شاهد زانيتي يودع إنتر بالدموع من هنا Post by Goals & Highlights.