ملبورن (استراليا)، (إفي): حصد السويسري ستانيسلاس فافرينكا أول ألقابه في بطولات الجراند السلام بفوزه في نهائي استراليا المفتوحة على الإسباني رافائيل نادال المصنف الأول عالميا بين لاعبي التنس المحترفين. وسنحت الفرصة لفافرينكا، المصنف الثامن عالميا قبل اللقاء والذي سيصعد للترتيب الثالث بعد تتويجه، لتحقيق أول لقب كبير مستغلا معاناة منافسه نادال من آلام في الظهر طوال اللقاء، حيث خضع أثناءه للتدليك خلال فترات التوقف. وفاز فافرينكا بالمباراة بثلاث مجموعات لواحدة 6-3 و6-2 و3-6 و6-3 في ساعتين وثلث الساعة، ليحرم نادال من التتويج بلقبه ال14 في بطولات الجراند سلام والاقتراب أكثر فأكثر من صاحب الرقم القياسي، السويسري الآخر روجيه فيدرير (17 لقبا). واستحق فافرينكا اللقب بعد إطاحته بحامل اللقب والمصنف الثاني عالميا، الصربي نوفاك ديوكوفيتش، من الدور ربع النهائي، ثم التشيكي توماس برديتش المصنف السابع عالميا في نصف النهائي. كما أنهى فافرينكا على سيطرة اللاعبين الأربعة الكبار على بطولات الجراند سلام، نادال وفيدرير وديوكوفيتش وموراي، وهي السيطرة التي استمرت ل16 بطولة كبرى على التوالي، وكانت آخر بطولة كبرى يفوز بها لاعب خارج المصنفين الأربعة الأوائل هي أمريكا المفتوحة في 2009 المتوج بها الأرجنتيني خوان مارتين ديل بوترو. من جانبه فشل نادال في معادلة رقم الأمريكي بيت سامبراس الفائز ب14 لقب جراند سلام، وبالتحديد كان سامبراس، الفائز بلقب استراليا المفتوحة مرتين، هو من قام بتسليم الجائزة اليوم لفافرينكا. كما فشل اللاعب الإسباني في أن يصبح ثالث لاعب في تاريخ التنس يفوز بالبطولات الأربع الكبرى مرتين، ليواصل التوفيق الابتعاد عنه في ملاعب ملبورن. وكان المصنف الاول عالميا قد صرح قبل أيام وكأنه يتوقع ما سيواجهه "هذه أكثر بطولة كبرى واجهت فيها مشاكل طوال مشواري". وشرح "في 2006 لم أشارك لإصابة في القدم تعرضت لها في نهائي 2005 بمدريد. وبعد ذلك في 2010 اضررت للانسحاب لمشكلة في الركبة خلال مباراتي أمام آندي موراي حسبما أتذكر. وفي 2011 لم أرد الانسحاب لكني عانيت من إصابة عضلية في الفخذ". وأضاف "وفي العام الماضي لم أشارك للإصابة" كما لازمته إصابته في منتصف راحة يده طوال المباريات الست للنسخة الحالية، قبل أن تجهز عليه إصابة في الظهر لتحطم فرص تتويجه بلقب استراليا للمرة الثانية في مشواره. وبدا تأثر نادال بآلام الظهر خلال المجموعة الأولى التي كسر فيها فافرينكا إرساله ليتقدم 3-1 ولينهي المجموعة لصالحه في 37 دقيقة، ليواصل السويسري تألقه ويحرز 11 نقطة متتالية، وكان نادال لا يتحرك تقريبا. لكن عاد نادال ليستعيد الأمل بعد فوزه بالمجموعة الثالثة ليقلص الفارق وذلك بعد علاجه من قبل الطبيب هوجو جرافيل ثم ذهابه لدورة المياه، وفي هذا التوقيت تحدث فافرينكا مع حكم الكرسي البرتغالي كارلوس راموس، للسؤال عن سبب خروج اللاعب الإسباني، وقال بغضب موجها حديثه للحكم "عليك أن تخبرني". وظهر شبح الانسحاب في أجواء الملعب، وكاد نادال أن يكرر ما فعله السويدي ستيفان ادبيرج، آخر من انسحب في نهائي بطولة كبرى، وذلك عام 1990 خلال مباراته أمام التشيكي ايفان ليندل باستراليا المفتوحة أيضا، ليحرز الأخير اللقب، لكن نادال تحامل على نفسه. وعاشت الجماهير دقائق من الشك حول قدرة اللاعب الإسباني على إكمال المباراة، حتى ظهر نادال من جديد بدون قميصه، ليلاقي صيحات استهجان من قبل الحضور، وفي فترة التوقف اللاحقة عاد ليطلب تدليك ظهره مرة وأخرى ثانية، وكانت تظهر عليه بوضوح علامات الألم، ولم يكن قادرا على المقاومة خلال المباراة، في الوقت الذي كان يسدد في ستانيسلاس إرسالات ساحقة. وتحسن أداء نادال بعد تناوله أقراص لتخفيف الآلام واستعاد قوة إرساله لتصل إلى 125 كلم في الساعة، في الوقت الذي شعر فيه فافرينكا بالضغط لرغبته في إنهاء المباراة سريعا لصالحه لعدم قدرة منافسه على اللعب بأريحية. ولم يستسلم نادال وراح يسدد كراته بإتقان وادخر الجهود، لكن الإصابة لم تمنحه القوة اللازمة لكي يصبح أول لاعب يحول تأخره بمجموعتين إلى فوز بثلاث مجموعات في نهائي، منذ فعل ذلك الاسترالي روي اميرسون في 1965 بعد فوزه على مواطنه فريد ستول 7-9 و2-6 و6-4 و7-5 و6-1. وغرق ستانيسلاس في المجموعة الثالثة قبل أن يستعيد لعبه في المجموعة الرابعة التي كسر فيها إرسال نادال مرتين، ليحقق الفوز بطريق أكثر سهولة. وقال نادال في كلمة مؤثرة وسط دموعه، رغم محاولة الجماهير لحرمانه من التحدث لدى تسلمه جائزة وصيف البطولة، موجها حديثه للاعب السويسري "انت استحقيت الفوز، رغم سوء حظي، لكنك تستحقه. اتمنى لك السعادة الكبيرة". ورفع فافرينكا الكأس وقال لرافا "أنت شخص عظيم وبطل كبير، كان شرفا لي اللعب أمامك، ومن الرائع أنك استعدت عافيتك وعدت لتصبح اللاعب الأول في العالم. العام الماضي خسرت مباراة (أمام ديوكوفيتش) وبكيت كثيرا، لكن بعد عام تغير الوضع، لا أعلم إذا كنت أحلم أم لا". وأنهى فافرينكا بهذا الفوز سجل خساراته المتتالية أمام نادال وقلص الفارق إلى 1-12 لصالح الإسباني، الذي خسر أمامه اليوم أيضا أول ثلاث مجموعات. وسيتخطى فافرينكا مواطنه روجيه فيدرير للمرة الأولى في التصنيف العالمي، وسيصعد غدا للترتيب الثالث برصيد 5.710 نقطة يليه الأرجنتيني خوان مارتين ديل بوترو رابعا برصيد 5.370 نقطة، بينما سيتراجع فيدرير للمرتبة الثامنة. وسيواصل نادال تصدره للترتيب العام برصيد 14.330 نقطة، يليه ديوكوفيتش ب10.620 نقطة.