«الحشد الطائفى» هو عنوان أى انتخابات أو استفتاءات تشهدها عروس الصعيد المنيا، خاصة بمراكز جنوب المحافظة التى تشمل ديرمواس وملوى وأبوقرقاص، والتى يمثل أقباطها نسبة لا يستهان بها من أصوات المقيدين بالجدول الانتخابية. قرى بأكملها تستعد لمواجهة موقعة «الهلال والصليب» فى الاستفتاء على الدستور الجديد، وهذا ما أكده فتحى سعد، أمين الحزب الدستورى الحر بالمنيا، الذى أوضح أن جميع الانتخابات التى تشهدها المحافظة لا تخلو من استخدام الورقة الطائفية للحشد، مدللاً على ذلك بأن اتجاهات التصويت بالقرى ذات الأغلبية المسيحية الواقعة بمركز ملوى ستكون ب«لا»، ومنها على سبيل المثال: دير أبوحنس والبرشا والبياضة، وفى المقابل نجد أن اتجاهات التصويت بالقرى ذات الأغلبية المسلمة، ومنها الريرمون وأم قمص وتندة، ستكون ب«نعم». وأضاف سعد، ل«الوطن»، أن نفس المشهد سوف يتكرر بمركزى ديرمواس وأبوقرقاص المجاورين؛ حيث يتم حشد الأقباط بقرى عزب النجارين وعزبة عبدالمسيح ومنهرى وأبوقرقاص البلد للتصويت ب«لا»، بينما يتم حشد المسلمين بقرى الشيخ حسين وبنى عبيد والحج قنديل ودلجا للتصويت ب«نعم». ويؤكد الناشط السياسى ياسر التركى، المنسق العام لحركة شباب الوفد الحر، أن أنصار تيار الإسلام السياسى يروجون للدستور من منطلق «الشريعة»، ولذلك تأخذ أى انتخابات فى المحافظة ملمحاً طائفياً، خاصة أن المنيا تعيش بها نسبة كبيرة من الأقباط. وأضاف التركى أن البسطاء والأميين يتم دائماً خداعهم باستخدام الدين فى المعارك السياسية على طريقة فيلم «البرىء» عندما تم خداع «أحمد سبع الليل»، الفلاح البسيط، واستخدامه لتعذيب أعداء الوطن ليكتشف فى النهاية أنهم أبناء الوطن ومحبوه رغم أنهم يدفعون ثمنا باهظا ولا يحصدون من هذا إلا المزيد من الفقر والمعاناة والتجاهل. وأشار إلى أن المنيا من أولى محافظات الصعيد التى ساندت الدكتور محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة وقبلها الإخوان والسلفيون فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى، ورغم ذلك فإن الأزمات بها تتفاقم. ولفت عمار النادى، موجِّه بالمعاش، إلى أن التصويت فى أى انتخابات أو استفتاءات بمحافظة المنيا يكون على أساس طائفى بغض النظر عن تبعات ذلك، وقال إن نسبة التصويت ب«نعم» على استفتاء الإعلان الدستورى الذى وضعه المجلس العسكرى فى شهر مارس من العام قبل الماضى تجاوزت ال75% بسبب الحشد الطائفى، ورفع شعار الهلال والصليب، خاصة بالقرى التى تمثل كتلا تصويتية مرتفعة كقرية البرجاية التابعة لمركز المنيا، ذات الأغلبية المسلمة، وتضم أكثر من 13 ألف ناخب مقيد بالجداول، وقرية نزلة عبيد ذات الأغلبية المسيحية، وتضم 14 ألف ناخب تقريباً.