يجري البابا فرنسيس، اليوم، زيارة رمزية إلى سيوداد خواريز، التي تفصل المكسيك عن ولاية تكساس الأميركية، ويدعو خلال قداس غير مسبوق قرب الأسلاك الشائكة على طول الحدود، إلى حسن استقبال المهاجرين في القارة الأميركية وضمان أمنهم. وفي اليوم الأخير، من جولته الناجحة إلى المكسيك حيث رافقه ملايين المؤمنين على الطرق وفي الملاعب الرياضية، حرص البابا على المجيء إلى منطقة السلك الشائك الذي يفصل سيوداد خواريز عن أيل باسو على طول حدود نهر ريو غراندي. وسيحيي قداسا يحضره مؤمنين من جانبي الأسلاك، ونصبت المنصة التي سيعتليها البابا على بعد 10 الأمتار فقط من الحدود. وسيتمكن أميركيون ومكسيكيون ومهاجرون من أصول لاتينية من جانبي الحدود من المشاركة في القداس الاحتفالي. ويدعو البابا بدون توقف منذ بدء حبريته إلى أن يحظى المهاجرون الذين يهربون من بلادهم بسبب البؤس والحرب والاضطهاد الديني أو السياسي، إلى استقبال المهاجيرن بشكل جيد ومنحهم فرصة ثانية في الدولة المضيفة، ويشكل هذا الموضوع نقطة أساسية في حبريته. لكن البابا يؤكد في المقابل وجوب معالجة أسباب الهجرة في دول المنشأ، ويطالب المهاجرين بالاندماج بشكل يحترم قوانين الدولة المضيفة. وخلال القداس، سيصلي البابا من أجل ضحايا العنف على اختلاف أنواعه في المكسيك، وستشارك مجموعة من عائلات 43 طالبًا مفقودين، قتلوا على الأرجح على أيدي عصابة مخدرات، القداس. ورغم تراجع معدل الجريمة في سيوداد خواريز، لم تتوقف عمليات قتل مهاجرين أو تجنيدهم قسرا على أيدي عصابات، وكذلك جرائم قتل نساء لدوافع علاقات شخصية. وستحظى زيارة البابا، إلى سيوداد خواريز بمتابعة كثيفة في الولاياتالمتحدة حيث يسجل اهتمام كبير بمواقفه المتعلقة بالهجرة بسبب تداعياتها على الانتخابات الأميركية التمهيدية التي تسبق الانتخابات الرئاسية في الخريف المقبل. وانتقد عدد من مرشحي الحزب الجمهوري سياسة الهجرة في جنوب القارة، ووعد المرشح المليادرير دونالد ترامب ببناء جدار على طول الحدود مع المكسيك لوقف تسلل مهاجرين غير شرعيين. وستتخلل زيارة البابا إلى سيوداد خواريز محطتان رمزيتان أخريان، إذ سيزور سجنا فيه 3 آلاف معتقل بينهم نساء وكان يعتبر أحد أإخطر السجون في أميركا الجنوبية. وفي كنيسة السجن الصغيرة، سيصلي البابا مع حوالي 700 معتقل. وغالبا ما يزور البابا فرنسيس سجونا خلال جولاته للتذكير بما قاله السيد المسيح في الإنجيل "كنت سجينا فزرتموني". وتأتي هذه الزيارة بعد أيام على المذبحة التي وقعت بين معتقلين من عصابات متنافسة في سجن مونتيري في شمال شرق البلاد وأسفرت عن 49 قتيلا. وفي قصر الرياضة في المدينة، سيلتقي البابا 3 آلاف ممثل عن عالم الأعمال من موظفين وأرباب عمل، ويأتي ذلك تطبيقا للنهج الذي يعتمده ويردده في خطاباته حول ضرورة تنظيم الفقراء صفوفهم للدفاع عن حقوقهم.