يعود محمد سعد للدراما التليفزيونية هذا العام، بعد غياب طويل يزيد على 15 سنة، حقق خلالها نجاحات سينمائية كبيرة. وقد اختار «سعد» أن يدخل سباق الدراما هذا العام من خلال مسلسل اجتماعى، وهو يراهن على جمال عبدالحميد مخرجاً وكاتباً، مؤكداً أنه منحه فرصة عظيمة كان يبحث عنها منذ سنوات. التقينا محمد سعد ليحدثنا عن مسلسله الجديد وتفاصيله، وملامح السباق الدرامى، وعن الأوضاع السياسية التى تشهدها البلد حاليا.. * حدثنا عن ظروف عودتك للدراما التليفزيونية هذا العام؟ - هذه الخطوة كنت أخطط لها منذ عدة سنوات، ولكنى لم أجد السيناريو الذى يجعلنى أقدم شيئا أحافظ به على النجاح الذى حققته فى السينما خلال السنوات الماضية، وفى الوقت نفسه كنت أقدر تماما الجمهور الذى أحبنى، وصنع نجاحى فى السينما، وكنت أرغب فى أن تكون زيارتى لهم فى منازلهم من خلال شاشة التليفزيون بشكل مختلف، وأن أقدم لهم عملا على المستوى الذى ينتظرونه منى. * وما الذى جعلك تختار مسلسل «شمس الأنصارى» بالتحديد؟ - جاءنى اتصال من المخرج جمال عبدالحميد، وعرض علىّ المسلسل، ومنذ القراءة الأولى تحمست على الفور، وأدركت أن هذه هى الفرصة التى كنت أنتظرها، فالمسلسل به كل ما كنت أبحث عنه كممثل، مع حكاية اجتماعية متميزة، وقصص وتفاصيل فى كل شخصية، وتراجيديا، وكوميديا وأكشن، وكان من الصعب على أى فنان أن يجد عملا مثل هذا ويتردد فى قبوله لحظة واحدة. * وماذا عن شخصية «شمس»؟ - تستطيع أن تشبه « شمس الأنصارى» ب«أدهم الشرقاوى» أو «روبين هود»، وهو بالعربى «فتوة الغلابة» ولكنه فتوة عصرى بعض الشىء، يسعى لجلب حقوق الناس ممن سلبها، ويلقى تأييدا من أهل البلد، لدرجة أنه عندما يحاول أعداؤه تحريض الحكومة عليه بالباطل، يتصدى الناس لذلك، ويدافعون عنه، إنه شخص تعرض للظلم وتذوقه، وهذا ما جعله يشعر بالناس المظلومين وبمعاناتهم، ومن جانب آخر الشخصية مليئة بالتفاصيل، وبها مساحة تمثيل واسعة تغرى أى فنان وتستفزه. * المسلسل تدور أحداثه فى الصعيد، فما الجديد الذى سنراه فى العمل وفى شخصية الصعيدى تحديدا؟ - جمال عبدالحميد مخرج أكثر من رائع، يدرك جيداً قيمة الاختلاف ويسعى إليه، وفى هذا المسلسل نرى «الصعيد» بشكل عصرى، بعيدا عن الصورة التقليدية التى اعتاد المشاهد رؤيتها، وكذلك شخصية الصعيدى التى أقدمها مختلقة تماما، حتى على مستوى الشكل، ومفردات اللغة، وجمال عبدالحميد يدرك ذلك تماماً ويصر عليه فى الكتابة وفى تنفيذ العمل. * وماذا عن الجرعة الكوميدية فى المسلسل؟ - لقد كتب جمال عبدالحميد المسلسل بإتقان شديد، وصنع نسيجا تداخلت فيه الكوميديا مع التراجيديا والأكشن والرومانسية بشكل نادر ومميز، والكوميديا فى العمل هى كوميديا موقف، وهذا أفضل أنواع الكوميديا، ولا مبالغة فيها على الإطلاق. * وما حقيقة ما تردد عن مشاركتك فى إنتاج العمل بأجرك وما مصير تسويق العمل للفضائيات؟ - هذه الشائعة غير صحيحة على الإطلاق، فالعمل إنتاج شركة خاصة، ولا علاقة لى بإنتاجه من قريب أو بعيد، وتقاضيت أجرى كاملاً عنه، أما التسويق فلا أعلم شيئا عنه أيضاً، ولا أشغل بالى به، وأتركه للجهة المنتجة للعمل، فهى التى تتولى تفاصيله. * تنحاز دائماً فى أعمالك لنماذج البسطاء.. هل تتعمد هذا؟ - بالتأكيد أسعى لذلك، لأن هؤلاء الناس ببساطة حكاياتهم مستمرة كل يوم، ولديهم هموم لا تنتهى ومشاكل لا حصر لها، ولا تجد حلولا، وكل هذا يصنع أفلاما ومسلسلات كثيرة، وليس عملا أو اثنين فقط، وهذا فى رأيى هو دور الفن فى مشاركة هؤلاء الناس همومهم وضحكاتهم ومحاكاة الواقع، وهنا يكمن نجاح أى عمل وأى فنان. * وكيف ترى المنافسة بين النجوم فى ماراثون الدراما الرمضانية هذا العام؟ - فى الحقيقة أنا لا تشغلنى هذه المنافسة على الإطلاق، وكل ما أفكر فيه هو أن أتقن عملى فى المسلسل، وأواصل الليل بالنهار مع فريق العمل، والنجوم الذين يشاركوننى من أجل أن يكون لنا وجود مميز على شاشة الدراما هذا العام، ولكنى أثق فى أن هذه المنافسة ستكون فى النهاية لصالح المشاهد، طالما هناك قنوات فضائية كثيرة تستوعب هذا العدد من الأعمال. * هل إقبال عدد كبير من نجوم السينما الشباب على التليفزيون فى هذا العام بالتحديد ينهى المقولة الشهيرة بأن التليفزيون يحرق النجم؟ - أنا لا أتفق مع هذه المقولة على الإطلاق، فالتليفزيون له بريق، وبالتحديد فى السنوات الأخيرة، كما أننى أرى أن العمل السيئ فقط هو الذى يحرق النجم، سواء كان فى السينما أو التليفزيون. * بعد المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية.. ماذا تنتظر من الرئيس القادم؟ - أنتظر من الرئيس القادم، أيا كان اتجاهه، أن يراعى الله فى مصر وشعبها، وأن يهدئ توابع الزلزال التى نعيشها منذ عام ونصف العام، وأدعو الناس أن تلتف حوله وتدعمه بالعمل، طالما أن أصوات المصريين هى التى أتت به. * فى رأيك ما أسوأ ما حدث فى مصر خلال فترة العام ونصف العام الماضية؟ - ما يحدث الآن هو لعبة «شطرنج»، وكل يوم «يتلخبط» الدور ثم نبدأ من جديد، وفى رأيى أن «الفتنة» هى أسوأ ما نشهده فى هذه الأيام، فنحن نعيش عصر «الفتن» والشائعات، وأعتقد أن هذا أمر طبيعى، وسيأتى وقت يزول فيه كل هذا، وتهدأ الأمور.