بعد أن شارك فى ثورة 25 يناير، وهتف فى ميدان التحرير "الشعب يريد إسقاط النظام"، قرر شريف زايد الطالب بالجامعة الألمانية مضطرا أن يصوت لصالح المرشح العسكرى الفريق أحمد شفيق خلال جولة الإعادة. أسرة شريف انقسمت خلال التصويت فى الجولة الأولى، فالأم اختارت شفيق، والأخ اختار الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، فى حين اتفق شريف ووالده على أن يصوتا لعمرو موسى، لأنه فى رأى الشاب الثورى "الأفضل وأكثر مرشح لديه علاقات خارجية ويملك خلفية سياسية قوية". على بعد خطوات من ميدان التحرير، تحديدا فى منطقة جاردن سيتى يعيش شريف مع أسرته، شاهد وشارك واندمج فى مليونيات وأحداث الثورة على مدار عام ونصف، وقرر فى انتخابات البرلمان أن يذهب صوته للكتلة المصرية، رافضا الإسلاميين وسيطرتهم على مجلس الشعب. "أنت فلول"، كثيرا سمع شريف طالب التجارة، هذه العبارة من أصدقائه فى الجامعة، بسبب إعلانه عن احتمالات تأييده عمرو موسى فى الانتخابات، وحاول أن يقنعهم بمرشحه وأنه "غير مقتنع به 100%"، ولكن إحساسه أنه أفضل الاختيارات جعله يصر على رأيه، وقرر أن يجعل تصويته سريا، حتى إنه رفض أن يبوح لأحد باسم المرشح الذى منحه صوته. لا يرفض شريف الشاب العشرينى، التيار الدينى وتواجده فى المشهد السياسى لأنه يعبر عن طائفة من طوائف الشعب المصرى، لكنه تابعهم جيدا منذ بداية الثورة حتى صعودهم بالأغلبية إلى مجلسى الشعب والشورى، ورصد أنهم "بيرجعوا فى كلامهم وعمرهم ما وعدوا بحاجة وعملوها"، وعندما فكر فى أبو الفتوح وجد أن خلفيته الإخوانية على مدار 37 عاما، تجعله غير مقنع، أما المرشح حمدين صباحى فلم يقنعه. وانتظر بعد انتهاء الانتخابات أن يتأهل موسى إلى الإعادة، لكن جاءت المؤشرات مخيبة للأمال، على الرغم من توقعه فى البداية وصول مرسى للإعادة، لكنه اندهش من حجم الكتلة التصويتية التى حصل عليها شفيق ومرسى، خصوصا وأنه يرى "الاثنين وحشين". الآن أصبح الاختيار بين "العسكرى والإسلامى"، وما زال شريف مترددا بين رفض والده -الذى خرج معاشا حكوميا منذ فترة- لانتخاب شفيق، وبين اختيار والدته فى الإعادة له، فى حين وقع أخوه فى حيرة من أمره. يفكر كثيرا أن التيار الإسلامى يسيطر على البرلمان، ولا يمكن أن يكون السيناريو القادم لمصر أن تكون "دولة إخوانية" بنجاح مرسى فى الانتخابات، "لازم حد يوقف لهم"، هذه الجملة التى تدفعه إلى اختيار شفيق، لكن "خايف برضو نظام مبارك يرجع تانى". وفى كل الأحوال ينتظر شريف أن يتضح المشهد، ونجاح مرسى أو شفيق ووصول أحدهما إلى منصب الرئيس لا يعنى النهاية، "أى حاجة مش هتعجب الشعب هيعمل ثورة تانى".