أصدرت الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان اليوم، في مؤتمر صحفي بنقابة الصحفيين، دليلا عمليا للإعلاميين والإعلاميات؛ سعيا منها للمساهمة في إحداث التغطية الإعلامية التقدمية لدور النساء، أثناء المراحل الانتقالية في المنطقة العربية، وجاء عنوان هذا الدليل "أين النساء؟: دليل عملي للإعلاميين والإعلاميات حول تغطية المراحل الانتقالية في العالم العربي"، ويأتي ردا على الخطاب الإعلامي المتحيز بشأن المساواة بين الجنسين في المنطقة والمتأثر بالتوجهات السياسية والدينية المحافظة والذي يتسم بمعاداة حقوق النساء. وأعربت الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان، عن أسفها جراء التغطية الإعلامية غير المنصفة للنساء في هذه الأوقات الحاسمة والتي تعاني فيها النساء من التهميش والمزيد من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وساهمت هذه التغطية بتكرار صورا غير متوازنة للنساء والرجال. واستخدمت الجماعات الدينية المتطرفة، الصور النمطية التي نشرتها وسائل الإعلام حول النساء كوسيلة لتأجيج الرأي العام، كما استُخدمت المواقع الإلكترونية والمدونات الإعلامية لهذه الجماعات من أجل التحريض على العنف والمضايقات ضد النساء المشاركات في التظاهرات ونبذ النساء التقدميات اللاتي لا يخضعن لمعايير هذه الجماعات الخاصة بالسلوك واللباس. وترى الشبكة، أنه ثمة حاجة أكثر من أي وقت مضى لوجود خطاب إعلامي تقدمي يتحدى الصور النمطية المتحيزة ضد النساء، ويجب على الإعلاميين والإعلاميات النهوض بمسؤولياتهم، من أجل التأثير على الرأي العام عبر إبراز مشاركة النساء وإيصال أصواتهن. وعن الدليل تقول الكاتبة الصحفية المصرية بهيجة حسين، إنه يلبي احتياجات الإعلاميين والإعلاميات بمختلف أدواتهم ووسائطهم المستخدمة في نقل الرسالة الإعلامية، وقدم الدليل، منهج علمي لا يتوقف استخدامه عند رصد أو التعامل مع لحظة تاريخية بل هو منهج أيضاً يضع الخطوات والقواعد الأساسية نحو إدماج النوع الاجتماعي في الإعلام بشكل عام كقضية مجتمعية أساسية، كما أنه يضع القائمين والقائمات على الاتصال الإعلامي أمام مسؤليتهم نحو الرسالة الإعلامية بوضعه (الدليل) للعديد من الأسئلة التي يتم الإجابة عنها عبر العصف الذهني والتي تتيح طوال ممارسة العمل الإعلامي الابتكار وفقاً للحديث المطروح. كما وضع قواعد وخطوات لما ينبغي اتباعه لتحقيق المستهدف (وهو إدماج النوع) في الرسالة الإعلامية ثم وضع الدليل، مجموعة من الملاحظات حول ما يشوب الرسالة الإعلامية من قصور، ووضع أساليب لتدارك وتصويب هذا القصور فيما يتعلق بالنوع".