فى الخطابين، وقف ثائراً ومهللاً وفاتحاً صدره، يخطب تارة ويرفع يديه محيياً جماهيره تارة أخرى، ولكن الفارق كبير بين الخطابين، فالخطاب الأول للرئيس محمد مرسى فى ميدان التحرير يتناقض تماماً مع خطابه أمام قصر الاتحادية، وأبرز ما يمكن رصده من اختلاف أن الأول كان يقف فيه أمام جموع المصريين من مختلف طوائفهم، أما الثانى فوقف فيه أمام مؤيديه فقط الذين خرجوا إلى قصر الاتحادية لدعم قراراته. «لم يعد رئيساً لكل المصريين».. هو الاختلاف الذى رصده د.عبدالله المغازى، أستاذ القانون الدستورى بجامعة عين شمس، بين الخطابين، فخطاب مرسى فى التحرير كان يخاطب كل طوائف الشعب، وهو ما اختفى فى المشهد حيث كان شباب الجماعة وقياداتها فقط هم الحاضرين. الأمل أيضاً كان أحد المظاهر التى اختفت من خطاب مرسى أمس الأول، التى قال عنها المغازى: «كان خطاباً يحمل كلاماً مكرراً، لم يأتِ بجديد، ولم يقدم أى حلول حقيقية للمشاكل التى يعانى منها المواطن؛ لذا فهو بلا أى تأثير فى الشارع المشتعل أساساً». «التسامح اختفى من لغة مرسى وهو ما أحبه فيه الناس» بهذه الكلمات بدأ د.سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية تحليله لخطاب الاتحادية، معتبراً أن استخدام لهجة العنف والتهديد التى ظهرت، لا تعبر عن موقف قوة، بل موقف ضعف «أى حكومات تأتى بعد ثورة، تتميز بالضعف النسبى فى السيطرة على الأوضاع السياسية؛ لذا أحيانا تلجأ إلى استخدام لغة القوة كنوع من الحماية». «لغة تبريرية، دفاعية» هو ما وصف به د.سعيد، خطاب الاتحادية وهى لغة اختلفت تماماً عن لغة خطاب التحرير، التى كانت تتسم بنوع من المبادرة والقيادة بسبب التأييد الذى يحظى به من كافة القوى الوطنية والثورية، مقابل تأييد جماعته له فقط أمام قصر الاتحادية: «للأسف شعبية الرئيس تضاءلت بسبب هذا الخطاب الذى يمثل مجرد ظهور لتبرير قراراته».