صدم رئيس الوزراء البولندي الأسبق ياروسلاف كاتشينسكي، البعض في بولندا عندما زعم أن المهاجرين المسلمين الذين يصلون إلى أوروبا يحملون أمراضًا قد تؤذي السكان المحليين. أثارت تصريحات كاتشينسكي، توبيخًا حادًا من قبل بعض خصومه السياسيين، إذ انتقد السياسي اليساري يانوش باليكوت، التصريحات ووصفها بأنها لهجة عنصرية "يخجل منها أدولف هتلر" نفسه. جاءت تصريحات كاتشينسكي، أمس، قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في بولندا في 25 أكتوبر الحالي، والتي من المتوقع أن يفوز بها حزب القانون والعدالة اليميني. ووافقت الحكومة البولندية الحالية على استضافة 7 آلاف لاجئ في إطار مخطط أوروبي لإعادة توطين اللاجئين، ولكن كثيرين في البلد الذي يقطنه عدد كبير من الكاثوليك يعارضون بشدة استضافة مسلمين، وهو شعور يصب في مصلحة حزب القانون والعدالة. وقال كاتشينسكي، للناخبين في بلدة ماكوف كازويكي: "هناك دلالات بالفعل على ظهور أمراض في غاية الخطورة لم تشهدها أوروبا منذ فترة طويلة، الكوليرا في جزر يونانية، والزحار في فيينا، وأشكال متنوعة من الطفيليات والبروتوزوا (الأوليات)، والتي لا تمثل خطورة في أجساد الكائنات الحية في بلدان هؤلاء الأشخاص، ولكنها قد تكون خطرة هنا". وأضاف: "هذا لا يعني أنه يجب التمييز ضد أحد، ولكن لا بد أن يفحص المرء ذلك". وفي السياق، قال أندريه كلينسكي، وهو سياسي يساري ومنشق مناهض للشيوعية سابقًا، إن لهجة كاتشينسكي تذكره بالطريقة التي ربطت بها ألمانيا النازية بين اليهود والتيفوس (الحمة النمشية). وأضاف كلينسكي لقناة "تي في أن 24" التلفزيونية أن "ترويع (الناس) بالحديث عن الطفيليات لهجة النازية، كاتشينسكي يعرف هذا، إنه ليس أحمقًا". وبدوره وصف كاتشينسكي الربط بين تصريحاته والنازية ب"الأمر السخيف". تظهر استطلاعات الرأي تقدمًا كبيرًا لحزب القانون والعدالة على حزب "المنتدى المدني" الحاكم الموالي لمجتمع الأعمال. ومع ذلك، لم يطلق كاتشينسكي، الذي تولى رئاسة الوزراء في 2006 و2007، حملة انتخابية لشغل المنصب مجدًدا، تاركًا الفرصة لزميلته بيتا زيدلو.