أ. د شريف أمين أستاذ العظام - طب القاهرة إصابة الأطفال أثناء الولادة المتعثرة بتمزق الأعصاب المسئولة عن الطرف العلوى (ملخ الولادة) معروف منذ قديم الأزل وبعض المشاهير فى التاريخ مثل ستالين ديكتاتور روسيا كان من ضحاياه. تحدث هذه الإصابة أثناء الولادة عندما يكون الطفل أكبر حجماً من فتحة حوض الأم عندها يتم استعمال الشد للمساعدة على الولادة ولا تتحمل أعصاب الطفل الرقيقة هذا الشد ويحدث إصابة تتراوح من الشد البسيط الذى يتحسن سريعاً ولا يبقى منه أى أثر إلى شلل بالكتف والكوع مع ساعد ويد طبيعية إلى شلل كامل للطرف العلوى بأكمله. منع حدوث هذه الإصابة يعتمد أساساً على حسن تقدير حجم الطفل بالنسبة لحوض الأم أثناء متابعة الحمل وعمل ولادة قيصرية فى حال وجود أى شك فى حدوث مشاكل فى الولادة الطبيعية. ولا توجد إحصائيات بمصر عن تلك الحالات ولكن التقديرات تتراوح بين خمسة وستة آلاف حالة جديدة كل عام غير الحالات التى لم يتم علاجها من السنوات السابقة. وقد ظل علاج تلك الإصابات يعتمد لسنوات طويلة على العلاج الطبيعى المستمر حتى سن الثلاث سنوات يتم بعدها عمل نقل للأوتار لتحسين الحالة الوظيفية للطرف العلوى، وتغير ذلك كلية بعد ظهور الجراحة الميكروسكوبية التى أحدثت ثورة فى جراحة الأعصاب الطرفية وكان رائد التغيير العالمى الأستاذ آلان جيلبار بباريس الذى قام باستكشاف الإصابات لعلاج الأعصاب المصابة جراحياً باستخدام الميكروسكوب. تم تصنيف الشلل إلى عدة درجات، حيث إن استراتيجية العلاج تكون مختلفة لكل فئة، فالجراحة تكون مطلوبة للشلل الكامل حيث إن النتيجة الوظيفية للطرف العلوى تكون سيئة للغاية فى حالة عدم إجراء الجراحة. بالنسبة لإصابة الكتف والكوع بالشلل، يتم متابعة 44 حالة من الولادة وحتى سن الخامسة لمعرفة التطور الطبيعى للإصابة ومنها تقرر أن عدم رجوع حركة ثنى الكوع فى سن الثلاثة شهور تنتج عنه نتيجة وظيفية سيئة وعلى ذلك تقرر أن التدخل الجراحى مطلوب عند الأطفال التى لم تسترجع ثنى الكوع عند سن ثلاثة شهور. وقامت منظمة سلسلة الأمل الفرنسية فى السنوات العشر السابقة بإيفاد جراحين عالميين متخصصين فى ملخ الولادة مرتين سنوياً إلى القاهرة بالتعاون مع قسم العظام بجامعة القاهرة بالتعاون معى كأستاذ بالقسم وذلك لتدريب الجراحين الشبان وإجراء الجراحات للأطفال وسنعلن عن الزيارة الفرنسية فى حينها فى جريدة «الوطن». بدأت أقسام جراحة العظام بالجامعات المصرية فى علاج هذه الإصابات ولكن تبقى تلك المراكز كجزر منعزلة بدون تنسيق ويظل عدد الجراحات التى أجريت أقل كثيراً من التى من المطلوب عملها، والمطلوب من وزارة الصحة عمل سجل للأطفال المصابين حتى يمكن توجيههم إلى المراكز المتخصصة والقيام بحملات توعية للجمهور حيث إن الأعصاب الطرفية يمكن إصلاحها جراحياً لمدة سنة من الولادة وإذا لم يحدث ذلك يتم حدوث تغييرات لا يمكن إصلاحها بالعضلات المعنية وتصبح الجراحة العصبية غير ذات قيمة إذا أجريت بعد سن سنة يتم استكمال العلاج الطبيعى وعمل نقل الأوتار بعد ذلك.