بعد 5 سنوات، كان الإحباط والأمل وجهان لجهد مبذول في العمل، إلى أن رأت الدكتورة منال محمد متولي، نتيجة ذلك بخروج اختراعها للنور، وإعلان كلية الهندسة جامعة القاهرة في مؤتمر عن أحدث ابتكار علمي من شأنه حل أزمة الملايين، ممن يتراصون طوابيرًا على محطات البنزين للحصول عليه، وينتابهم الشعور بالخوف من فقدان "بنزين الغلابة". الباحثة منال متولي ابتكرت وقودًا معدلًا يعمل على تحويل بنزين 80 إلى 95، مع الالتزام بالمعايير المصرية والدولية بيئيًا وأقتصاديًا، بتكلفة اقتصادية قريبة مما اعتادوا عليه. من أين جاءتك فكرة الابتكار بتحويل بنزين 80 إلى 95؟ الاكتشاف بدأ منذ 5 سنوات وبدأت العمل فيه، وكانت البداية مع رسالة الماجستير، التي كانت تناقش "أحسن خلطة توضع على مواد أكسجينية على بنزين 80 حتى ترفع الأوكتين ل95"، وعند العمل اكتشفت أن تلك المواد بها العديد من المشاكل ولا يوجد لها حل، وقرأت أوراق علمية عنها كثيرة، ووجدت أن المشاكل واحدة، وكان كل همي إني أحاول أجد امتيازاتها لكني كنت أجد العيوب أكثر. متى بدأت تتبلور الفكرة ويحدث بها تطور؟ بعدما انتهيت من الماجستير، ظلت الفكرة في عقلي، وأتساءل لماذا لا استطيع أن أصل للنقطة التي بها مشاكل؟، ووجدت أن الميثانول يفصل المياه أول ما يختلط ببنزين 80، وظللت أبحث كيف استطيع الربط، بحيث لا ينفصل البنزين عن المياه والميثانول، ومن هنا بدأ التطوير. الدكتورة منال متولي: أنا بصدد عمل مصنع لإنتاج غاز الميثانول من عوادم السيارات.. ولا أفكر في بيع مشروعي للخارج من أين حصلت على الدعم المادي، وما الصعوبات التي واجهتك؟ "ربنا ساعدني ماديا"، لأن الانسان ممكن ييأس لأن التحاليل غالية، إذا أجراها شخص غير مدعوم هتصرف فوق ال100 ألف جنيه، وبالتالي من الممكن أن ييأس الكثيرون، ويقولون "عايز اتجوز وعايز أخلف وعندي مسؤوليات تانية"، لكني أجريت التحاليل على نفقتي الخاصة، وربنا ألهمني الصبر والمثابرة إني أكمل بعد إحباط شهرين وثلاثة ثم أعود واستكمل بحثي، حتى وصلت للخلطة المثلى، وكانت أزمتي في أن المعامل لها مواعيد وتغلق مبكرًا ولا ينتهي بحثًا، ما اضطرني لشراء بعض الأجهزة في المنزل. ما العائد الاقتصادي على الدولة والمواطنين من وراء هذا الابتكار؟ بالنسبة للعائد الاقتصادي، الخلطة ليست مُكلفة، فهى توضع على بنزين 80 تحوله إلى بنزين 95، ولا تحول كمية بنزين ال80 فقط لكنها بالخلطة تزداد كميته، ما يزود كمية بنزين ال95، وبالتالي فهو يعالج ويزيد الكمية، على سبيل المثال "لو لدي لتر بنزين 80 والخلطة نصف لتر، أصبح لدى لتر ونصف ما يساوي لتر ونصف من بنزين 95، إذًا بهذا الشكل تم تحويل لتر بنزين 80 إلى لتر ونصف بنزين 95، أما بالنسبة للسعر، فسعر بنزين 80 (جنيه و60 قرش)، وسعر بنزين 90 (6 جنيه وربع)، وأنا بحضر بنزين 80 بإضافة سعر الخلطة سأبيعه بأقل من بنزين 95، 2 جنيه، بوفر 2 جنيه، فيكون سعره 4 جنيهات وربع. سأنشئ موقع إلكتروني يجتمع فيه الباحثين والمخترعين لدعم من يتوقف عند نقطة معينة ماديا ومعنويا ما الاستفادة البيئية من الابتكار؟ الخلطة صديقة للبيئة، لأن غاز الميثانول يحرق بالكامل مع الخلطة الجديدة مع بنزين 80، بالتالي لا يخرج في عادم السيارات تمامًا، إضافة إلى أنه يقلل أول أوكسيد الكربون وهو غاز سام ويسبب الاختناق والموت، ويخرج في عادم السيارات في البنزين التقليدي، إلى جانب خروج أكاسيد النيتروجين من العربية، لأن هذه الأكاسيد مع الأمطار تتحد وتكون حمض النيتريك ما يضر بالدهانات والحديد، وفي الخلطة الجديدة، هذه الأكاسيد تقل بنسبة 30% تقريبا، وأكاسيد الكبريت تعتبر شبه معدومة موجودة بنسبة 39 من 10 آف في المائة، بالتالي بالنسبة للبيئة فهى نضيفة بنسبة كبيرة جدًا. هل تواصلت معك أي أجهزة حكومية؟ الهيئة العامة للبترول، طلبوا مني تحديد ميعاد وجارٍ التنسيق. ألا تشعري بالخوف من أن يكون بحثك حبيس الأدراج مثل العديد من الأبحاث العلمية؟ "مش مهم مشروعي يتركن"، ومن لديه مشاريع "مركونة" مستعدة أتبناها وأساعده، لأني عانيت من نفس الإحباطات، وهدعمه لوجه الله، ولا أطالب بوضع اسمي على بحثه أو أي شيء، "الدعم المعنوي هيقومه تاني، لكن لو حصل إحباط شديد وعملت بحث اتصرف عليه فلوس اترمى في الأرض خيبة الأمل بتكون شديدة، خصوصًا أنه عارف ومتأكد من نتائجه وفيه شهادات موثقة ومحدش عاوز يلتفت ناحيته، دي في حد ذاتها إحباط شديد". ما شكل الدعم الذي تستعدين لتقديمه للباحثين؟ سأكون موقع إلكتروني يجتمع فيه الباحثين والمخترعين، ونتواصل وندعم من يتوقف عند نقطة معينة ماديا ومعنويا. خلطة تحويل بنزين 80 إلى 90 صديقة للبيئة وطبقت على عربية "شاهين" وأحتاج سيارات للتطبيق ماذا يحتاج بحثك الآن؟ حاليا محتاجة سيارات تطبيق، وطبقت على سيارات في المعمل لكن على عربية "شاهين"، لكني محتاجة تطبيق عملي في الخارج، والنتائج مبشرة، و"أكاديمية البحث العلمي رحبت بأنها تعطيني عربيات نعمل عليها تجارب ونرى مع كل 5000 كيلو هيحصل إيه لحد 60 ألف، وإذا وصلنا لهذا العدد فالبحث يكون آمن تماما". إذا لم تهتم الدولة بمشروعك، هل من الممكن أن "تبيعيه" لأي دولة؟ أنا بصدد عمل مصنع لإنتاج غاز الميثانول من عوادم السيارات، ولا أفكر في بيعه، هذا ليس أول بحث لي، لم أفكر في ذلك الأمر لكني لا أعتقد أني سأفعل ذلك.
