بالصدفة، شوهد الشاب وهو يرمى رمحاً عاقه هو وأقرانه وهم يلعبون الكرة، طار الرمح المقذوف لمسافة 40 متراً، ومن هنا بدأت رحلته مع لعبة رمى الرمح، التى لم يكن يمارسها قبل ذلك. إيهاب عبدالرحمن السيد، بطل مصر فى ألعاب القوى، وابن النادى الأهلى، «يعافر» فى هدوء للوصول إلى منصات التتويج العالمية، ورفع العلم المصرى فى المحافل المختلفة، أصبح أحد الجياد الرابحة التى تراهن عليها اللجنة الأولمبية فى تحقيق ميدالية أولمبية تاريخية لم تتحقق من قبل فى تاريخ اللعبة بعدما سجل مؤخراً اسم مصر فى سجل بطولات العالم بميدالية فضية هى الأولى لبلده على مدار تاريخ الرياضة العالمية.منذ ثمانى سنوات، وقف «عبدالرحمن» بطوله الفارع وجسده المثالى، ليصيب ب«رمحه» الهدف المرجو، محققاً أول ميدالية برونزية فى تاريخه، فى بطولة أفريقيا للشباب، ليلفت «الفارس المصرى»، ابن الثامنة عشرة حينها، الأنظار إليه.مطبات عديدة مر بها البطل المصرى خلال مسيرته، كادت أن تنهيها مبكراً، وذلك بعد انتهاء مدة مجلس أشرف بكير، رئيس الاتحاد المصرى لألعاب القوى السابق، حيث أعلن الاتحاد الجديد رغبته فى تغيير مدرب اللاعب محمد نجيب، ليعلن «عبدالرحمن» اعتراضه ويهدد بترك اللعبة، إلا أن تدخل وليد عطا، رئيس الاتحاد الحالى، وأعاد اللاعب مرة أخرى.«عبدالرحمن»، ابن الشرقية الذى أتم عامه السادس والعشرين مايو الماضى، أحرز 10 ميداليات حتى الآن؛ بدأها ببرونزية البطولة الأفريقية للشباب عام 2007، قبل أن يحرز الميدالية الفضية بالبطولة العربية فى نفس العام، وشهد عام 2008 أول ميدالية عالمية فى تاريخ اللاعب بعد أن حصد «فضية» بطولة العالم للشباب، قبل أن يتوج بذهبية دورة الألعاب الفرانكوفونية عام 2009، بعدها بعام واحد حقق «إيهاب» أولى ميدالياته على مستوى الكبار بتتويجه بذهبية البطولة الأفريقية، قبل أن يستعيد ذهبية البطولة العربية عام 2011.وتوالت إنجازات اللاعب؛ حيث توج بفضية دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 2013، وبعدها فضية البطولة الأفريقية عام 2014، وذهبية بطولة العالم للقارات بنفس العام، ليشهد عام 2015 الإنجاز الأبرز ليس فى تاريخ اللاعب فحسب بل فى تاريخ مصر بالكامل منذ انطلاق بطولة العالم عام 1983 بالميدالية الفضية ببطولة العالم التى اختتمت منذ أيام بمدينة بكين الصينية.وقبل الميدالية العالمية فرض البطل المصرى اسمه على الساحة الرياضية، وأصبح أحد أهم «مانشيتات» الصحف المحلية والعالمية، بعدما أدهش العالم بتحقيقه رقماً قياسياً فى منافسات الدورى الماسى «جولة شانجهاى» منتصف العام الماضى مسجلاً أفضل رقم فى العام بمسافة 89.21 متر حينها، وهو أفضل رقم فى تاريخه حتى الآن.