الخلاف حول «النووى الإيرانى» يهز الحزب الديمقراطى بالولايات المتحدة

البيت الأبيض: موقف السيناتور «شومر» حول الاتفاق «مخيب».. وموشيه يعالون: سنسلك أى طريق لمنع «طهران نووية»
تواصلت حالة الجدل والخلاف بين أعضاء الحزب الديمقراطى الحاكم فى الولايات المتحدة، أمس، بعد أن أصدر البيت الأبيض بياناً شديد اللهجة انتقد فيه تصريحات السيناتور الديمقراطى البارز تشارك شومر، التى انتقد فيها الاتفاق النووى الإيرانى وأكد أنه سيعارضه. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، إن قرار «شومر» بالتصويت ضد مشروع قرار الموافقة على الاتفاق النووى الإيرانى، هو قرار «مخيب» ولكنه ليس مفاجئاً.
وذكرت وكالة «فرانس برس» الفرنسية، أن «موقف السيناتور يهودى الديانة، يعد ضربة لجهود باراك أوباما الذى يسعى لحشد الأصوات اللازمة فى مجلس الشيوخ لمنع الإطاحة بالاتفاق». وقال جوليان زيليزر، الباحث بجامعة «برينستون»، إن «ذلك يضعف الاتفاق من جهة الدعم فى الكونجرس وأيضاً لدى الرئيس المقبل الذى يتعين عليه متابعته».
وأوضح دان فيفير، أحد كبار مستشارى أوباما السابقين، أن «شومر ينحاز لجانب الحزب الجمهورى ضد أوباما، ولكن كلينتون ومعظم الديمقراطيين سيجعلون من الصعوبة له أن يقود الديمقراطيين فى 2016». وتساءل جون فافرو، أحد كتاب خطابات أوباما سابقاً، قائلاً: «تشاك شومر الذى قال إنه من الخطأ الموافقة على قانون الرعاية الصحية (أوباما كير)، يخرج مرة أخرى بوجه الاتفاق الإيرانى. أهذا هو زعيمنا فى مجلس الشيوخ المقبل؟».
وقال البيت الأبيض إن «الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ هم الذين يحسمون مسألة زعيمهم، وأعطى تلميحات قوية بشأن رأيهم حيال مواقف شومر»، وأوضح «إيرنست»: «لن أتفاجأ إذا كان هناك أعضاء منفردون من كتلة الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ يفكرون بسجل تصويت الراغبين فى قيادة الكتلة».
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن «شومر» وضع رهانه مع مرشحى الحزب الجمهورى. وأعربت مجموعة «موف-أون.أورج»، عن غضبها، قائلة: «سنوقف دفع مساهمات بقيمة 10 ملايين دولار للمرشحين الذين يقوضون دبلوماسية أوباما مع إيران».
وفى سياق متصل، ألمح وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون، مساء أمس الأول، إلى أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية قد تستهدف علماء نوويين إيرانيين. وقال، فى حوار أجرته معه مجلة «دير شبيجل» الألمانية، إنه «ينبغى، بطريقة أو بأخرى، وقف البرنامج النووى الإيرانى، وسنسلك أى طريق، ولسنا على استعداد للسماح لإيران بأن تكون مسلحة نووياً».
واعتبر «يعالون» أن «المفاوضات النووية كانت خطأ تاريخياً»، وزعم أن الاتفاق سيمكّن إيران من أن تضحى على أعتاب النووى، وسيتسنى لها بموجبه تخصيب اليورانيوم فى غضون 10 سنوات. وأكد المسئول الإسرائيلى أن رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران سيضخ لها مئات المليارات من الدولارات التى ستستخدمها فى تصدير الثورة بشكل أكثر سهولة.
وحذر رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى الإيرانى علاء الدين بروجردى، أمريكا وحلفاءها من تغيير قواعد اللعبة فى الاتفاق النووى، مشدداً على أن طهران ستغير هذه القواعد إذا بادروا بذلك. وحذر واشنطن وحلفاءها من التلاعب بمشاعر الشعب الإيرانى، وقال إن إيران ستواجههم آنذاك برد يندمون عليه. وشكك معهد «العلوم والأمن الدولى» الأمريكى البارز، فى تفسير إيران للنشاط فى موقع «بارشين» العسكرى، الذى ظهر فى صور التقطتها الأقمار الصناعية. وقال إن حركة المركبات ليس لها صلة على ما يبدو بأعمال طرق، موضحاً أن إيران ربما كانت تطهر مجمع «بارشين» الذى تشك بعض الدول فى أن تجارب ربما أجريت فيه فى إطار برنامج محتمل للأسلحة النووية.