شاب فى العقد الثالث من عمره.. أثير حوله الجدل والشائعات بشأن مدى صلاحيته لتولى منصب بهذا الحجم رغم أنه لم يتقلد أى أنواط أو نياشين عسكرية من قبل، فهو مدنى من الطراز الأول لم تطأ قدماه أى كلية عسكرية ولم يتلق أى تعليم عسكرى، إلا أن الحرب التى انطلقت فى بداية العام فى اليمن بشكل مفاجئ وضعت الأمير السعودى الشاب على قائمة الهرم العسكرى فى المنطقة، فهو فى نظر بلاده قائد أكبر عملية تدخل عسكرى فى المنطقة فى الفترة الأخيرة. الأمير السعودى الشاب محمد بن سلمان، الذى تولى منصب وزير الدفاع السعودى بعد ساعات قليلة من صعود والده إلى عرش بلاده بعد وفاة العاهل الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، أصبح على قمة هرم القيادة العسكرية فى أقوى جيش خليجى. وُلد «بن سلمان» عام 1980، وتلقى تعليمه فى مدارس الرياض حتى حصل على بكالوريوس القانون من جامعة الملك سعود فى الرياض. منذ تخرجه انتهج «بن سلمان» العمل الحر وأسس بعض الشركات الخاصة، وكان المجال الأبرز الذى نشط فيه هو مجال العمل الخيرى، حيث أسس جمعية خيرية تحمل اسمه وتهدف إلى تطوير المشاريع الناشئة والتشجيع على الإبداع فى المجتمع السعودى، من خلال تمكين الشباب السعودى وتعزيز تقدمهم، وفى الفترة ما بين 2007 وحتى 2009، عمل «بن سلمان» مستشاراً متفرغاً بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء السعودى، وانتقل بعدها ليكون مستشاراً خاصاً لأمير منطقة الرياض حتى عام 2013، وبعدها بأشهر قليلة عُين الأمير الشاب مستشاراً لوالده الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان ولياً للعهد، وفى مارس 2013، عُين رئيساً لديوان ولى العهد. بعد بزوغ فجر العام الحالى بأيام قليلة رحل العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فآل الحكم إلى ولى العهد شقيقه «سلمان»، الذى قرر أن يجرى سلسلة من التغييرات الجذرية فى قيادة المملكة السعودية، فبدأ من الديوان الملكى إلى أن وصل إلى وزارة الدفاع السعودية، حيث حصل «بن سلمان» على منصب وزير الدفاع، وفى فترة قصيرة استطاع أن يثبت قدرته ومرونته فى السيطرة على مجريات الأمور، وأصبح «أمين سر» الملك السعودى، فى فترة تشهد تقلبات عنيفة فى المنطقة. نجح الشاب الثلاثينى فى اجتذاب أنظار الغرب من خلال جولاته وحملته العسكرية على اليمن، وبعد أن فرغ من مهمته الرئيسية، بدأ «بن سلمان» يركز أنظاره على العلاقات مع مصر، وفى الوقت الذى زعم فيه البعض وقوع خلافات بين المملكة والنظام الحاكم فى مصر، جاء «بن سلمان» ليدحض تلك الادعاءات من خلال «إعلان القاهرة»، الذى وصفه المحللون بأنه سيكون نواة تشكيل القوة العربية المشتركة، وبداية مرحلة جديدة فى تاريخ العلاقات بين مصر والمملكة السعودية.