الإفتاء توضح فضل سورة الملك وعلاقتها بعذاب القبر

سورة الملك واحدة من السور المباركة التي وردت في القرآن الكريم، وقد أشار العلماء إلى فضلها العظيم في حماية المسلم من عذاب القبر، بالإضافة إلى بركتها التي تُنير حياة المؤمنين في الدنيا والآخرة، من هنا، تبرز أهمية هذه السورة التي يجب أن تكون رفيقة المسلم اليومية ووردًا ثابتًا في حياته.
وقد أوردت دار الإفتاء المصرية أن سورة الملك تُعد من السور التي تحمل في آياتها الكثير من العبر والعظات، وتعمل على تقوية إيمان المسلم في الدنيا وتؤمن له سلامة في الآخرة، تحديدًا من العذاب الذي قد يُلقى على بعض الخلق في قبورهم.
فضل سورة الملك في تحصين المؤمن
في حديث نبوي شريف، أكد النبي صلى الله عليه وسلم على فضل سورة الملك، حيث قال: «إنَّ سورةً من القرآنِ، ثلاثون آية، كانت شَفِيعَةً لِصَاحِبِهَا حتى يُغْفَرَ له، وهي سورةُ الملك» (رواه الترمذي)، ومن بين فضائل هذه السورة المباركة، فإنها تُعد من الوسائل التي تنجي صاحبها من عذاب القبر، وقد أكد العديد من علماء الأمة الإسلامية أن من يقرأ سورة الملك بانتظام، يلقى رحمة الله ورضاه، وتُصبح هذه السورة بمثابة درع يحميه في قبره من العذاب.
سورة الملك
تتكون سورة الملك من 30 آية، وهي السورة رقم 67 في القرآن الكريم، وقد تناولت مواضيع متعددة تتعلق بعظمة الخالق وتدبيره للكون، وتذكر نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، تبدأ السورة بآية عظيمة: «تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، التي تُبرز عظمة الله سبحانه وتعالى وقدرته اللامحدودة.
وتحث السورة في مضامينها على التفكر في مخلوقات الله وآياته في السماوات والأرض، لتُزيد المؤمن يقينًا في قدرة الله الواسعة. وقد جاء في السورة أيضًا تحذيرٌ من مصير الكافرين والعصاة، في حين تعِد المؤمنين الذين يصدقون بالآيات بالجنة والنجاة من النار.
علاقة سورة الملك بعذاب القبر
ومن أبرز ما ورد في فضل سورة الملك هو أنها تُنجي صاحبها من عذاب القبر، وهو ما أكدته العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وقد ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سورة الملك هي المانعة، هي المنجية، تُنجي صاحبها من عذاب القبر»، كما روي عن الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ سورة الملك»، وهذا يعكس مدى أهمية تلاوة هذه السورة في حياة المسلم اليومية.
قراءة سورة الملك بانتظام
تلاوة سورة الملك بانتظام هي من أيسر الأعمال التي يمكن أن يؤديها المسلم لتحصين نفسه من أهوال القبر ومصاعب الحياة، فعند قراءة هذه السورة، يستشعر المسلم بركة كبيرة، إذ يزداد إيمانه بقدرة الله في خلقه، ويشعر بالطمأنينة والسكينة التي تملأ قلبه. وفضلاً عن حماية المسلم في الآخرة، فإن قراءة السورة تحقق له فوائد عظيمة في الدنيا، مثل زيادة البركة في الرزق، وتحقيق النجاح، ونيل رضا الله سبحانه وتعالى، فسورة الملك، بما تحويه من معاني عظيمة وآيات مطمئنة، تستحق أن تكون جزءًا أساسيًا من ورد المسلم اليومي. إن قراءتها بتدبر وفهم لها دورٌ محوري في تقوية إيمان المؤمن وحمايته من شرور الدنيا وآلام الآخرة، خاصة عذاب القبر.
لذا، يجب على كل مسلم أن يجعل من سورة الملك رفيقة قلبه، وأن يلتزم بتلاوتها بانتظام لما فيها من بركة ورحمة عظيمة من الله تعالى. كما تظل دار الإفتاء المصرية وغيرها من المؤسسات الإسلامية تقدم لنا التوجيهات العلمية والشرعية حول أهمية هذه السورة المباركة، وتحثنا على الاستفادة من فضائلها في حياتنا اليومية.