حصلت «الوطن» على نسخة من خطاب مرسل من الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، للبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى 18 يونيو الماضى، يطالب فيه بتركيب عدادات كهرباء مسبوقة الدفع بالكنائس بناء على تكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسى بتركيب تلك العدادات فى كل دور العبادة، سواء مساجد أو كنائس، وجاء نص الخطاب كالتالى: «أتشرف بإحاطة سيادتكم أنه فى ضوء متابعة رئيس الجمهورية للموضوعات المتعلقة بقطاع الكهرباء، فقد عقد سيادته اجتماعاً بتاريخ 15 يونيو الماضى، ووجه خلاله بضرورة تركيب عدادات مسبوقة الدفع فى كل دور العبادة (مساجد وكنائس)، وقد صدرت التعليمات بالفعل لشركات توزيع الكهرباء للتنفيذ، على أن ترسل مطالبات بالتكلفة للجهات التابعة لسيادتكم بعد الانتهاء من التنفيذ، برجاء التفضل بالإحاطة والتنبيه بما يلزم الجهات التابعة لسيادتكم للتعاون مع شركات التوزيع لإتمام هذا الأمر طبقاً لتكليفات رئيس الجمهورية». وأشَّر البابا على الخطاب، بتاريخ 24 يونيو الماضى، بتوجيهه إلى الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والقمص سيرجيوس سرجيوس، وكيل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتعميم الخطاب على جميع الإيبارشيات والكنائس. ورفض القمص «سيرجيوس» الرد على استفسارات «الوطن»، والتعليق على الخطاب، وقال، إنه أمر داخلى لا يخص وسائل الإعلام فى شىء. وقال الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الكنيسة الإنجيلية، ل«الوطن»، إنه لم يعلم بقرار وزارة الكهرباء، إلا بعد تواصل مكتبه مع مكتب البابا تواضروس، والسؤال عن حقيقة الخطاب، الذى أكد له صحة الأمر، وإن البابا أرسل المنشور إلى الكنائس الأرثوذكسية، وأضاف: «علمنا أن الكنائس القبطية ستدفع الكهرباء بحسب هذا المنشور، وأنه أرسل أمس الأربعاء خطاباً إلى وزير الكهرباء يستفسر منه عن هذا الأمر»، وتابع: «لا يعقل أن تدفع الطائفة تكلفة كهرباء 1200 كنيسة إنجيلية من كل المذاهب فى مصر». وجاء نص خطاب رئيس الكنيسة الإنجيلية لوزير الكهرباء، الذى حصلت «الوطن»، على نسخة منه، كالتالى: «يسعدنى أن أتقدم لسيادتكم بخالص الشكر والتقدير على جهودكم المخلصة التى تقومون بها لخدمة المواطن المصرى فى قطاع الكهرباء والطاقة، وهو جهد ملموس ومشكور، وفى ضوء القانون الجديد رقم 87 لسنة 2015 الخاص بقانون الكهرباء، أرجو التكرم بموافاتنا بما يفيد بموقف دور العبادة من هذا القانون، حتى يتسنى لنا إبلاغ كل الكنائس التى تقع تحت إشراف رئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر، البالغ عددها نحو 1200 كنيسة على مستوى الجمهورية، من بينها مئات الكنائس التى تقع فى مختلف القرى والنجوع، وهى كنائس صغيرة لا تتحمل إيراداتها سداد قيمة استهلاك الكهرباء». وقال المهندس محمد رحيم، رئيس شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، ل«الوطن»، إن دور العبادة سواء مساجد أو كنائس لم تكن معفاة من دفع الكهرباء وكانت هناك جهات تدفع عنها، وإن ما تغير هو طريقة السداد عبر العدادات مسبوقة الدفع ويأتى تطبيقها فى الوقت الحالى لمناسبة الوقت حتى تتمكن شركات الكهرباء من تحصيل مستحقاتها المالية لدى الغير واستيفاء مستلزماتها من أجل بناء المحطات الجديدة والاستثمارات التى تقوم بها، وأضاف أن الوزارة بدأت تنسق مع الجهات المعنية لتركيب تلك العدادات، من خلال مخاطبة المحليات بخصوص المساجد الأهلية، ومخاطبة وزارة الأوقاف بخصوص المساجد التابعة لها، وتمت مخاطبة الكاتدرائية بخصوص الكنائس. وطالب الأب رفيق جريش، مدير المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية، الدولة بعدم تطبيق دفع الكهرباء على دور العبادة التى تجرى بها الصلاة، وأن يقتصر الدفع على المراكز الخدمية التابعة للكنائس بشرط أن تطبق عليها شريحة أصغر فى الدفع، وأن يكون تطبيق هذا القرار تدريجياً وليس فجأة هكذا، ومراعاة وجود كنائس فى قرى ونجوع فقيرة لا تمتلك الموارد لسداد فواتير الكهرباء، وأضاف «جريش»: «فى الوقت الذى ستدفع فيه الكنائس فواتيرها من أموال الأقباط وتبرعاتهم، ستتحمل الدولة عبر ميزانية وزارة الأوقاف دفع فواتير المساجد».