فجرت انتحاريات أنفسهنّ وسط السكان الفارين من مسلحين متطرفين، في قرية شمال شرق نيجيريا، لتتواصل بذلك سلسلة من الهجمات، سقط ضحيتها نحو 200 شخص خلال 3 أيام، حسب ما أفاد شهود اليوم. ووقع الهجوم الأخير، أمس، في قرية زبارماني التي تبعد 10 كيلومترات من مدينة مايدوجوري، المعقل الأول لجماعة "بوكو حرام" المتطرفة. وروى أحد السكان هلادو موسى، الذي فر من الاعتداء إلى ميدوجوري، لوكالة "فرانس برس"، أن أعدادا ضخمة من المقاتلين دخلوا القرية، كي يتغلبوا على القوات الحكومية المنتشرة، لمنع المتمردين من بلوغ مايدوجوري، وتابع أن الجنود أجبروا على الانسحاب. وحين بدأ السكان الفرار، عمدت انتحاريات إلى تفجير أنفسهنّ وسط تلك الفوضى، ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى، بحسب قوله، وتابع أن غالبية الضحايا سقطوا جراء التفجيرات الانتحارية، من دون أن يحدد حصيلة للقتلى والجرحى. وأشار موسى، إلى أن المسلحين نهبوا المحال وأحرقوا "نصف القرية"، قبل أن يجبروا على التراجع، إثر إرسال القوات الحكومية لتعزيزات. وتحدث دنلامي أجاوكتا، وهو ضمن قوة مدنية تساعد القوات الحكومية في قتالها ل"بوكو حرام"، عن حصيلة ضخمة للضحايا، وقال إن القلق الأساسي الآن يكمن في كيفية إجلاء الباقين ومعالجة الجرحى، ومن ثم جمع الجثث المنتشرة في القرية، مشيرا إلى أنه نقل أكثر من 100 جريح إلى المستشفيات. وكثفت "بوكو حرام"، التي بايعت "داعش"، هجماتها منذ وصول الرئيس محمد بخاري، إلى الحكم في 29 مايو، ويأتي هجوم زبارماني، بعد سلسلة من الهجمات التي استهدفت ولاية بورنو منذ الأربعاء. وشن مسلحون متطرفون، هجمات عدة منذ الأربعاء الماضي، في ولاية بورنو المضطربة، وأطلقوا النار على مشاركين في صلاة العشاء، بمناسبة شهر رمضان، ونساء في منازلهن، واقتادوا رجالا من منازلهم في منتصف الليل، وقتلت فتاة انتحارية 12 شخصا، حين فجرت نفسها داخل مسجد في بورنو، في هجوم لم تتبنه أي جهة. وأعلنت الرئاسة في بيان منها أمس، أن الرئيس محمد بخاري يدين الموجة الأخيرة من أعمال القتل التي نفذتها "بوكو حرام" في ولاية بورنو، ويعتبرها لا إنسانية وهمجية. وأثار تصعيد العنف، مخاوف من تلاشي الإنجازات التي حققتها جيوش نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون في المنطقة. وتمكنت العملية العسكرية المشتركة، من استعادة تقريبا كل قرى الشمال الشرقي، التي كانت تسيطر عليها الحركة الإسلامية، لكن الاعتداءات لم تتوقف مع ذلك. وقررت نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون وبنين، في يونيو، إنشاء قوة مشتركة متعددة الجنسية قوامها 8700 عنصر، على أن تنتشر ابتداء من 30 يوليو لقتال الإسلاميين.