مشهد تقشعر له الأبدان، فبين عشية وضحاها تحولت جزيرة "السعادة" في محافظة الشرقية إلى جزيرة "الحزن"، أثناء جلسة تصالح تحولت إلى مجزرة دامية، سقط خلالها 3 قتلى أحدهم ذبحًا وأصيب 6 بطلقات نارية متفرقة. "الوطن" انتقلت إلى قرية جزيرة السعادة، واستمعت إلى الأهالي حول الواقعة، الذين أكدوا بدء الواقعة بإطلاق أمين شرطة وأشقائه أعيرة نارية على عدد من الأهالي أثناء جلسة صلح بينهم وعائلة أخرى. مدخل القرية الرئيسي تحول لثكنة عسكرية، وبالقرب من منازل المجني عليهم تتمركز سيارات الشرطة والأمن المركزي ويتناوب عدد من الضابط قيادة تلك التشكيلات تحسبا لاندلاع مشاجرات جديدة. وتحول منزل المجني عليهما بالقرية لمكان حزين، وكساهما السواد وتوافد الأهالي لتقديم واجب العزاء لعائلتهما واصطفوا أمام المنزلين. جلست الحاجة عفاف علي عبدالستار والدة المجني عليه "خالد عبدالسلام بهدر"، لاعب كرة قدم بفريق المقاولون العرب وسط السيدات المتشحات بالسواد تردد عبارات "حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم منهم". " ذنبه إيه ابني عشان يتقتل، ياريته كان أخد الأرض كلها".. بهذه الكلمات بدأت الأم الثكلى حديثها، مضيفة: "خالد كان نور عيني، طول عمره حنين عليا وعلى أخوته الأولاد". وأضافت: "لدي 5 أبناء غير خالد بس هو اللي كان بيراعنا وبيشوف مصالحنا خاصة بعد وفاة والده منذ شهرين". وتابعت: "إحنا من قرية جزيرة السعادة وبعدين بنينا بيت في الزقازيق وكل همنا تربيه عيالنا، وإحنا ناس في حالنا وبنبعد عن أي شر". وأكدت أن الخلاف مع المتهم وأهله بدأ من عدة أشهر حيث قاموا بشراء قطعة أرض 4 قراريط من زوجها قبل وفاته ضمن 22 قيراطا أخرى، مضيفة: "فوجئنا بعد وفاة زوجي أن المتهم وأهله بيقولوا أنهم اشتروا 6 قراريط يعني كان عاوزين يستولوا على قيراطين كمان بدون وجه حق". وأشارت إلى أنه بعد عدة مشادات بدأ الأهالي يحاولون حل النزاع، مضيفة أنه عندما ذهب نجلها ومعه بعض أفراد الأسرة لمعاتبته ومطالبتهم بالتراجع عن الاستيلاء على الأرض أشهر في وجههم السلاح وأطلق أعيرة نارية فيما تمكنوا من الإمساك به والحصول على السلاح وتسليمه للشرطة وتم تحرير محاضر بمركز شرطة الزقازيق وعقب ذلك فوجئنا أنه استلم سلاحه مرة أخرى. وأردفت: "تم الاتفاق على عقد جلسة صلح لتسوية النزاع نهائيا وعلمت من الأهالي أن المتهم أمين الشرطة أطلق أعيرة نارية وابني مات". أجهشت الأم في البكاء ومضت قائلة: "أنا عاوزة حق ابني، ولو في عدل الحكومة تطردهم من الأرض اللي استولوا عليها بالقوة دول ميعرفوش رحمة ولا دين". وجلست "سارة محمد" زوجة المجني عليه طريحة الفراش بعد إصابتها بصدمة عصبية، واكتفت بترديد "منهم لله، حرموه يربي بنته ويشوف ابنه اللي لسه هيجي". وأضافت أنه كان يستعد للانتقال لنادي الأهلي بعد شفاءه من إصابته أثناء أحد مباريات كرة القدم" ولكن لم يمهله القدر. وفى ذات السياق خيّم الحزن على منزل المجنى عليه أمين الشرطة " سليمان عيد شجيع 33 عامًا، من قوة مباحث كهرباء الشرقية وبدلًا من استعداد أهله للاحتفال بحصوله على بكالوريوس كلية الحقوق لترقيته في عمله، شيعوه لمثواه الأخير بمقابر القرية بعد أن لقي مصرعه على يد المتهم والذي تربطه به صله نسب وقرابة. وقال محمد سليمان شجيع، محامي شقيق المجني عليه: "منذ عدة أيام تم الاتفاق على عقد جلسه صلح بين الطرفين المتنازعين وهما عائلتي "بهدر، وسليمان نصر الله" حيث استولى الأخير وعائلته على الأرض وانتهت جلسه الصلح التي استمرت لمدة ساعة بحضور عدد من الأهالي على الاتفاق أن يقوم المتهم وعائلته بحلف يمين الله بأنهم قاموا بشراء الأرض فعلا ودفعوا ثمنها لوالد الورثة ويتم تسليمهم الأرض طواعية عقب ذلك. وتابع: "فوجئنا بإشهار المتهم "سليمان نصرالله عبدالله" أمين شرطة بقطاع الأمن الوطني سلاحه وإطلاق أعيرة نارية على الحضور عقب علمه بقيام الورثة بيبع 16 قيراطا من الأرض لصالح أحد الأهالي حيث ردد، قائلا: "هاخد الأرض كلها ومحدش هيقدر يمنعني". وأضاف: سدد أول طلقات للمجني عليه خالد عبد السلام بهدر، نجل صاحب الأرض فاستقرت بجسده ثم أصاب سليمان عيد، وسمير عبد الدايم أحد المحكمين، وال 6 مصابين، فيما قام شقيق المتهم الأكبر، بذبح المجني عليه "خالد". وتابع: "أثناء ذلك جاء أحد أقارب المتهمين مغادرا ساحة تلقي العزاء في والدته التي توفيت منذ عدة أيام موجها لهم اللوم، قائلا "انتم عملتوا أيه"، فقام أمين الشرطة سليمان نصرالله بإطلاق الأعيرة النارية تجاهه، قائلا: "يالا موت أنت كمان، وأسفر ذلك عن إصابته بطلق ناري بالبطن وتم نقله لمستشفى الأحرار. فيما أصيبت والدة المجنى عليه "سليمان عيد" بحالة من الانهيار واكتفت بترديد عبارات "حسبي الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم من اللي يتموا عياله"، مشيرة إلى أن لديه 3 أبناء "حاتم 6 سنوات، إيناء 4 سنوات، روميساء عامين"، وتابعت كان سندنا وظهرنا وكنا هنفرح بتخرجه من كلية الحقوق عشان يترقى ويبقى ضابط بس منهم لله قتلوه وقتلوا حلمه. وقال شقيق المصاب "عيد سالم"، "إحنا أقارب المتهمين بس من بعيد وهما قبل ما يروحوا جلسه الصلح اتصلوا علينا عشان نروح نخانق معاهم لو حصل خناقة فرفضنا لأننا مش هننصر الظالم على المظلوم، وأثناء تلقي العزاء في والدة المصاب سمعنا صوت طلقات الصراخ والعويل فتوجه المصاب لمعرفة ما حدث فهاجمه المتهم "سليمان نصرالله" وضربه بالنار ما أدى لإصابته وتم نقله لمستشفى الأحرار. وأكد "أهالي القرية "، أن المتهمين اتخذوا من وظائفهم وسيله للبلطجة وفرض سيطرتهم على الأهالي مشيرين إلى أنهم أشقاء وهم "أمين الشرطة سليمان نصرالله من قوة قطاع الأمن الوطني، والسيد أمين سر بالمحكمة، ومحمد ويعمل في البحث الجنائي، وسعد خفير بقرية الشوبك بسطه بالزقازيق"، بالإضافة لشقيقين آخرين هما "كامل، وفادي سائق توك توك"، مضيفين أنهم يفتعلون العديد من المشاجرات ثم يستندون على وظائفهم لتعطيل أي محاضر أو أي إجراءات ضدهم. وطالبوا الجهات الأمنية باتخاذ إجراءات رادعة ضد المتهمين حتى لا يكرروا هم أو غيرهم أفعالهم الإجرامية مرة أخرى. وكان اللواء مليجي فتوح مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من العميد عاطف الشاعر ريس مباحث المديرية، يفيد وقوع مشاجرة بين عائلتين بقرية السعادة مركز الزقازيق بسبب الخلاف على قطعة أرض أسفرت عن وقوع وفيات وضحايا، وانتقلت الأجهزة الأمنية للسيطرة على الموقف. وأسفرت المشاجرة عن مقتل كل من، خالد عبدالسلام محمد، لاعب كرة قدم بنادي المقاولون العرب، وسليمان عبيد شجيع، أمين شرطة بمباحث كهرباء الشرقية، وسمير عبدالدايم سليمان أحد المحكمين بالجلسة، بالإضافة إلى إصابة 9 آخرين بينهم اثنين في حالة حرجة هما، عيد سالم سليمان، مصاب بطلق ناري بالبطن، وعمرو إبراهيم محمد مصاب بطلق بالقدم. كما تلقى إخطارا بشن حملة لضبط أمين الشرطة سلمان نصر الله المتهم بقتل وإصابة عدد من أهالي قرية جزيرة السعادة بالزقازيق بسبب الخلاف على قطعة أرض، وأثناء محاولة ضبطه أطلق النار على الرائد محمد عمر ضابط بالأمن الوطني ما أدى لاستشهاده، وأطلقت القوات النار على المتهم فأردته قتيلا. وشيع المئات من أهالي قرية "جزيرة السعادة" التابعة لمركز الزقازيق، اليوم، جثماني لاعب بنادي المقاولون العرب وأمين شرطة، كما شيع أهالي "منيا القمح" جثمان شخص ثالث، لقوا مصرعهم يد أمين شرطة وأشقائه بالقرية بسبب الخلاف على قطعة أرض. واستشهد ضابط بقطاع الأمن الوطني إثر إصابته بأعيرة نارية على يد أمين الشرطة المتهم أثناء ضبطه فيما أطلقت عليه القوات الأعيرة النارية فأردته قتيلا.