يزور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، غدًا، الإسكندرية، ليحضر في الصباح يوم الإخوة القبطية الأرثوذوكسية الكاثوليكية، تحت رعاية وحضور الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر، والمونسينيور برونو موزارو سفير دولة الفاتيكان بمصر، والمطران عادل زكي مطران اللاتين الكاثوليك بمصر، ويرافق البابا وفد من الآباء الأساقفة والكهنة. ويأتي الاحتفال، الذي يستضيفه دير الآباء اليسوعيين في الإسكندرية "جيزويت"، استجابة للدعوة التي أطلقها قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، في مايو الماضي، خلال زيارته لقداسة بابا روما في الفاتيكان، بأن يكون يوم 10 مايو، يوم المحبة والصداقة بين الكنيستين، كما شهد هذا اليوم، زيارة مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث للبابا بولس السادس عام 1973. وفي سياق متصل، أصدر القمص رويس مرقس، وكيل عام البطريركية في الإسكندرية، بيانا بعنوان "قامت الدنيا ولم تقعد"، قال فيه: "بعد أن ألغى البابا عظته الأسبوعية الأربعاء الماضي، وغادر الكاتدرائية بسبب تجاوز بعض الأشخاص داخل الكنيسة وإصرارهم على الشغب والهياج بحجة مطالبتهم بما هو ليس حقهم من وجهة نظر الكنيسة، وتعرض قداسة البابا للهجوم والانتقاد والإشاعات، والحقيقة أن الأمر يحتاج إلى وقفة وتوضيح الحقائق". وأضاف مرقس، "البابا رجل مخلص جدا للكنيسة ويحبها جدا، فهو يكاد لا ينام إلا قليلاً منذ جلوسه على كرسي مارمرقس، يسافر كل مكان داخل وخارج مصر ليطمئن على أولاده، وزيارته من شهور قليلة لصعيد مصر قطع فيها مئات الكيلومترات، زار كنائس وأديرة وأماكن خدمة، تقابل فيها مع عشرات الآلاف من شعبه، منهم أسر شهداء مصر في ليبيا". وتابع مرقس، "البابا زار الأديرة والإيبارشيات المختلفة رغم معاناته من آلام العمود الفقري، ونصيحة الأطباء له بالراحة، بل حتى عندما طلب منه أبناؤه أن يستخدم الطائرة في تنقلاته الداخلية لراحته رفض بإصرار توفيرا للنفقات، هو رجل خدمة يريد التواصل مع شعبه وحل مشاكلهم". واستكمل وكيل البطريركية، "البابا يحلم بالكنيسة التي تقدم الخدمة لكل إنسان، ومن أهم اهتماماته منذ جلوسه على الكرسي موضوع الأحوال الشخصية، فهو يقول يؤلمني جدا أن يعتقد ابن للكنيسة أنها تظلمه، ولذا عقد مؤتمرين لدراسة لائحة الأحوال الشخصية آخرها الأسبوع الماضي، إضافة للعديد من اللقاءات والاجتماعات". وأكد مرقس، أن البابا فكر ونفذ نظام إداري جديد للتسهيل على الكل، مع عمل لائحة جديدة لا تتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس وقوانين الكنيسة، لكن تقدم حلولاً للكثير من المعضلات التي كانت تسبب دمار أسر، مواصلا: فهل لم ير الذين يهاجمون البابا أي شيء إيجابي في كل ما سبق؟ أم أنهم لا يعلمون. وتساءل مرقس "هل بعد هذا يليق بأي شخص اقتحام الكنيسة واستغلال اجتماع روحي غرضه الوحيد هو توصيل كلمة الله للمستمعين لإثارة مشكلة؟ وهل أصبح الهرج والمرج وإثارة الشغب هو طريق حل المشاكل؟ وأين احترام بيت الله الذي يليق به القداسة؟". وأضاف "البابا ليس معزولا عن شعبه كما يحاول البعض إظهاره، والسكرتارية تتواصل مع الكل، والطبيعي أن تكون هناك طلبات مرفوضة لأنها ضد تعاليم الكتاب المقدس وقوانين الكنيسة". واعتبر وكيل كاتدرائية الإسكندرية، أن البابا يتعرض لحملة هجوم شديدة وممنهجة، لإظهاره منفصلًا عن شعبه من عدة فئات، منها من يبحث عن شهرة أو أموال فيهاجم البابا، ولا نعلم نحن من وراء هؤلاء، ومن الذي له مصلحة في هذه الحملة، لكن من الواضح أن عدو الخير يحاول أن يضرب الراعي لتتشتت الرعية. وأردف "أمام كل هذا ينفذ البابا وصية الإنجيل نُشتم فنبارك، فمع كل هجوم لا يرد بل يستمر في العمل الإيجابي من أجل صالح الكنيسة، ويرفض إلحاح أبنائه بالرد مفضلا الصمت، ولعل ما حدث الأربعاء الماضي، فرصة لتوضيح الحقائق أمام الشعب، ليعرف مدى إخلاص أباه للكنيسة، وفي نفس الوقت مدى الحرب الشيطانية الشرسة التي يتعرض لها. وأكد مرقس، أن البابا يقبل بحب الاختلاف معه في الرأي، بل ويرحب بذلك ويسعى لسماع وجهات نظر مختلفة ويهتم بكل رأي، ولكن في إطار من الاحترام واللياقة.