استضاف مسرح كلية الآداب بجامعة طنطا فرقة "المفتحين" المسرحية للمكفوفيين، والتي قدمت أول عرض لها بعنوان "حكايات مصرية" للكاتب حمدي عبد العزيز. تأتي المسرحية في إطار اهتمام جامعة طنطا بالشباب وتنمية قدراتهم، وحثهم على الإبداع، وإخراج الطاقات الكامنة لديهم، والاستفادة القصوى من مواهبهم. نالت المسرحية، في أول عرض لها على مسرح الجامعة، قبولاً كبيراً وسط الجماهير الذين تفاعلوا مع العرض معبرين عن سعادتهم بأول فرقة مسرحية للمكفوفين في مصر والوطن العربي، ومن المقرر أن تعرض المسرحية يومي 6 و7 يوينو المقبل على مسرح شركة الغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبرى. وأكد أسامة شفيق، مخرج المسرحية، أن تجربة فرقة المفتحين رائدة من نوعها بشكل عام، فيوجد إصرار بشكل كبير من قبل أعضاء الفرقة، لدرجة أنك تشعر بأنهم أفراد ليسوا ذوي احتياجات خاصة، وهذا الإصرار يفوق الأشخاص الأسوياء والأصحاء. ولفت شفيق، إلى أنه تعلم منهم معنى الإصرار على تحقيق الحلم المشروع، وإن الإعاقة ليست إعاقة بدنية أو بصرية بقدر ما تكون إعاقة اليأس، وأيضًا تطبيق مبدأ العمل والجدية أكثر من الأصحاء. وأشار شفيق، إلى أن التجربة واجهتها بعض الصعوبات كان يتم التغلب عليها من خلال الرغبة الشديدة لأعضاء الفرقة في النجاح، وأيضًا الذكاء الشديد الذي يتمتعون به في حفظ أدوارهم بشكل جيد. وأضاف جمعة محمود، مدير عام الفرقة وأحد أعضاءها، أن التحرك على المسرح، وتنفيذ الأدوار يأتي من خلال القدرة على الاستيعاب والتركيز الكبير لأعضاء الفرقة، وهذا ليس مقتصرا فقط عليهم، وإنما يتمتع به ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرًا إلى أن المخرج قام بدور كبير أثناء البروفات، فبعد أن يطمأن على الأداء الصوتي يقوم بتدريب الفريق على الأداء الحركي من خلال التركيز معه في الصوت، وهو ما يستغرق فترة ليست قصيرة، وكان يتواجد معهم بشكل دائم حتى تمكن أعضاء الفرقة من حفظ جميع أجزاء المسرح، وساعده في ذلك الرغبة القوية لدى الفرقة في النجاح. وقال بالرغم من أنني اصطدمت مرتين في أحد أعمدة المسرح خلال دقيقتين أثناء إحدى البروفات، لكن لم أترك المسرح رغم الألم الشديد، وبعد انتهاء البروفة توجهت للمستشفى لتلقى العلاج. يذكر أن فرقة "المفتحين" هي أول فرقة في مصر والوطن العربي كل أعضائها من المكفوفين حيث رفعوا شعار "متقولش علينا مكفوفين.. احنا اسمنا المفتحين".