علاقة الرئيس بمختلف فئات الشعب، دليلًا على مدى قوة الرابط بينه وبينهم، وقربه منهم، كما أنه "ترمومتر"، يقيس به مطالبهم ومشاكلهم الحالية، وتلعب وسائل الإعلام والفن والتلفزيون، دورًا مؤثرًا على المجتمع بمختلف طبقاته، تكون فكرهم وآراءهم، لذا حرص الرؤساء المصريين، على لقاء الفنانين دائمًا. منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم، التقى ببعض الفنانين داخل قصر الاتحادية مرتين، أكد خلالهما أهمية الفن والإبداع في المجتمع؛ ودوره لنشر الثقافة ومواجهة التطرف الفكري ونشر مفهوم الدين الوسطي، ما دفع بعضهم إلى مرافقته خلال زيارته الحالية إلى ألمانيا، وهو ما قابله العديدون بالنقد السلبي، وعلى رأسهم مؤيدي "الإخوان". استنكرت صفحات "الإخوان" على مواقع التواصل الاجتماعي، مرافقة بعض الفنانين الرئيس السيسي، في زيارته لألمانيا، معتبرة أنها "إهانة لمصر"، وتقليل من شأنها، وأنهم لا دور لهم في تلك الزيارة، بينما حظيت الفنانتان يسرا وإلهام شاهين، الموجودتان ضمن وفد الفنانين المرافق للرئيس، على الكم الأكبر من تلك الانتقادات. بالعودة إلى فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، نجد أنه كان حريصًا على لقاء الفنانين والتواصل معهم، بينما لم يعترض أحد من "الإخوان" وقتها على اهتمام مرسي بهم، حيث حظيت قضية الفنانة إلهام شاهين مع الشيخ عبدالله بدر، باهتمام مرسي، الذي كلف الدكتور ياسر علي المتحدث الأسبق باسم رئاسة الجمهورية، بالاتصال بها، بعد سب عبدالله بدر لها على الهواء مباشرة في أحد البرامج، واتهامه لها بالزنا والفجور. لم يكن اهتمام المعزول مرسي بقضية إلهام شاهين، الواقعة الوحيدة مع الفنانين، حيث التقى مرسي 80 فنانًا في سبتمبر 2012، لمناقشة أزمة الرقابة المتشددة وقتها والقنوات المسيئة للفن. كما أكد المتحدث باسم الرئاسة في عهد المعزول، أن مرسي ضد أي إساءة، وأنه سيفعل القانون في حالة وجود أي مخالفة من أي شخص، مشيرًا إلى أن الرئيس سأل الفنان جلال الشرقاوي خلال لقاء الفنانين والمثقفين، عن سبب غياب الفنانة إلهام شاهين عن اللقاء، فأجاب الشرقاوي بأنها ربما لم تتلق دعوى لحضور اللقاء. يذكر أن وفد الفنانين الذي سافر مع الرئيس السيسي لدعمه خلال زيارته لألمانيا، يضم "إلهام شاهين، يسرا، هالة صدقي، المخرج خالد يوسف، أحمد بدير، محمد الصاوي، داليا البحيري، عزت العلايلي، أشرف عبدالغفور، خالد سليم، هشام عباس، مدحت صالح، لقاء الخميسي، إيهاب توفيق، أيمن عزب، لبلبة، ماجد المصري، ممدوح عبدالعليم ومحمد كريم".