ندد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أثناء مشاركته في منتدى حول الديموقراطية في إندونيسيا الخميس، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت الثلاثاء وفاز فيها الرئيس باراك أوباما، معتبرا أنها "ساحة معركة للرأسماليين". وقال أحمدي نجاد في منتدى بالي حول الديموقراطية الذي افتتح أعماله الخميس في الجزيرة الإندونيسية "انظروا إلى الوضع في أوروبا والولايات المتحدة. إن الانتخابات التي هي تعبير عن الإرادة الشعبية تحولت إلى ساحة معركة لرأسماليين وذريعة لإنفاق ثروة"، بدون أن يذكر صراحة إعادة انتخاب أوباما. وتابع "لذلك لا يحظى العديد من العناصر المستقلين الكفوء والطاهري القلوب بأدنى فرصة للمشاركة في حكومة. تتم التضحية بالعدالة والحرية والكرامة البشرية في سبيل أنانية أقلية نافذة". وأنفقت ستة مليارات دولار بحسب التقديرات على الانتخابات الأمريكية التي فاز فيها أوباما على خصمه الجمهوري ميت رومني. وندد أحمدي نجاد ب"الدول التي تدعي أنها في طليعة الديموقراطية" معتبرا أن "العبودية والاستعمار والانتهاكات لحقوق الإنسان" لا تزال تجري فيها. وعدد المخاطر التي تحدق بالديموقراطية ذاكرا بشكل عابر "تطوير الأسلحة التي هي أخطر من الأسلحة الذرية"، في وقت يتهم الغرب وإسرائيل بلاده بالسعي لامتلاك السلاح النووي رغم نفي طهران الأمر. وألقى أحمدي نجاد كلمة مقتضبة في إطار منتدى بالي الذي يستمر حتى الجمعة بمشاركة 11 رئيس دولة وحكومة. ومن المتوقع أن يغتنم الرئيس الإيراني هذه المناسبة لحشد دعم دولي لدبلوماسيته المثيرة للجدل، في وقت انتقدت عدة منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان مشاركته. وافتتح الرئيس الإندونيسي، سوسيلو بامبانج يودهيونو، المنتدى الذي يسعى إلى الترويج للديموقراطية في المنطقة، رسميا قرابة الساعة 09,00 (01,00 ت غ) جنوب جزيرة بالي. وهذا المنتدى الذي يعقد هذا العام في دورته الخامسة لا يهدف إلى اتخاذ تدابير ملموسة بل يركز على عقد جلسات مناقشة بشأن سبل الدفع قدما بالديموقراطية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. إلا أن حضور 11 رئيس دولة وحكومة هذا العام زاد من الاهتمام بالمنتدى. وإضافة إلى أحمدي نجاد، يشارك خصوصا رئيسا أفغانستان حميد كرزاي وكوريا الجنوبية لي ميونغ باك إضافة إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيسة الحكومة الأسترالية جوليا غيلارد. ومع هذا الحضور السياسي البارز، فإن هذا الملتقى الدبلوماسي الذي يستمر يومين يمثل بالنسبة للرئيس الإيراني فرصة للبحث عن داعمين دوليين في المنازلة السياسية مع الغرب بشأن سياسة طهران النووية المثيرة للجدل. وإندونيسيا، أكبر البلدان المسلمة في العالم من حيث عدد السكان، تعتبر حليفة وفية لطهران وسبق أن استقبلت الرئيس الإيراني.